إعجاب أمريكي وإسرائيلي بتعيين حسين الشيخ نائباً لرئيس السلطة
رام الله – الشاهد| أثار تعيين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ نائباً لرئيس السلطة الفلسطينية حالة من الإعجاب والرضى لدى الأمريكيين والإسرائيليين لا سيما وأنه يعد من الشخصيات التي تمتلك علاقات واسعة وعلنية مع الاحتلال والأنظمة العربية.
الشيخ والذي قام بخطوات كثيرة خلال السنوات الأخيرة للظفر بالمنصب، أو لإقناع الدول العربية والغربية به لتنصيبه رئيساً حال شغور المنصب، يلاقي معارضةً داخلية في حركة فتح والسلطة وتحديداً من قياداتها التي تطمع في المنصب.
ويتولى الشيخ أمانة سر اللجنة التنفيذية لـ”منظمة التحرير” ورئاسة دائرة شؤون المفاوضات فيها منذ أربعة أعوام خلفاً لصائب عريقات، ويعتبر من أقرب المقربين للرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن الحلقة الضيقة حوله، ويرافقه في جميع زياراته الخارجية ولقاءاته الرسمية ويجلس عن يمينه في تلك الاجتماعات.
وبعد تكليفه أمانة سر اللجنة التنفيذية أصبح الشيخ يترأس بعض اجتماعات اللجنة “التشاورية التحضيرية” للاجتماعات التي تعقد برئاسة عباس الذي يترأس “منظمة التحرير”.
رجل “إسرائيل”
ونشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً مطولاً عن الشيخ خلال الأيام الماضية، وقالت إن قادة الاحتلال معجبون به ويرونه خليفة محتملاً لرئيس السلطة محمود عباس، فهو يتمتع بعلاقات قوية مع دوائر الأمن الإسرائيلي ويناصب في المقابل حركة حماس العداء الشديد.
وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه، ومدى الحظوة التي يتمتع بها حالياً بالتقرب إلى أقصى حد من عباس، لدرجة أنه يرافقه في كل مكان يزوره.
وتقول المجلة إن الشيخ يُعجب سماسرة القوة الإسرائيليون بالشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي: “إنه رجلنا في رام الله”.
وتشير المجلة في المقابل إلى أن الشيخ ينظر اليه الكثير من أفراد الشعب الفلسطيني على أنه الرجل الذي يقوم بالعمل القذر، في إشارة إلى تواصله المستمر مع الاحتلال، في محاولة منه لتعزيز حظوظه في معركة خلافة عباس البالغ من العمر 87 عامًا.
موافقة عربية
فيما قالت القناة 12 العبرية “أن هذا التعيين يأتي في أعقاب ضغوط عربية كبيرة، وخاصة من جانب المملكة العربية السعودية، على الرئيس عباس خلال القمة العربية الأخيرة في الرياض لتعيين نائب له دون تأخير، فهي (السعودية) معجبة بشخصية الرجل”.
وأضافت: “يثير تعيين الشيخ أيضا معارضة بين قدامى قادة فتح، لكنه في السنوات الأخيرة اكتسب ثقة الرئيس عباس، ويحظى بقبول الولايات المتحدة وإسرائيل، على الرغم من أن بعض دول الخليج مترددة في اختياره”.
وكانت السعودية قد رتبت لقاء بين الشيخ والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في يناير الماضي، وذلك ضمن خطوات تمكين السلطة من العودة لقطاع غزة وإقناع الإدارة الأمريكية به ليكون خليفة عباس.
وكشفت مصادر فلسطينية أن الشيخ أجرى لقاءات مكثفة مع مسؤولين إقليميين، بينهم السفير السعودي غير المقيم لدى السلطة بندر السديري، لعرض نفسه كخيار قادر على ضبط الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
رفض شعبي
الناشط السياسي عيسى عمرو رأى أن أمين سر منظمة التحرير، حسين الشيخ، يفتقر إلى الكفاءة والمهنية، مشيرًا إلى أن علاقاته الاقتصادية مع الاحتلال الإسرائيلي تعكس انحيازه لمصالح شخصية على حساب القضية الفلسطينية.
وأضاف عمرو أن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، يعمل على إنهاء السلطة الفلسطينية ماليًا، بينما تتآكل مكانة السلطة داخليًا بفعل الفساد الإداري والتفرد بالقرارات.
من جانبه، اعتبر الباحث السياسي جهاد حرب أن الطريقة التي ظهر بها الشيخ أمام ضريح عرفات بداية الشهر الجاري، تنسجم مع الإجراءات التي اتخذت خلال الأعوام الماضية لترفيعه”.
وعلى رغم أن حرب أشار إلى أن ذلك “جزء من البروتوكول الرسمي، لكنه لم يستبعد أن يكون تحضيراً لخلافة عباس وتهيئة الرأي العام الفلسطيني لكي يكون الشيخ هو الرجل الثاني رسمياً”.
وأشار حرب إلى “وجود صراعات يعلمها الجميع بين أقطاب في حركة فتح للمنافسة على خلافة الرئيس الفلسطيني”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87374