لماذا أمر “عرفات” باعتقال “حسين الشيخ”؟
رام الله – الشاهد| دفع تنصيب حسين الشيخ في منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية ونائب رئيس منظمة التحرير الكثيرين لتتبع الخط التصاعدي الذي انتجه الرجل في التخطيط والتسلق وشراء الذمم وخيانة رفقاء الدرب ليصل إلى هدفه.
الشيخ والذي ارتقى في مناصب عديدة وبسرعة كبيرة داخل فتح والمنظمة والسلطة وضع الكثير من علامات الاستفهام لدى الشارع الفلسطيني وداخل أطر حركة فتح، لكن الكثير من قيادات الحركة لم تكن تستغرب من ذلك الصعود السريع.
الشيخ والذي كان من الشخصيات التي ينبذها الرئيس الراحل ياسر عرفات، كان قد أمر باعتقاله عام 2003، بعد محاولات منه إحداث شرخ داخل حركة فتح والتهجم على قيادات فتحاوية بهدف التسلق على ظهورهم في التنظيم.
فيما أكدت مصادر فتحاوية آنذاك أن أمر الاعتقال الذي أصدره عرفات بحق الشيخ جاء بعد توزيع بيانات في الضفة موقعة باسم الشيخ وكتائب شهداء الأقصى تهاجم قيادات في السلطة الفلسطينية، وقررت على إثرها اللجنة المركزية لحركة فتح تنحية الشيخ من منصبه كأمين سر مرجعية فتح وتعيين محمد لطفي (أبو لطفي) مكانه.
ومن بين الشخصيات التي هاجمها الشيخ في بياناته، أحمد غنيم عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح آنذاك والراحل هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس الوزراء في حينه الراحل أحمد قريع، فيما دعت اللجنة إلى اعتقال الشيخ وتقديمه للمحاكمة بتهمة التورط في قضايا فساد.
ترقيات بعد خيانات
وعزى عضو المجلس الثوري لحركة فتح فخري البرغوثي، سبب ترقية حسين الشيخ في المناصب القيادية داخل الحركة بخيانته للأسير مروان البرغوثي وشخصيات وطنية أخرى.
وقال البرغوثي في تصريحات صحفية، “حسين نعرفه جيدا في السجون وخارجها، والكل يعرف حقيقته، وكان في طيلة مسيرته يعمل ضد مروان، واستخدمه محمود عباس كذلك للعمل ضد القيادي المفصول من فتح محمد دحلان”.
وأضاف “حسين يعمل لأجل نفسه وفي المواضع التي يريدها الاحتلال منه، وأهم مهمة أنيطت به دائما التآمر على مروان بوصفه مسؤول التنظيم في الضفة وممارسة أعمال غير وطنية بحق المناضلين”.
وتابع البرغوثي:” مهرب جوالات عينوه رئيسا للوطني، في إشارة لروحي فتوح، ومن ينهب التجار والأفراد كحسين الشيخ يعين كذلك”، معلقا بالقول: “قذارة المجتمع تظهر على حقيقتها”.
وشدد على أن حسين لم يكن مقربا في يوم من مروان، “لم يكن يده ولا حتى حذائه”، على حد وصفه، وختم بالقول: “ما أقوله يعرفه كثيرون؛ لكنهم لا يجرؤون على الإفصاح عن ذلك”. ووصف البرغوثي “حسين الشيخ وفريقه بقمامة المجتمع”.
من هو حسين الشيخ
ولد حسين الشيخ عام 1960 بمدينة رام الله، وتعلم في مدارسها قبل أن يلتحق بصفوف حركة فتح في سبعينات القرن الماضي، والتي اعتقل على إثرها في سجون الاحتلال، وهي فترة شكلت شخصية الشيخ وجعلت منه المنسق الحصري للسلطة مع الاحتلال لاحقاً.
مع تأسيس السلطة الفلسطينية التحق الشيخ بصفوف أجهزتها الأمنية وتحديداً جهاز الأمن الوقائي الذي حمل رتبة عقيد فيه، كما وأنه من مؤسسي اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو.
منذ عام 2007، تولى الشيخ منصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية، برتبة وزير، ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC)، حتى اليوم، وانتخب عام 2008، كعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح، وأعيد انتخابه في المؤتمر السابع عام 2017.
وفي عام 2022، صعد الشيخ إلى موقع أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، ليصبح فعليًا الرجل الثاني بعد عباس، ويمسك بملفات حساسة تتعلق بالمصالحة الفلسطينية والعلاقات الإقليمية والدولية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87436