أسماء أبو الهيجا.. الاحتلال والسلطة تركنها تموت بلا مرافق أو وداع

أسماء أبو الهيجا.. الاحتلال والسلطة تركنها تموت بلا مرافق أو وداع

جنين – الشاهد| وافت المنية الأسيرة المحررة أسماء أبو الهيجا عقب صراع طويل مع المرض لترحل وهي تشكو إلى الله ظلم السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وقد تركوها تنازع الموت بلا مرافق يعتني بها أو وداع.

والمحررة أسماء زوجة القائد القسامي الأسير جمال أبو الهيجا وأبنائها عبد السلام وعاصم وبنات أسرى لدى الاحتلال، وابنها عماد أسير لدى السلطة منذ أكثر ستة شهور.

وبنان كانت الوحيدة من العائلة التي ترافق والدتها في رحلة العلاج بالمستشفى إلا أن الاحتلال اعتقلها لدى مرورها على حاجز، ويبدو أنها اعتقلت بطلب من السلطة بعد رفضها استقبال محافظة رام الله ليلى غنام قائلة لها: “كيف استقبلك وأخي معتقل عندكم”.

في ساعاتها الأخيرة كانت أبو الهيجا تسأل عن ابنتها ثم تعود للنوم حتى توفاها الله وهي وحيدة دون أهلها الذين غيبهم مجرمي الاحتلال وعبيدهم في السلطة.

وكانت العائلة دعت في بيان أجهزة أمن السلطة إلى إطلاق سراح عماد للعناية بوالدته مع قلق بالغ على صحتها، والتي تمر بحالة صحية حرجة، مبينة أن عماد يُحرم من البقاء إلى جانبها بهذا الوقت العصيب، في ظل غياب والده وأشقائه عبد السلام وعاصم، المعتقلين بسجون الاحتلال، وحرمان العائلة سابقًا من وداع نجلها حمزة الذي استشهد.

“عماد أمضى سنوات من حياته بسجون الاحتلال لمواقفه الوطنية، وبعد خروجه، فوجئنا باعتقاله مجددا على يد أجهزة السلطة دون توجيه أي تهمة، سوى أنه إنسان وطني شريف محب لوطنه”.

واعتبرت العائلة الاعتقال “استكمال لدور الاحتلال في تغييب الأحرار عن أسرهم ووطنهم”، موجهة نداءً إلى الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية والفعاليات الوطنية بالتحرك العاجل للإفراج عن ابنها، والسماح له بمرافقة والدته في محنتها.

وختمت بيانها بالدعاء إلى الله أن يُنصفهم، داعية من وصفتهم بـ”الظالمين” إلى محاسبة أنفسهم أمام ضمائرهم وأمام الله.

*اعتقالٌ وتعذيب*
وفي 3 ديسمبر الماضي اختطفت أجهزة أمن السلطة الأسير المحرر عماد الدين أبو الهيجا، نجل الأسير القيادي المحكوم بالمؤبد جمال أبو الهيجا.

وأفادت مصادر بأن أجهزة أمن السلطة في جنين اختطفت عماد أبو الهيجا، نجل الأسير القيادي في حركة حماس المحكوم بالمؤبد جمال أبو الهيجا، وشقيق الشهيد حمزة، وشقيق الأسيرين عاصم وعبدالسلام.

والأسير عماد الدين أبو الهيجا متزوج وله أربعة أطفال، واعتقل سابقا حوالي 6 سنوات ونصف في سجون الاحتلال، تعرض خلالها لتحقيقات عسكرية وتعذيب وشبح طويل.

كما عانى من الاعتقالات السياسية لدى أجهزة أمن السلطة التي اعتقلته سابقا لمدة عامين تقريبا.

والأسير عماد الدين هو نجل القيادي في حركة “حماس” الأسير جمال عبد السلام أبو الهيجا (63 عاماً)، أحد قادة معركة مخيم جنين، وشقيقيه الأسيرين عبد السلام وعاصم المعتقلان إداريا في سجون الاحتلال.

واعتقل الشيخ أبو الهيجا أربع مرات منذ عودته لوطنه عام 1990، وأمضى ما مجموعه خمس سنوات ونصف في سجون الاحتلال قبل اعتقاله الأخير عام 2002 الذي حكم فيه بالسجن المؤبد 9 مرات بتهمة قيادة كتائب القسام.

صنفه الاحتلال بالأسير الخطير، واستخدم بحقه كل أشكال التعذيب على مدار شهرين كاملين، ثم نقله إلى العزل الانفرادي وقضى فيه نحو 10 سنوات، وخرج منه بعد إضراب الكرامة الذي خاضه الأسرى عام 2012، واستمر 28 يوماً، وأوقفوا خلاله سياسة العزل في حينه.

ولم يتوقف الأمر عند اعتقاله، فقد اعتقل الاحتلال أيضاً نجلاه “عاصم، وعبد السلام” واعتقلت ابنته المحامية “بنان” بالإضافة إلى زوجته التي مكثت في الاعتقال الإداري 9 أشهر عام 2003، واستشهد نجله “حمزة” في اشتباك مع جنود الاحتلال في مارس 2014 بعد مطاردة من الاحتلال لعدة سنوات.

وتواصل أجهزة السلطة اعتقال الأسير المحرر عماد أبو الهيجا من مخيم جنين في سجن الجنيد بنابلس لليوم الـ167 على التوالي.

إغلاق