هاني المصري: الشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض رئيس عليه دون انتخابات أو وفاق

هاني المصري: الشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض رئيس عليه دون انتخابات أو وفاق

رام الله – الشاهد| أكد المحلل السياسي ورئيس مركز مسارات للدراسات والأبحاث هاني المصري أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض رئيس للسلطة دون انتخابات أو وفاق وطني، مشددا على ان هذه الطريقة لن تنجح مهما كان الدعم الدولي للرئيس المفروض.

 

وذكر في مقال له حول معركة خلافة رئيس السلطة محمود عباس، أنه من الصعب فرض رئيس على الشعب الفلسطيني، وقال: "إذا سلمنا جدلًا أن هذا يمكن أن يحدث فلن يعمر طويلًا، كونه لن يحظى بالدعم والقبول والثقة، وإذا كان معزولًا ومنبوذًا فلن يكون قادرًا على تنفيذ المهمة الموكلة إليه ممن فرضوه".

 

وأضاف: "يذهب البعض إلى حد الجزم بأن عباس هو آخر رئيس للسلطة، وأن مفاتيح الحكم ستعود إلى صاحب الحكم والسيادة، وهو الاحتلال، ويذهب البعض الآخر إلى الجزم بأن الرئيس القادم إما رئيس لروابط المدن والقرى، وإما زعيم تحرر وطني".

 

وأكد أن الحل يكمن في إنجاز الوفاق الوطني، والشراكة، واستعادة الوحدة على برنامج القواسم المشتركة، وتغيير السلطة، وإعادة بناء المنظمة، وتشكيل هيئة انتقالية مؤقتة تتولى القيام بهذه المهمة إلى حين إجراء الانتخابات العامة في السلطة والمنظمة حيثما أمكن ذلك، وبما يمكّن من مواجهة المخاطر الجسيمة التي تهدد الفلسطينيين جميعًا.

 

وأشار الى انه برغم من أن هذه العملية تحتاج الى وقت طويل، ولكن يمكن البدء بها عبر إنجاز ما يمكن إنجازه، من خلال التركيز على العمل من أسفل إلى أعلى، وتقديم نماذج وحدوية ميدانية ونضالية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.

 

 

 

تحركات خارجية وداخلية

وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية، ذكرت أن تدهور صحة عباس سرع في الآونة الأخيرة من التحركات الخارجية والداخلية لمحاولة ملء منصب الرئيس خوفاً من الصراعات الفتحاوية الداخلية.

الصحيفة أشارت إلى أن التحركات لم تبدأ مع الضجة الأخيرة حول صحة عباس الشهر الماضي، بل هي موجودة منذ زمن، وقد تعززت خلال انتكاسته الأشد عام 2018، حيث مكث في المستشفى عدة أيام.

 

وكشفت مصادر فتحاوية للصحيفة جزءاً من سجل عباس المرضي خلال الفترتين الماضية والحالية، بعد بلوغه 87 عاماً، وبحسب المعلومات فإن عباس يعاني عدداً من الأمراض المزمنة، وأبرزها مرض الضغط الذي يرافقه منذ قرابة 20 عاماً، ويتلقى بسببه العديد من الأدوية والمتابعة الطبية اليومية من قبل طاقم متخصص موجود على مدار الساعة في مقر المقاطعة في رام الله.

 

وتنقل عباس خلال السنوات العشر الماضية، بين عدد من المراكز الطبية لتلقي العلاج داخل الضفة وبخاصة في المستشفى الاستشاري في رام الله، وفي الأردن داخل مستشفى ملكي خاص، فيما يجري كل عدة أعوام فحوصات دورية في أحد المراكز المتخصصة في ألمانيا.

 

المصادر ذكرت أيضاً أن عباس يجري مرة أو أكثر في العام، اختباراً ذرياً لمتابعة إصابته السابقة بسرطان البروستاتا، والذي تَعالج منه قبل أكثر من 14 عاماً، في حين يواصل تلقي علاج وقائي لمنع عودته مرة أخرى.

 

وبحسب المصدر المقرب من دوائر عباس، فإن الأخير أجرى، خلال السنوات الماضية، عمليتَي قسطرة في القلب والشرايين، إحداها عام 2016، حيث مكث يومين داخل المستشفى. أما عام 2018، فقد كان حافلاً بالزيارات والمتابعات الطبية؛ إذ أجرى الرئيس في شباط من العام المذكور فحوصات تتعلّق بالسرطان في مستشفى "جون هوبكينز" في بالتيمور في الولايات المتحدة، تَبيّن على إثرها أن وضعه جيد.

 

كما أجري له فحص لسرطان الدم عبر خزعة أُخذت من ظهره، ليتبين أيضاً خلوه من "اللوكيميا"، وفي منتصف أيار من العام نفسه، خضع عباس لعملية جراحية في الأذن الوسطى داخل المستشفى الاستشاري، بإشراف فريق طبي فلسطيني وأردني، ليعود إلى المستشفى بعدها بأسبوع لإجراء مراجعة طبيعية.

 

وبعد أيام من زيارته الأخيرة تلك، عاد عباس مرة أخرى إثر إصابته بالتهاب حاد في إحدى رئتَيه، وقد أُدخل وقتها قسم العناية الفائقة، وأشرف على علاجه فريق طبي فلسطيني وأردني وإسرائيلي، ليمكث في المستشفى أكثر من أسبوع عقب تلقيه أدوية ومضادات قوية للسيطرة على الالتهاب الذي كان يهدد حياته.

 

صراع المعسكرات

هذا وكشفت صحيفة "معاريف" العبرية، عن أن معركة خلافة عباس تشتعل بين معسكرين داخل حركة فتح، يضم أحدهما كلا من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، بينما يضم الآخر كلا من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب ورئيس جهاز المخابرات السابق توفيق الطيراوي.

وذكر المعلق العسكري في الصحيفة ألون بن دافيد في مقال تحليلي نشره قبل أيام، أن عباس اختار بالفعل خليفته؛ وهو حسين الشيخ، الذي يدعمه ماجد فرج، ويعارضهم جبريل الرجوب، الذي تولى سابقًا قيادة جهاز الأمن الوقائي في الضفة، بالإضافة للعضو المخضرم في مركزية فتح، توفيق الطيراوي.

 

وأكد بن ديفيد أنه من الصعب تقييم ما إذا كان هذا التحالف (الرجوب / الطيراوي) سيكون قادرًا على هزيمة حسين الشيخ الذي وصفه الكاتب الإسرائيلي بـ "ولي العهد".

 

ورجح أنه في حال استمر هذا الصراع فمن المحتمل أن يتطلّب الأمر استخدامًا للقوة، مشيرا الى أن الجميع يعلم أن الانتخابات الحُرّة الكاملة ستنتهي بانتصار ساحق لحماس وسيطرتها على الضفة كذلك، وفق قوله.

 

تكليف الشيخ

الأيام الأخيرة والتي شهدت تحركات ولقاءات علنية وسرية لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ أوحت بأنها الأوفر حظاً لتولي منصب الرئاسة بعد عباس.

 

فقد ذكرت قناة بي بي سي الشيخ تم تكليفه بمهام رئيس السلطة بسبب الظروف الصحية لمحمود عباس.

 

وقالت القناة في تغريدة لها عبر حسابها على تويتر بداية الشهري الجاري: "أنباء عن تكليف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ ببعض المهام جوهرية لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بسبب ظروف صحية".

إغلاق