حصري.. لهذا الأسباب يستعجل “الشيخ” زيارة السعودية وقطر قبل وصول ترامب
رام الله – الشاهد| يبدأ نائب رئيس السلطة الجديد “حسين الشيخ” جولة خارجية يستهلها بالمملكة العربية السعودية، وسط تكهنات حول الزيارة وأهدافها لا سيما وأنها تأتي قبيل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة في زيارة تستمر عدة أيام وتشمل السعودية وقطر والامارات.
الزيارة التي اعتبرت مستعجلة وجاءت بطلب من السلطة الفلسطينية، يحاول من خلالها الشيخ استعراض أدائه الأول كنائب للرئيس، في محاولة منه لإقناع الأنظمة العربية بشخصه كبديل لعباس في المرحلة القريبة المقبلة.
ويأمل الشيخ الذي يرافقه في الزيارة مستشار رئيس السلطة للشؤون الدبلوماسية والسياسية مجدي الخالدي، في أن تساعد السعودية في فتح أبواب الإدارة الأمريكية الجديدة والمغلقة أمام السلطة الفلسطينية، ومساعدته في الظهور أمام الفلسطينيين بأنه استطاع فعل ما عجزت عنه قيادات السلطة وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس.
تحركات استباقية
مصادر فلسطينية في رام الله كشفت لـ”الشاهد” أن الشيخ أقنع عباس بضرورة إجراء الزيارة قبل وصول الرئيس ترامب، بهدف إقناع الرئيس ترامب عبر السعودية بالخطوات التي قيل إنها “إصلاحية” من قبل السلطة، وبالتالي إعادة الحوار والاتصال مع البيت الأبيض، والذي يمر بحالة من الجمود في غالبية الولاية الأولى للرئيس ترامب.
وأوضحت المصادر أن الشيخ يحمل رسالة من قبل عباس موجهة للرئيس ترامب، والتي سيقوم بتمريرها عبر السعودية، منوهةً إلى أن الرسالة تحميل العديد من الخطوات التي ستقوم بها السلطة من تعديلات في مؤسسات السلطة بهدف محاربة الفساد المتفشي فيها، وتصعيد شخصيات مقبولة عربياً وإقليمياً وتقليص صلاحيات عباس.
وتأتي الخطوات تلك كنوع من التوسل من قبل السلطة من أجل السماح لها بحكم قطاع غزة في ترتيبات ما يسمى بـ”اليوم التالي” للحرب على قطاع غزة، وقبولها بلجنة الإسناد المجتمعي التي اقترحتها مصر لتولي شؤون القطاع لفترة قصيرة، على أن تستغل السلطة تلك الفترة في ترتيب أوراقها وعناصرها لحكم القطاع.
كما وتخشى السلطة وفقاً لتلك المصادر أن يقوم الرئيس الأمريكي بخطوات فجائية في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي على غرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتحديداً الاعتراف بضم أجزاء من الضفة الغربية لـ”إسرائيل”، وهو ما يعني تبخر أي حلم بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
تسول الدعم المالي والسياسي
وفي ذات السياق، سيطلب الشيخ من المسؤولين السعوديين زيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية بهدف مساعدتها في القيام بدورها في الضفة الغربية، لا سيما وأن الأزمة المالية التي تعاني منها وصلت لمستويات غير مسبوقة وتراكمت الديون عليها، وسيتعذر عليها صرف رواتب موظفيها بشكل كامل في الأشهر المقبلة.
ويحاول الشيخ إقناع السعوديين بأن خطوات الإصلاح المقبلة ستتضمن تعديلاً وزارياً كبيراً يشمل وزارة المالية ووزرات أخرى في حكومة محمد مصطفى، أو حتى تشكيل حكومة جديدة، وذلك بهدف تعزيز الشفافية المالية أمام الجهات المانحة وفي مقدمتها السعودية، ولإقناع العالم بخطوات الإصلاح.
كما وسيسعى الشيخ للحصول على دعم سياسي لشخصه في ترتيبات اليوم التالي لمغادرة عباس الحكم، والتي تشير العديد من التوقعات أنه مع نهاية العام الجاري وبداية العام المقبل سيكون هناك رئيس جديد للسلطة لضمان استمرار الدعم العربي والغربي للسلطة، وللتأكد من أن خطوات الإصلاح مستمرة.
المصادر أكدت لـ”الشاهد” أن الشيخ في المقابل سينقل للسعودية الموافقة الصامتة من قبل السلطة على التطبيع السعودي – الإسرائيلي، وتحييد مؤسسات السلطة وحركة فتح الرسمية والإعلامية عن أي مهاجمة لخطوة التطبيع.
تلميع وتصعيد
الشيخ وفي إطار تحركاته السياسية كأول جولة خارجية له في منصبه الجديد سيزور أيضاً قطر التي سيعقد محادثات مع مسؤوليها بهدف طلب دعم مالي للسلطة ومحاولة إيجاد مظلة مالية عربية إلى الدعم المالي السعودي.
فيما سيطلب من قطر الضغط على حركة حماس بهدف تسليم قطاع غزة للسلطة، ونزع سلاحها مقابل قبولها في منظمة التحرير كحزب سياسي فقط.
ولم تستبعد المصادر التي تحدثت لـ”الشاهد” أن يجري الشيخ لقاءً مع قيادات حركة حماس في الدوحة بهدف إيهامها بأن تعامله مع الحركة سيكون مختلفاً عن نهج الرئيس عباس، ومحاولة التماشي مع أطروحاته بشأن ترتيبات “اليوم التالي” في قطاع غزة التي تقوم على أساس القبول بالحركة كحزب سياسي فقط.
المصادر شددت على أن حركة حماس ليست بهذه السذاجة التي يعتقدها الشيخ، لا سيما وأن مواقفه تجاه الحركة والمقاومة بشكل عام سلبي جداً، إذ أنه من أكثر الشخصيات في السلطة التي تطالب المقاومة بالاستسلام وتسليم السلاح والخروج من قطاع غزة.
وسيختتم الشيخ جولته بزيارة لجمهورية مصر العربية التي سيلتقي بها كبار المسؤولين وفي مقدمتهم وزير الخارجية بدر عبد العاطي، بهدف مناقشة لجنة الإسناد المجتمعي، وقضايا أخرى متعلقة باليوم التالي للحرب.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=87961