مختص: عباس مريض بالعدوانية اللفظية ولديه دونية موجهة بيد خفية
رام الله – الشاهد| قال الخبير في الشأن السياسي وليد عبد الحي إن التنسيق الامني الذي تنفرد به السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس من بين كل ثورات التاريخ يواكبه تفرد جديد يتمثل في “العدوانية اللفظية على المعارضة”، مبينًا أن هناك فرق واضح جدًا بين الخلاف في الرأي حتى بأقصى حدود الغضب، ومرض التطاول اللفظي الذي يتغذى على دونية عميقة تتوارى في اللاوعي، والخشية أن تكون موجهة بيد خفية.
وأوضح عبد الحي في مقال أن هناك نمطين من العدوان يعالجهما علم النفس السياسي، العدوان العضوي والعدوان اللفظي، ومع الاقرار بتشارك النمطين ببعض الخصائص، فإن العدوان اللفظي يبدو أكثر تعقيدا في فهمه، بخاصة عندما يصدر عن شخصية عامة على غرار ما نسمعه في خطابات رئيس سلطة التنسيق الامني الفلسطينية.
وأشار إلى أنه يبدو أن ذلك غير منفصل عن تركيبة معقدة للغاية يمكن تلمسها في الملامح التالية: أولًا: الاحساس العميق بالدونية: ففي حمى بروز شخصيات النضال الفلسطيني لم يكن هذا الشخص من عهد الاسماء البارزة، وبقي في الظل لفترة طويلة، وهو ما تحول الى احساس “جواني كامن” بقدر من الهامشية، فالذاكرة الفلسطينية تعرف الشقيري وعرفات وحبش وابو اياد وابو جهاد …الخ.
لكن المذكور كان مغيبا عن الصفحات الاولى لكل وسائل الاعلام، وهو ما شكل نواة الاحساس بالهامشية. وتكرس ذلك في مراحل لاحقة حاول فيها ان يشكل من نفسه ” بطلا دون بطولة”، فروج فكرة العقلانية والمقاومة السلمية ومجاراة العصر دون ان يدرك ملابسات نسيج واقعه الذي يحوكه الف نساج. وفق عبد الحي.
بينما ثانيا فإن ثمة ظاهرة اخرى تتضح بقوة في نتائج دراسة بعنوان “World Revolutionary Readers” شملت التحليل النفسي لأكثر من 50 قائدا ثوريا من جنسيات مختلفة، إذ ترى هذه الدراسة أن الافراد الذي يعيشون إلى جوار شخصية لها حضور طاغٍ تتكرس لديها شخصية الظل وتنامي الاحساس بالتبعية وبالدور الهامشي او المساعد.
وبين أن موضوعنا هنا شخصية عاشت في ظل ياسر عرفات، وبظل علاقات مريبة بين الطرفين جعلت عرفات يصفه بكرزاي، وهو ما كرس الاحساس بالدونية التي أسست للعدوانية اللفظية.
أما ثالثا فهو والحدي للكاتب تلمسه الذي يتعزز بما تنقله استطلاعات الرأي “غير العربية” والعربية على حد سواء عن تراجع مكانته الشعبية رغم كل محاولات “صناعة القائد” المفتعلة، والتي يحاول رسمها بحركات واقوال انفعالية تشير الى ان لاوعيه هو الحاضر.
وقال إنه لعل الهمس والغمز واللمز من حول شخصيته يجعله متورما نفسيا الى الحد الذي لا يتسع معه إناء لاوعيه لاستيعابه.
وعن رابعا فذكر أن احساسه الكامن في لاوعيه بأن وجوده لم يكن نتيجة كفاءة ذاتية بل هي نتيجة “اليد الخفية” التي كشفت تفاصيلها كونداليزا رايس في كتابها الضخم وعنوانه : No Higher Honor الصادر عام 2012، والتي تكشف من صفحة 165 الى صفحة 178 ، ومن صفحة 260 الى صفحة 386 ، عن كيفية ترتيب المسرح الفلسطيني باليد الخفية تلك لوصوله الى منصبه وتتطرق في كتابها الى اجتماع كاشف بينها وبين الرئيس بوش ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شارون وكيف وضعت الخطة للتخلص من عرفات واستحضاره بديلا.
وبين عبد الحي أن الفشل في انجاز اي شيء، فأوسلو التي أشرف على زرعها لم تثمر إلا العُجَر والبحر، فالدولة المتوهمة لم تقم، والاستيطان يتسع، والانتخابات بابها موصد، والفساد يستشري، والاجهزة الامنية تستحوذ على 44.6% من الميزانية العامة، ولكل 1.7 جندي أمن هناك ضابط، بل ان الجريمة الاجتماعية جعلت السلم الاجتماعي حوالي 58%…الخ. ومن المؤكد ان الفشل في انجاز اي شيء يحفر اخاديد الاحساس بالدونية.
ونوه إلى فشل الفهلوية السياسية التي يحاول ترويجها لاتاحة الفرصة للتصفيق، ومن المؤكد أن الممثل الكوميدي يستمتع بانفجار الضحك في القاعة، وهو ما يشجعه على التمادي في ذلك، والسياسي الفاشل يمنحه التصفيق والسخرية نافذة لنجومية تعوضه بعضا من مشاعر الدونية العميقة.
وبحسب عبد الحي؛ لكن ذلك يجب أن لا يُنسي “الممثل” ان ثمة ضوابط تضعها منظومة قيم المتلقي والمتفرج، لكن خطاب سلطة التنسيق الامني لم تعد آبهة بمنظومة قيم شعبها بل تسعى لتشويهها، فمفردة “أولاد الكلب ” تنتمي لقيم النباح لا قيم الخلاف السياسي.
وقال إنه ثمة علاقة بين النزوع العدواني اللفظي وبين “التقدم في العمر والاحساس باقتراب النهاية” ، فالفرد – بخاصة الفاشل- يتوق لمديد العمر لعله يسد بعضا من ثغرات فشله، لكن استمرار الفشل وترافقه مع شبح النهاية العضوية يمور في اللاوعي فيخرج صديدا لفظيا منتنا.
وتساءل: “لا أدري لماذا يُلح خاطر علي، فهل هذه المفردات الخارجة تجاه من يخالف الراي هي من “دروس كل من علماء النفس السياسي الاسرائيليين” مثل:
-Aviad Rubin
(المتخصص في سيكولوجية النخبة الفلسطينية والتلاعب بها)
-Yoni Ben Menachem
(المتخصص في دور الاعلام في التلاعب بسيكولوجية المجتمع الفلسطيني)
-Eran Halperin
( المتخصص في التفكير التناقضي(Paradoxical Thinking)
-Ron Schleifer
(المتخصص في الحرب النفسية مع الفلسطينيين).
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87594