زيارة عباس تثير استياء واسعًا بين اللاجئين الفلسطينيين بلبنان
بيروت – الشاهد| قوبل نبأ زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى العاصمة اللبنانية بيروت باستياء واسع في صفوف اللاجئين الفلسطينيين، خاصة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة والضفة الغربية.
وتثير زيارة عباس كثيرا من القلق، لما تحمله من خطوات تمهّد لنزع سلاح المخيمات الفلسطينية في لبنان، تحت ذرائع لا تُراعي خصوصية المرحلة ولا المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.
الناشط الشبابي الفلسطيني محمد أبو قاسم يؤكد أنّ “اللاجئين في لبنان متمسكون باحترام القانون اللبناني، لكنهم في الوقت نفسه يعانون من تهميش مزمن، ويُحرمون من أبسط حقوقهم، ويُنظر إليهم كعبء أمني لا كأصحاب حق”.
ويوضح أبو قاسم في تصريم إنه في الوقت الذي تُمنح فيه بعض الأحزاب اللبنانية الحق بحمل السلاح، يُطلب من الفلسطيني التخلى عن وسيلة دفاعه الوحيدة، دون تقديم أي ضمانات حقيقية لسلامته أو لكرامته”.
فجوة عميقة
ويرى أنّ “تصريحات عباس لا تمثل تطلعات الفلسطينيين في لبنان، بل تزيد من مشاعر الإحباط والغضب”، واصفًا إياها بأنها “انعكاس لفجوة عميقة بين القيادة الرسمية والواقع الميداني للاجئين”.
ويشير إلى أننا: “نحن بحاجة إلى حوار وطني شامل، لا إلى قرارات فوقية تُتخذ في غرف مغلقة وتُفرض علينا دون مشاورة أو تمثيل حقيقي”.
ويختم أبو قاسم: “القضية الفلسطينية في لبنان ليست قضية سلاح فقط، بل قضية كرامة ووجود وهوية، وسلاح المخيمات، مهما اختلفنا حول شكله أو إدارته، يبقى رمزًا للصمود والدفاع، وليس مشروعًا للعنف أو الفوضى كما يُروّج له البعض”.
القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في لبنان يوسف موسى يقول إن توقيت زيارة عباس وما يُنقل حول أجندتها، يثيران قلقًا مشروعًا لدى قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني في لبنان، خاص مع التصعيد المستمر على الضفة وغزة، وغياب أي تحرك ملموس من مؤسسات السلطة لمواجهة العدوان أو دعم المقاومة سياسيًا وميدانيًا”.
ويرى موسى في تصريح أن “الحديث الإعلامي عن سلاح المخيمات بصورة أمنية ضيقة، يختزل قضية اللاجئين ويغفل أبعادها السياسية والاجتماعية والإنسانية”.
ويشدد على أن “هذا السلاح يحمل رمزية وطنية مرتبطة بالهوية وحق العودة، وأن أي مشاركة فلسطينية في مقاومة الاحتلال من الأراضي اللبنانية كانت دومًا ضمن تنسيق واضح مع المقاومة اللبنانية.
ويؤكد أن “أي حوار حول قضايا المخيمات يجب أن يتم مع المرجعية الفلسطينية الجامعة، المتمثلة بهيئة العمل الفلسطيني المشترك، وبمشاركة كل القوى دون استثناء”.
ويطالب موسى بمقاربة شاملة تنطلق من الحقوق المدنية، ومعالجة الظروف المعيشية، وضمان استمرار خدمات وكالة (أونروا)، بما يعزز صمود اللاجئين ويحفظ كرامتهم وحقهم في العودة.
ويختم: “لم يُطرح معنا شيء رسمي من الدولة اللبنانية، وما يُثار يجب أن يُشكّل مدخلًا لحوار مسؤول وجاد، يعالج أوضاع اللاجئين بشكل متكامل، بعيدًا عن الحلول المجتزأة أو الضغوط السياسية الخارجية”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88154