إلى قيادة السلطة الفلسطينية، مع خالص العتب
رام الله – الشاهد| كتب الصحفي اياد حمد.. أنا مواطن فلسطيني أعيش على ما تبقّى من تراب هذا الوطن. وربما تصلكم رسالتي وقد استولى المستوطنون على منزلي، فأصبحت بلا مأوى.
أنا، كغيري من أبناء هذا الشعب، أبحث عن بصيص أمل في استقرار هو حق أصيل لكل فلسطيني، كما هو حق لكل شعوب الأرض.
اليوم، وأنا على أعتاب الثامنة والستين من عمري، لا أنكر أنني أشعر بأني دخلت مرحلة الشيخوخة التي لا مهرب منها. أجلس مع نفسي طويلًا، أفتش في ذاكرة العمر عن لحظات يمكن أن أحكيها لأحفادي… للأسف، لم أجد الكثير، وربما لن أجد.
اليوم، أشاهد ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة، لم أتخيل يومًا أن أراها أو أسمع بها. غزة، لأكثر من عام ونصف، تحت القصف والدمار، فيما تتوالى القصص التي تعجز العقول عن استيعابها. نقف عاجزين أمام هذا المشهد، مكتفين بالدعاء أن يحمي الله غزة وأهلها.
أما في الضفة الغربية، فالصمت الذي يخيّم ليس بأقل قسوة مما يجري في غزة. الضفة مقطعة الأوصال، تعج بمئات الحواجز العسكرية عند مداخل مدنها وقراها ومخيماتها. هل سمعتم عن جنين؟ عن مخيمات طولكرم؟ عن التهجير اليومي وهدم المنازل الذي لم يتوقف منذ أكثر من ثلاثة أشهر؟
في المقابل، الرد الفلسطيني هو انتخاب نائب لرئيس منظمة التحرير، ونائب لرئيس دولة فلسطين!
المستوطنون يعيثون في الأرض فسادًا: يقتلون، يخربون، يستولون على الأراضي من شمال فلسطين إلى جنوبها. وردّ القيادة هو انتخاب أمين سر جديد!
سموتريتش يعلن ضم الضفة الغربية، ويقرصن أموال المقاصة، ويبني مستوطنات على ما تبقّى من أرضنا، بينما نحن لا نرى سوى صمت مريب، وتعيينات لا تمسّ حياة المواطن بشيء.
أنا مواطن فلسطيني، فقدت القدرة على الفهم والتحليل. كل ما أراه اليوم هو شاشة سوداء. الصمت القاتل لا يُبرر، حتى التصريحات التي كانت تواسي مشاعر الناس اختفت، واستُبدلت ببيانات لا علاقة لها بواقع المواطن الذي يُطحن كل يوم بفعل الغلاء والحصار الاقتصادي دون أي رقابة أو حماية.
نشاهد مواكب المسؤولين تمرّ في شوارع المدن، بينما نشعر نحن، كمواطنين، بالغربة عن قيادة يُفترض أنها مسؤولة عن حمايتنا من القهر والاستغلال.
ولا يمكن لأحد أن يُنكر أن بعض أصحاب رؤوس الأموال الفلسطينيين هم شركاء في هذا الحصار الذي يثقل كاهل المواطن صباح مساء.
وأخيرًا، وليس آخرًا،
إذا كنتم معنيين بهذا المواطن الغلبان، فابحثوا عن جديد. غيّروا طاولة الشطرنج أو طاولة النرد، بطاولة جديدة وأحجار جديدة.
لقد وصل المواطن الفلسطيني إلى حدود الألم، ولم يعد قادرًا على تحمّل هذا الواقع القاسي في ظل غياب سند حقيقي. دعونا نحلم بحكاية يمكن أن نرويها لأحفادنا… حكاية عز وفخر عن وطن اسمه فلسطين.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88089