يبحث عن رضاها.. هكذا يرتب “الشيخ” خطواته لإعادة علاقات الإمارات مع السلطة

يبحث عن رضاها.. هكذا يرتب “الشيخ” خطواته لإعادة علاقات الإمارات مع السلطة

رام الله – الشاهد| بدأ حسين الشيخ نائب رئيس السلطة خطواته المحفوفة بالصعوبات لنسج علاقات جديدة مع العديد من الأنظمة العربية وفي مقدمتها الإمارات العربية المتحدة والسعودية من أجل تغيير الصورة السلبية للسلطة الفلسطينية لدى تلك الأنظمة بسبب الفساد وحالة التفكك التي تعيشها.

الأنظمة التي تريد شخصية قوية في رئاسة السلطة خلفاً لمحمود عباس من أجل توحيد حركة فتح وقطع الطريق أمام حركة حماس لتولي الحكم ورئاسة السلطة حال شغور منصب الرئيس بصورة فجائية، دفعت بكل قوة لتعيين الشيخ نائباً لعباس، كخطوة أخيرة على طريق توليه منصب رئاسة السلطة.

الشيخ بدأ جولة خارجية من أجل إعادة نسج علاقات جديدة مع الأنظمة العربية وتحديداً الخليجية التي أوقفت غالبية دعمها للسلطة في السنوات الأخيرة بفعل الفساد وعدم استجابة السلطة وعباس لمطالب توحيد فتح وتعيين نائب له.

محاولات التودد

مصادر فلسطينية ذكرت لـ”الشاهد” أن الشيخ يجري اتصالات من أجل زيارة دولة الإمارات في إطار جولته الخارجية التي تشمل قطر والسعودية ومصر، إلا أنه لم يتلق جواباً حتى اللحظة من قبل الخارجية الإماراتية.

جرأة الشيخ في طلب الزيارة جاءت بعد أن هاتفه وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، قبل أيام وهنأه على توليه منصب نائب رئيس السلطة، وهو ما اعتبره الشيخ فرصةً لإمكانية إعادة العلاقات مع دولة الإمارات.

المصادر أكدت أن الأمر ليس بهذه السهولة التي تجعل الإمارات تقبل بالزيارة بصورة سريعة، وذلك بعد المشادة الكلامية الحادة وقعت بين بن زايد والشيخ خلال اجتماع عُقد على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي والذي عقد في يناير الماضي، للبحث في مستقبل قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي.

ووصف بن زايد خلالها مسؤولي السلطة الفلسطينية بأنهم “علي بابا والأربعون حراميًا”، وبأنهم “بلا فائدة”، متسائلاً: “لماذا ستقدم الإمارات المساعدة للسلطة الفلسطينية دون إصلاحات حقيقية؟”.

وخلال الاجتماع قال الشيخ إن السلطة الفلسطينية تجري إصلاحات، وشكلت حكومة جديدة كما طلبت الولايات المتحدة والدول العربية، لكنها لا تحصل في المقابل على الدعم السياسي والمالي الكافي.

وليس سرًا أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية والسلطة الفلسطينية سيئة للغاية منذ سنوات، حيث تحتضن أبو ظبي القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان الذي يعتبر منافسًا قوياً على خلافة عباس، وفي الوقت نفسه من المستشارين المقربين للرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

علاقات على حساب القضية

وشكل موقف السلطة قبل أسابيع ضد تصريحات أمين عام حركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، والتي فضح فيها تطبيع الامارات وتعاونها الاستخباري والاقتصادي مع الاحتلال في ظل استمرار حرب الإبادة، ليعكس حالة التغيير في ذلك الموقف.

فجاء بيان السلطة على غير العادة في مهاجمة الفلسطيني من أجل المطبع الاماراتي، فيما أشارت المصادر لـ”الشاهد” أن الشيخ هو من أشار على عباس ليصدر البيان الذي يدافع عن الامارات ومهاجمة البرغوثي، وذلك بهدف عدم التشويش على التحركات التي يقوم بها الشيخ في ترتيب العلاقات من جديد مع الامارات.

الامارات وعلى الرغم من ذلك الموقف المذل للسلطة إلا أنها لم تصدر على الأقل موقفاً مقابلاً تشكر فيها السلطة، بل تجاهلت موقف السلطة ذلك.

عودة دحلان وفريقه أولاً

المحاولات التي يقوم بها الشيخ والسلطة والتي هي أشبه بقفزة في الهواء، يعملون أنها لن تنجح ما لم يعد محمد دحلان والمفصولين إلى حركة فتح، والتي يبدو أنها جمدت مؤخراً.

فإعلان عباس أمام القمة العربية في القاهرة بداية العام الجاري، بالعفو عن المفصولين من الحركة لم يترجم على أرض الواقع، بل وضع عباس شروطاً “مذلة” لعودتهم، واشترط أن يقدم كل شخص مفصول كتاباً بالعودة ويشرح فيه قضيته، وهو ما ستدرسه لجنة مشكلة من الحركة وتنظر إذا ما ستوافق على عودتهم أم لا، الأمر الذي أثار غضب المفصولين وكذلك دولة الإمارات.

ويبدو أن الشيخ من أكثر من المعارضين لعودة أولئك المفصولين في هذا التوقيت تحديداً، نظراً لأن العديد منهم وفي مقدمتهم محمد دحلان وناصر القدوة يهددون مخططه بتولي رئاسة السلطة خلفاً لعباس.

إغلاق