روحي فتوح.. التيس المُحَلَلْ

روحي فتوح.. التيس المُحَلَلْ

رام الله-الشاهد| روحي فتوح أو روحي فون كما يلقبه الفلسطينيون، هو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح ارتبط اسمه بفضائح سرقات وتهريب، أبرزها تورطه بتهريب آلاف الأجهزة الخلوية عبر سيارته الدبلوماسية، التي ألصقها بسائقه لتبييض صفحته السوداء.

يعرف فتوح بكونه التيس المحلل في السلطة الفلسطينية بتوليه مناصب شرفية تمهيدًا لمرحلة ترسيخ محمود عباس في قيادة السلطة الفلسطينية بعد وفاة ياسر عرفات وترقبًا لما بعد رحيل عباس.

يشتهر فتوح بصيت سيء السمعة بين الفلسطينيين على خلفية فساده وفضائحه المتلاحقة التي لا تكاد تتوقف واستخدامه من عباس كحجر شطرنج يحركه كيفما شاء.

من هو روحي فتوح؟

ولد روحي أحمد محمد فتوح يوم 23 أغسطس/آب 1949 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لعائلة تعود أصولها لقرية برقة في غزة، التي احتلتها إسرائيل وهجّرت أهلها ثم دمرتها عام 1948.

انتقل عام 1968 من غزة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، ثم بعدها إلى لبنان وسوريا.

روحي فتوح ويكيبيديا

تلقى فتوح تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مدينة رفح، ثم انتقل إلى مصر ودرس مدة عامين في مدارس مدينة العريش.

حصل على شهادة الثانوية العامة عام 1970 في مدينة الزرقاء الأردنية، وأثناء فترة دراسته نشط في العمل الطلابي والتنظيمي، وشغل مناصب عدة في الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وحركة فتح.

نال درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة دمشق، ثم حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 2002.

نشاط روحي فتوح

بعد نكسة عام 1967، انضم عام 1968 إلى صفوف قوات العاصفة التابعة لحركة فتح في الأردن، كما تخرج في الكلية العسكرية في العراق عام 1969 وانضم إلى الفدائيين الفلسطينيين في الأردن ولبنان وسوريا.

وبعد حرب أكتوبر 1973 انخرط في حركة فتح في سوريا، وتقلب في عدة مناصب فيها إلى أن عاد إلى فلسطين عام 1994 بعد توقيع اتفاق أوسلو واستلام السلطة الفلسطينية إدارة الضفة الغربية وقطاع غزة.

عرف روحي فتوح أيضا بنشاطه في العمل الطلابي، وشغل مواقع عدة في الاتحاد العام لطلبة فلسطين بينها مسؤول اللجنة التنفيذية للاتحاد من 1978 إلى 1984، كما كان رئيسا لفرع الاتحاد في سوريا.

بدأ فتوح حياته البرلمانية عام 1983 عضوا في المجلس الوطني، ثم عضوا في المجلس المركزي، وانتخب عام 1996 نائبا في المجلس التشريعي الفلسطيني عن مدينة غزة ممثلا عن حركة فتح.

ومنذ بداية عمل المجلس التشريعي انتُخب فتوح أمينا للسر على مدار 8 دورات، ورئيسا لكتلة فتح البرلمانية.

وعام 2003 عين فتوح وزيرا للزراعة في حكومة أحمد قريع، ثم انتخب رئيسا للمجلس التشريعي في مارس 2004.

روحي فتوح ويكيبيديا

وبعد اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات، شغل منصب رئيس السلطة الفلسطيني مؤقتا لمدة شهرين إلى أن انتخب محمود عباس رئيسا.

وعينه عباس في مناصب بارزة عدة، منها الممثل الشخصي لرئيس السلطة، ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ورئيس دائرة المغتربين في المنظمة.

وفي 27 نوفمبر 2024 أصدر عباس مرسوما دستوريا يتولى بموجبه رئيس المجلس الوطني روحي فتوح مهام رئيس السلطة الفلسطينية في حال شغور المنصب.

ووفق المرسوم المذكور يتولى رئيس المجلس الوطني السلطة لمدة لا تزيد على 90 يوما تجري في أثنائها انتخابات رئاسية حرة ومباشرة.

وحال تعذر إجراء الانتخابات في تلك المدة لقوة قاهرة “تمدد بقرار من المجلس المركزي لفترة أخرى، ولمرة واحدة فقط”.

ينظر إلى فتوح، وهو عضو في الجيل المؤسس للسلطة الفلسطينية، على أنه “شخصية منخفضة المستوى”.

ويفسر قرار عباس على أنه جهد لتجنب صراع الخلافة، وخاصة مع شخصيات رئيسية مثل أمين اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ وكبار أعضاء فتح جبريل الرجوب ومحمود العالول.

وعام 2022، قال المحلل في صحيفة هآرتس جاك خوري إن فتوح يُنظر إليه على أنه “بليد ويفتقر إلى النفوذ السياسي أو القدرة على الحكم الفعلي” أثناء النظر في خلفاء محتملين لعباس، وهو توصيف يغضب الدوائر السياسية الفلسطينية والنخبة الحاكمة.

فساد روحي فتوح

فضيحة الهواتف تعود إلى بداية عام 2008 حينما ضُبط معه مئات الهواتف في سيارته الحكومية التي لا تخضع للتفتيش على جسر اللنبي محاولاً تهريبها، ليوقف مهامه كممثل شخصي للرئيس عباس.

اللجنة المركزية قررت حينها إعفاءه من كافة مسؤولياته في الحركة والسلطة الفلسطينية لحين البت في قضية تهريب الهواتف النقالة.

وقالت اللجنة عقب جلسة ترأسها عباس إنها اتخذت القرار بعدما استمعت إلى فتوح بشأن واقعة تهريب أكثر من ألفي جهاز محمول في سيارته عند عودته من الأردن.

وفي مارس 2009، أصدرت السلطة قرارا بعدم وجود شبهة ضد فتوح، وأعلنت براءته بقرار قضائي، وعاد ليمارس حياته السياسية بصفته عضواً في المجلس المركزي.

البراءة تلك لم تقنع الشارع وشن نشطاء فلسطينيون حملةً ضد فتوح وأطلقوا عليه لقب “فتوح فون”.

فتوح لم يتوقف سجله الفاسد عند هذا الحد، بل استأجر مسكنا في رام الله عام 2004 بـ40 ألف دولار سنويا من المال العام.

ووجهت له اتهامات أخرى تقول إنه طلب سيارة مصفحة قبيل إنهاء مهامه كرئيس موقت للسلطة كلفت خزينة الدولة نحو ربع مليون دولار.

عضو تشريعي بالسرقة

فتوح الذي خسر في الانتخابات التشريعية عن مدينة رفح في قائمة حركة فتح عام 2006، عاودت قيادة الحركة وضعه بقائمتها لانتخابات المجلس التشريعي التي عطلها عباس رغم فشله بالانتخابات الداخلية، التي فاز بها المحرر عبد الحكيم الجعيدي.

الجعيدي اعتبر استبدال اسمه باسم فتوح بمثابة انقلاب على قواعد الديمقراطية، مؤكدا أنه: “عندما لا تحكمنا الضوابط والقوانين.. حينما يحكمنا المزاج الفردي ونبتعد عن الأسس”.

وتسببت سرقة مقعد الجعيدي بجملة انتقادات داخلية في فتح بمدينة رفح، وهدد البعض بمقاطعة انتخابات المجلس التشريعي، وعدم المشاركة في المراقبة عليها.

إغلاق