أنظمة عربية تستقبل “الشيخ” كالرؤساء.. هل باتت أيام عباس في الحكم معدودة؟
رام الله – الشاهد| أثار الاستقبال الرسمي غير المعهود لنائب رئيس السلطة الفلسطينية حسين الشيخ في بعض العواصم العربية خلال جولته الأولى بعد توليه منصبه الجديد علامات استفهام حول ذلك الاستقبال والذي اعتبره البعض كاستقبال الرؤساء.
الشيخ والذي بدأ جولته الخارجية بزيارة للسعودية، التقى ولي العهد محمد بن سلمان، وبدا من خلال مراسم الاستقبال أن السعودية راضية عن الشيخ كنائب لرئيس السلطة، وتنظر إليه بأنه خليفة عباس.
وخلال الزيارات السابقة للسعودية، كان يلتقي الشيخ بعض كبار المسؤولين في السعودية أو وزير خارجيتها كأعلى مستوى رسمي كان يقابله هناك، وكان اللقاء مع بن سلمان يكون فقط عندما يصل عباس للسعودية.
وفي مصر التقى الشيخ بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، وحظي كذلك بذات حفاوة الاستقبال الذي استقبل بها في السعودية، وسط توقعات بأن يلتقي مسؤولين عرب خلال جولته التي ستستمر عدة أيام.
نجاح محدود
ويبدو أن الشيخ قد نجح في أول خطواته خلال جولته العربية، إذ استبق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية، فقد أشارت مصادر فلسطينية أن الشيخ أقنع بن سلمان بعقد لقاء بين عباس وترامب خلال زيارة الأخير للسعودية يوم الثلاثاء المقبل.
تلك الخطوة التي أرداها الشيخ وساعده بن سلمان فيها، يهدف من خلالها ترسيخ القناعات في الشارع الفلسطيني وكذلك أوساط قيادة السلطة وحركة فتح أنه قادر على القيام بالمهام التي عجز الآخرين عن القيام بها ويمكن الاعتماد عليه كخليفة لعباس.
عباس والذي يدخل عامه الـ 90 بعد أشهر قليلة، يبدو أنه بدأ في عد أيامه الأخيرة في الحكم، فطريق حكمه قد سئمت منها الأنظمة العربية والغربية، ناهيك عن الفساد الذي ينخر مؤسسات السلطة، وتخوفات تلك الأنظمة وفاته بصورة فجائية إذ يعاني من العديد من الأمراض، وتخشى أن يدب صراع فتحاوي داخلي دموي على منصب الرئيس، أو أن تستطيع حركة حماس الدفع بشخصية تظفر بالمنصب.
الظهور بمظهر المنقذ
مصادر فلسطينية كشفت لـ”الشاهد” أن الشيخ يسعى خلال جولته الخارجية، توفير مظلة مالية عربية بهدف مساعدة السلطة للخروج من أزمتها، وإعلان تلك الدول تقديم ذلك الدعم بعد الزيارة لتحاول مساعدة الشيخ الظهور وكأنه المنقذ للسلطة من أزمتها المالية.
الخطوة المهمة تلك والتي يأمل الشيخ في تحقيقها، يعتقد أنها ستجعل منه شخص قادر على تفكيك الأزمات التي تعصف بالسلطة الفلسطينية وفي مقدمتها المالية، هذا بالإضافة إلى ترك حالة من الارتياح لموظفي السلطة بعد أن يتم إعادة الرواتب الشهرية لهم كاملةً مع المتأخرات المالية عن الأشهر الماضية.
السيناريو التي يحاول رسمه الشيخ سبقه به عباس، إذ شددت الدول المانحة الغربية والعربية الخناق المالي على السلطة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، إلى أن انتزعت غالبية الصلاحيات من يده لصالح محمود عباس.
فأصبح موظفي السلطة يبحثون عن مخلص للأزمة المالية بغض النظر عن اسمه أو منصبه، وهو الأمر الذي تم بالفعل، فضخت الدول المانحة لعباس ومن بعده سلام فياض الأموال للسلطة وساعدتها للخروج من أزمتها المالية لجعل الشارع الفلسطيني وموظفي السلطة يطوون صفحة ياسر عرفات.
احتكار فتحاوي
من جانبه، قال الباحث الإسرائيلي بمركز القدس للأمن والشؤون الخارجية المقدم احتياط موريس هيرش إن تعيين عباس لحسين الشيخ نائباً له هدفه ضمان استمرار حركة فتح في الحكم دون أيّ عملية ديموقراطية حقيقية.
وأوضح هيرش في مقال له أن خطوة تعيين حسين الشيخ تعتبر الأحدث ضمن سلسلة قرارات اتخذها منذ عام 2018 لتوريث حكمه وإبقاءه في يد حركة فتح مع منع الانتخابات الفلسطينية.
وذكر أن عباس عمل على إعداد الشيخ كخليفة محتمل بوضعه في طليعة الاتصالات مع “إسرائيل” واستعان به لتمهيد الطريق لإلغاء الانتخابات العامة للسلطة الفلسطينية التي كان من المقرر إجراؤها في مايو 2021. كما شارك في الوفد الذي سافر إلى كأس العالم في قطر، رغم الأزمة المالية للسلطة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88159