محمود عباس.. تاريخ مخز من الخيانة والإفساد
رام الله – الشاهد| لم يكن محمود رضا عباس شخصية عابرة في القضية الفلسطينية، بل بات علامة هامة وفارقة، ودخل في تاريخها، ومن من بوابة الخيانة والإفساد والعار.
ومنذ أن التحق عباس بالثورة الفلسطينية وتنظيمها الأكبر حركة فتح، وهو بين محطات مخزية، وبدا أن انحرافه الوطني والسياسي هو السلوك الذي يحكمه ويمثل له نهج حياة.
وكان عباس صاحب الدور الأكبر في التآمر على الرئيس الراحل ياسر عرفات برفقة صديقيه محمد دحلان وسلام فياض، إذ تزعم الثلاثة عصابة لنزع صلاحيات عرفات المالية والسياسية، وعندما فشلوا بنزعها تآمروا عليه واغتالوه في نوفمبر من العام 2004.
وبعد غياب عرفات كان عباس الشخص الذي وضعه الاحتلال والإدارة الأمريكية ليكون زعيماً لفتح ورئيساً للسلطة على مقاسهم ولخدمة مصالحهم.
من هو محمود عباس؟
ومنذ بدايته كرئيس للسلطة، رفع عباس شعار التنسيق الأمني المقدس، وعبر في أكثر من مناسبة عن معارضته الشديدة لمقاومة الاحتلال.
ولعل تصريحاته الشهيرة خير دليل على خيانته حينما عبر عن رضاه وسروره عن العيش تحت بسطار الاحتلال وأنه يقدم معلومات أمنية مهمة لملاحقة المقاومة.
كما حاول عباس تعطيل المسار الديمقراطي حينما فازت حماس في انتخابات العام 2006، فرفض الاعتراف بفوزها ووضع العراقيل الأمنية في طريق حكومتها إلى أن اندلعت أحداث العام 2007 والتي انتهت بسيطرة حماس على غزة وهزيمة أجهزة عباس الأمنية.
ولم ييأس عباس من ملاحقة المقاومة، فأعلن عن قطاع غزة إقليماً متمرداً وقطع رواتب آلاف الموظفين الذي ظلوا يخدمون المواطنين، وحرض الاحتلال بشكل سافر على العدوان على غزة، وهو ما حدث فعلا في 2009 و2012 و2014.
كما مارس دكتاتوريته المعهودة داخل فتح، وهذه المرة عبر اختلافه مع صديق الأمس محمد دحلان، فتبادل الاثنان كشف فضائح بعضهما، حتى وصل بهم لاتهام كل الآخر بالتورط مباشرة في اغتيال ياسر عرفات.
وخلال مسيرة عباس، كان يحرص على ترسيخ حكم الفرد الواحد، فقام بحل المجلس التشريعي، وألغى الانتخابات التي توافق الكل الفلسطيني على إجراؤها في العام 2020.
كما أطلق عباس بد أجهزته الأمنية لتعيث خراباً وفساداً وأذى، فاعتقلت الآلاف في سجونها، وقتلت المئات بعضهم تحت التعذيب، فقط لأنهم صدعوا بكلمة الحق في وجهه، وأبرزهم الناشط المعارض نزار بنات.
فضائح محمود عباس
ولم تسلم السلطة القضائية من تدخله وفساده، إ عمل بشكل سافر في تعيين القضاء في المحاكم العليا، وكأنه ملك من العصور المظلمة التي استعبد فيها الملوك شعوبهم.
ومارس كل فساد اداري ومالي يمكن أن يتخيله الإنسان، فحرص على تعيين عديله الفاسد احمد مجدلاني بكل الحكومات المتعاقبة، ووزع المناصب على حاشيته ومساعديه.
مسيرة عباس وفساده كانت ملهمة لأبناءه ياسر وطارق، فسار الاثنان على درب والدهم، فباتوا أيقونات إفساد يشار إليهم كلما احتاج الناس للاستدلال على الفساد المستشري والذمم الرخيصة المباعة على قارعة الوطن.
وجاء العدوان على قطاع غزة ليثبت بالدليل القاطع انسلاخ عباس عن هموم شعبه، والتصاقه بمصالح الاحتلال، ففي كل مرة كان يتحدث فيها كان يأتي على سيرة أسرى الاحتلال الذين هم بيد المقاومة، وكأن المجازر والإبادة ومعاناة الأسرى الفلسطينيين لا تعنيه باي شكل من الأشكال.
هذه المعلومات الموثقة الأكيدة هي جزء يسير من سيرة سوداء في صحائف قذرة تحوي تاريخ عباس، الذي لا يبدو أنه سيتراجع عنها، لكن التاريخ كما في كل مراحله، أمهل الطغاة حتى ظنوا أنهم ملكوا كل شيء، فجاءت نهايتهم فجأة وبطريقة لم يكن يتوقعها احد، وهذا ما سيؤول إليه مصير عباس على وجه اليقين، لننتظر ونرى.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88322