أيقونة التنسيق الأمني.. شخصية “الشيخ” تنسجم مع المتطلبات الإسرائيلية

أيقونة التنسيق الأمني.. شخصية “الشيخ” تنسجم مع المتطلبات الإسرائيلية

رام الله – الشاهد| تتواصل تداعيات تعيين حسين الشيخ في منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية ونائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تتداعى في الشارع الفلسطيني والإقليمي والعالمي، لا سيما وأنه صاحبها جدل ورفض داخلي من قبل حركة فتح والفصائل الفلسطينية والشارع.

“الشيخ” والذي جاء بمباركة أمريكية وإسرائيلية وعربية، استطاع خلال السنوات الأخيرة، القيام بخطوات حثيثة للوصول للمنصب، والذي يعني فعلياً هو الرئيس الفعلي للسلطة بعد انتهاء صلاحية محمود عباس كرئيس بالنسبة للأنظمة العربية والغربية وكذلك الاحتلال.

مطابق للمواصفات

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير إن اختيار الشيخ، المعروف بدوره البارز في التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة، جاء استجابة لمطالب عديدة بإجراء إصلاحات هيكلية داخل السلطة الوطنية الفلسطينية.

وأوضح أن الدول العربية، خلال الحرب الأخيرة على غزة، اشترطت دعم السلطة مقابل تنفيذ إصلاحات جوهرية في بنيتها الإدارية وعلاقتها بمنظمة التحرير.

وأشار أبو طير إلى أن المشهد في الضفة الغربية مختلف تمامًا، وأن حسين الشيخ شخصية تنسجم مواصفاته مع المتطلبات الإسرائيلية والأمريكية، بسبب موقفه الرافض لأي عمل مسلح ضد الاحتلال وتمسكه بخيار التنسيق الأمني والتسوية السياسية.

وأضاف أبو طير أن تعيين شخصية أمنية في هذا المنصب الحساس لن يؤدي إلى تغيير الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيون في الضفة الغربية، مع تصاعد خطر التهجير واستمرار مشاريع الاستيطان “الإسرائيلية”.

وأشار إلى أن عدة فصائل فلسطينية، من بينها الجبهة الشعبية وحركة حماس، قاطعت اجتماع المجلس المركزي الذي تم خلاله اتخاذ القرار، بسبب غياب التوافق الوطني، خاصة في ظل حاجة الشعب الفلسطيني إلى وحدة سياسية وشعبية بين الضفة وغزة.

رجل “إسرائيل

ونشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تقريراً مطولاً عن الشيخ خلال الأيام الماضية، وقالت إن قادة الاحتلال معجبون به ويرونه خليفة محتملاً لرئيس السلطة محمود عباس، فهو يتمتع بعلاقات قوية مع دوائر الأمن الإسرائيلي ويناصب في المقابل حركة حماس العداء الشديد.

وتطرقت الصحيفة في تقريرها إلى نمط الحياة الباذخ الذي يعيشه، ومدى الحظوة التي يتمتع بها حالياً بالتقرب إلى أقصى حد من عباس، لدرجة أنه يرافقه في كل مكان يزوره.

وتقول المجلة إن الشيخ يُعجب سماسرة القوة الإسرائيليون بالشيخ باعتباره شريكًا براغماتيًا يتمتع بقدرة خارقة على إيجاد أرضية مشتركة، فيما قال مسؤول أمني إسرائيلي كبير متقاعد طلب عدم ذكر اسمه بسبب دوره المستمر في المخابرات الإسرائيلية كجندي احتياطي: “إنه رجلنا في رام الله”.

وتشير المجلة في المقابل إلى أن الشيخ ينظر اليه الكثير من أفراد الشعب الفلسطيني على أنه الرجل الذي يقوم بالعمل القذر، في إشارة إلى تواصله المستمر مع الاحتلال، في محاولة منه لتعزيز حظوظه في معركة خلافة عباس البالغ من العمر 87 عامًا.

إغلاق