غضب بين قيادات فتح.. لماذا يترأس “الشيخ” الاجتماعات التحضيرية للمنظمة دون غيره؟
رام الله – الشاهد| خطوات عدة ومتلاحقة أقدم عليها نائب رئيس السلطة والمنظمة حسين الشيخ أثارت حالة من الغضب في أوساط قيادات حركة فتح والفصائل الفلسطينية المنضوية تحت إطار منظمة التحرير.
وتمثلت تلك الخطوات في ترأس “الشيخ” لبعض الاجتماعات التحضيرية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك ترأس اللجان المختلفة في المنظمة، في مشهد غير معتاد في أطر المنظمة التي احتكر رئيسها محمود عباس ترأس تلك الاجتماعات، واضطراره في بعض الأحيان لتأجيلها في حال سفره أو مرضه.
وتساءلت قيادات وازنة في مركزية فتح عن أسباب احتكار الشيخ لتلك الملفات وترأس الاجتماعات، ونظر عباس له على أنه الشخص الأوحد الذي يمكنه القيام بتلك المهام، دون غيره من قيادات الحركة.
خطوة بخطوة
شهدت الفترة التي تولى فيها الشيخ أمانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ارتفاعاً ملحوظاً في ترأس الشيخ لتلك الاجتماعات، وهو المبرر الذي يقدمه عباس لبعض قيادات حركة فتح وفصائل منظمة التحرير التي سألت عباس عن احتكار الشيخ لترأس تلك الاجتماعات.
وعلى الرغم من أن مبرر عباس لم يقنع قيادات فتح والفصائل، إلا أن خطوة تعيين الشيخ نائباً لرئاسة السلطة والمنظمة فجرت برميل البارود بين فصائل المنظمة وحركة فتح، فرفضت غالبية الفصائل المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي للمنظمة التي تم خلالها تنصيب الشيخ نائباً.
وشنت تلك الفصائل هجوماً حاداً على حركة فتح ورئيسها محمود عباس، واعتبرت أن ما تقوم به حركة فتح احتكار للمناصب وللقرار السياسي الفلسطيني، وكل ذلك يأتي استجابة لضغوط خارجية وليست برغبة وطنية خالصة.
أساليب مستفزة
وقد أثار مقطع فيديو للشيخ خلال وضعه إكليلاً من الزهور على ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات بداية أبريل الماضي، حالةً من الرفض والاستياء الشديدين بين بعض أعضاء القيادة الفلسطينية، بسبب ظهور الشيخ وكأنه زعيم للشعب.
وظهر الشيخ خلال مقطع الفيديو يترجل من مركبته المصفحة أمام الضريح، ليقف أعضاء قيادة السلطة في استقباله قبل أن يتقدمهم لوضع إكليل من الزهور على ضريح عرفات في مناسبة عيد الفطر.
وبدا الشيخ خلال الفيديو ومراسم استقباله بمنزلة الرجل رقم 2 في النظام السياسي الفلسطيني وينوب عن عباس في بعض مهماته البروتوكولية، حتى قبل تعيينه نائباً للرئيس، لكن الفيديو أثار حال استياء شديدة حتى بين قيادات فتح والسلطة الحاضرين في مراسم وضع إكليل الزهور والذين كان ينتظرون مجيئه لوضعه.
لا يمتلك شعبية
الشيخ والذي لا يلقى قبولاً بين قيادات فتح، لا يلقى قبولاً أكبر في الشارع الفلسطيني، فقد ذكرت صحيفة الغارديان أن الشيخ لا يتمتع بأي تأييد شعبي حقيقي، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة حصوله على 2% فقط من ثقة الفلسطينيين، في مؤشر واضح على رفض القاعدة الشعبية لمسار “الخلافة المفروضة”.
وقالت الصحيفة إن عباس، عبر تجاوز المجلس الوطني، والتلاعب بصلاحيات المجلس المركزي لمنظمة التحرير، يعمل على تفريغ النظام السياسي الفلسطيني من مضمونه التمثيلي.
وسلطت الصحيفة الضوء على تحركات عباس لتكريس حسين الشيخ خليفة له، معتبرة أن هذه الخطوة تزيد من الاحتقان الشعبي وتؤكد حالة الانفصال بين السلطة والشعب.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88111