الشيخ نور البيطاوي.. آن للفارس أن يترجل بعد ملاحقة طويلة من السلطة والاحتلال

الشيخ نور البيطاوي.. آن للفارس أن يترجل بعد ملاحقة طويلة من السلطة والاحتلال

جنين – الشاهد| وأخيراً، آن للجسد المثقل بالجراح أن يستريح، وللمقاتل الذي اجتمع عليه الاحتلال وأجهزة السلطة والملاحقة أن يرتقي شهيدا، أنه الشيخ نور البيطاوي أحد أبرز قادة كتيبة جنين.

وأعلن جيش الاحتلال عصر اليوم الجمعة أنه تمكن من اغتيال الشهيد نور البيطاوي والشهيد حكمت عبد النبي واحتجاز جثامينهم بعد محاصرة منزل بمنطقة عين كاكوب قرب حي المساكن الشعبية شرق مدينة نابلس.

والشهيد الشيخ نور البيطاوي مثل قُدوة المجاهدين وروح جنين الثائرة، استشهد بعدما قضى عمره مطاردًا من قبل أجهزة السلطة وقوات الاحتلال.

وكان البيطاوي أحد أبرز قيادات كتيبة جنين، التي باتت عنوانًا للصمود في وجه الظلم والاحتلال، ولاحقته السلطة لا لذنب سوى أنه حمل البندقية مدافعا عن كرامة شعبه وأرضه.

وجمع الشيخ نور كما كان يلقبه رفاقه بين نور الإيمان وصلابة الموقف، فلم يكن مجاهدًا عاديًا؛ بل كان قائدًا بفكره، حاد البصيرة، رؤوفًا بإخوانه، حاضرًا في كل ميدان. تميز بثقافته الدينية وجرأته في قول الحق، فكان شوكة في حلق المحتل والمتواطئين معه.

وكانت خلال سنوات المطاردة، التي عاشها بعيدًا عن أهله، قريبا من ربه، يحمل روحه على كفه، لا يفتر عن المقاومة ولا يلين تحت الضغوط.

وعاش مطارداً من قبل أجهزة السلطة كما طورد من قبل الاحتلال، في مشهد مؤلم يعكس واقعًا من الخيانة والخذلان، لكنه لم يتراجع، بل ظل شامخًا، يُقاتل على الجبهتين بإيمان لا يتزعزع.

لكن وإن كان الشيخ نور قد ارتقى، لكنّ دمه لن يضيع، فهو من طينة القامات التي لا تموت، لأن فكرها يُخلد في عقول الأحرار، وروحها ترفرف في ساحات المواجهة. سقط جسدًا، لكنه نهض رمزا لكل من يؤمن أن فلسطين لا تُحرر إلا بالمقاومة، وأن الحق لا يُسترد إلا بالمقاومة.

إغلاق