10:11 am 23 يونيو 2022

الصوت العالي

كتب وليد عبد الحي: التوظيف الإسرائيلي لعلم النفس السياسي

كتب وليد عبد الحي: التوظيف الإسرائيلي لعلم النفس السياسي

الضفة الغربية – الشاهد| يحدد أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد البروفيسور هربرت كيلمان (Herbert Kilman) دور علم النفس السياسي في الصراع العربي الإسرائيلي في جوانب عديدة أهمها  تسهيل المفاوضات  بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال العمل على إنجاز مهمات محددة هي:

1- تغيير صورة العدو

2-  البحث عن الجوانب الإيجابية في العدو والتي يمكن الارتكان لها لتغيير الصورة السلبية عنه

3- التمييز بين "الحلم الأيديولوجي" (مثل تحرير فلسطين) والامكانيات العملية لإنجاز ذلك الحلم

ولإنجاز هذه المهمات يتم توظيف ما يسمى  منهجية  " التفكير النقائضي" (paradoxical thinking)  والتي تقوم على الخطوات التالية:

أ‌- دع الفرد يعبر بكل وضوح عن قناعاته في موضوع ما

ب‌-  ابداء الموافقة والتأييد لآراء ذلك الشخص بل وتدعيمها خلال الحوار معه.

ت‌- تبدأ وبطريقة تدرجية إثارة الشكوك حول جوانب جزئية من افكار ذلك الشخص.

ث‌-  الاقتراب بعملية التشكيك من الموضوعات الاكثر اهمية وصولا للقضايا المفرطة في حساسيتها .

ج‌-  زرع الشكوك بطريقة تبدو بأنها غير مقصودة بهدف تغيير قناعة ذلك الشخص.

ح‌-  نقل الشكوك الى المستوى الجمعي للدفع نحو اعادة النظر في المسلمات التي كان الفرد والمجتمع يتبناها.

ويقوم عالم النفس الاسرائيلي إران هالبيرن ( Eran Halperin) والذي يعمل في هرتزليا  منذ 2010على تطوير آلية التفكير النقائضي  منذ 2014  بهدف جعل الفرد يعيد النظر في قناعاته الى حد اعتبارها " عبثية"، وكان قبل ذلك قد تتلمذ على يد احد ابرز علماء النفس الاسرائيليين وهو دانيال بارتال (Daniel Bar-Tal) الذي تنصب اغلب بحوثه على الابعاد النفسية للصراع العربي الاسرائيلي، ويقوم هالبيرن بإجراء بعض دراساته التطبيقية على "فلسطينيين" ايضا.

 ولتوظيف المنهجية بقدر اكبر ، تعاون  هالبيرن مع عالم الاعصاب يوني ليفي (Yoni Levy) لتصوير النشاط الدماغي اثناء التعرض لاختبار "التفكير النقائضي"، وتشير النتائج الى تزايد النشاط  كلما حقق التشكيك اثرا اكبر.

تُرى هل هذه التقنية السيكولوجية بعيدة عن دوائر صنع القرار الاسرائيلي؟ ثم هل يمكن نقل توظيف التقنية عبر وسائل غير مباشرة؟ إن العلاقة بين القرار السياسي الاسرائيلي ومراكز وعلماء النفس الاسرائيليين تتضح في امثلة كثيرة ويكفي النظر في نشاطات Israeli Hope Standard أو ما قاله غابي سيبوني (الخبير العسكري في معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، والقائد السابق في لواء غولاني)، فهو يرى  ما نصه حرفيا " تريد اسرائيل من معركة الوعي توجيه الخطاب المباشر للجماهير في الدول والكيانات المعادية لتغيير مضمون ذلك الوعي"،

ويقوم علم النفس الاسرائيلي بالتوجه نحو المجتمع الاسرائيلي من ناحية لكنه يعمل ايضا للتوجه نحو المجتمع الفلسطيني  بشكل خاص والعربي بشكل عام.

ويقول  الخبير الاسرائيلي في الحروب السبرانية غال فينكل (وهو ضابط سابق في سلاح المظليين)، أن  معارك الوعي موزعة على ثلاثة انماط هي:

أ‌- السرية :أي تشن على العدو دون علمه

ب‌- الدعاية الكاذبة والتي تقوم بخاصة على ترويج اخبار تؤثر على قناعة الجماعات او  الافراد المستهدفين

ت‌-  الحرب المباشرة على وعي العدو، كاستخدام الإعلانات والدعايات والإشاعات المفبركة والرسائل النصّية المدروسة.

 ويقول فينكل، إنّ تحقيق اهداف العمليات الثلاث يحتاج الى: 

1- توفير كمّ متراكم من المعلومات الاستخبارية

2- إجراء البحوث الأمنية والاجتماعية حول الجماهير المستهدفة من اجل تحويلها من خطر محتمل الى جهة محايدة على اقل تقدير.

3- توظيف الرسائل النصية المدروسة: اي توظيف مفاهيم أو عبارات لتصبح مالوفة لدى اسماع العدو المتلقي فيعتادها ولا تؤدي لاستفزازه ثم تبدأ مرحلة تحويلها لقناعات ذاتية لدى ذلك الجمهور

4-  توافر مهارات متقدمة في علم النفس وتحليل ثقافة الجماهير ونفسيّتها

توقفت عند الهدف الثالث وتساءلت هل العبارات التالية بلغت هدفها السيكولوجي المطلوب اسرائيليا ؟

أ‌- " صواريخ غزة صواريخ عبثية

ب‌-  اللي بتشوفو حامل صاروخ طخوه

ت‌- التنسيق الامني مقدس..

ث‌-  أنا ادين قتل الاسرائيليين

ج‌-  اه  صحيح أنا بجتمع مع المخابرات الامريكية واحيانا دون علم الاسرائيليين

ح‌-  ك؟اخت الصين وك؟اخت روسيا

او عبارات امتصاص الاحتقان الظرفي، اي اطلاق عبارات تمتص حالة الاحتقان الناتج عن تطور طارئ مثل:

1- في الايام القليلة القادمة سنكشف اسم قاتل ياسر عرفات

2-   سنوقف التنسيق الامني

3-  سنتوقف عن اللقاءات مع الاسرائيليين

4- امريكا ليست وسيطا نزيها.

أنا اتساءل فقط....