إسماعيل جبر.. يد “إسرائيل” لترويض أجهزة أمن السلطة

إسماعيل جبر.. يد “إسرائيل” لترويض أجهزة أمن السلطة

رام الله–الشاهد| يُنسب تحديث العقيدة الأمنية لأجهزة أمن السلطة الفلسطينية وإثبات ولاء عناصرها في الضفة الغربية لضمان ألا تشكل خطرًا على الاحتلال ومستوطنيه مستقبلا إلى الفريق إسماعيل جبر.

جبر وهو أحد أبرز قيادات السلطة التي تتخذ من التنسيق الأمني مرتكزًا بعلاقتها مع الاحتلال، لعب دورًا محوريًا بوضع العقيدة، التي عُدلت بعد عملية “طوفان الأقصى” بطلب أمريكي – إسرائيلي.

من هو إسماعيل جبر؟

يعد إسماعيل جبر “العصا الغليظة” لرئيس السلطة محمود عباس، الذي عينه قائداً للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة عام 2006، وبدأ بتطبيق خطة قذرة ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته خاصة بالضفة الغربية.

أظهر حقده الدفين مع سيطرة حركة حماس على قطاع غزة، وإفشالها خطة استباقية تجهزها السلطة وحركة فتح للانقلاب على الحكومة العاشرة التي ترأستها حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2007.

ارتكب جبر وأجهزته الأمنية أبشع الجرائم بحق المواطنين في مدن الضفة ومخيماتها، خاصة من ينتمون لحركة حماس ومؤيديها وكذلك الفصائل الأخرى، وقتل وأصاب العشرات واعتقل الآلاف في سجون أجهزة السلطة.

إسماعيل جبر ويكيبيديا

جرائم جبر وأجهزة السلطة تصاعدت بمحاولة لدفع التهم التي وجهت إليه عام 2005، من قيادات السلطة وأجهزتها الأمنية له بالتقصير بأداء مهامه والازدواجية في تطبيق القانون، التي أرغم بعدها على الاستقالة ليعيده عباس قائداً عاماً لأجهزة السلطة بعد عام فقط.

وشكلت حالات تطبيق القانون على من يريده فقط واحدة من ملفات الفساد التي تورط بها جبر على مدار سنوات من خدمته في السلطة الفلسطينية، وللهروب من التهم طبق المثل القائل “رمتني بدائها وانسلت”، وأخذ بتوجيه تهم الفساد لقيادات السلطة.

وبشكل معتاد أثارت مواكب جبر وحراسته الأمنية منذ توليه لمنصبه وحتى السنوات الأخيرة حالة غضب بأوساط المواطنين، لا سيما وأن استخدام السلاح من حراسته مقدم على أي تفاهم مع الآخرين.

جرائم إسماعيل جبر

فقد أطلق حراس جبر النار في الهواء خلال زيارته لغزة أغسطس 2023، خلال إشكالية مع عناصر تابعين لتيار محمد دحلان الذين تجمعوا في الفندق الذي كان ينزل فيه جبر.

وذكرت مصادر فتحاوية أن جبر لم ينسق زيارته مع المفوض العام للتعبئة والتنظيم بغزة عضو المركزية أحمد حلس، بل نسق مع حركة حماس، ما دفع بعناصر محسوبة على دحلان قطعت رواتبهم للتجمع أمام مكان نزوله بالفندق لتقديم تظلمات.

وبعد رفض جبر الاستماع لها، وعلو الصوت والصراخ أمام الفندق، أطلق أحد الحراس المرافقين النار في الهواء، فرد أتباع دحلان بتثبيته وأخذ السلاح منه “مسدس وكلاشنكوف”.

فساد إسماعيل جبر

رئيس السلطة منح الفريق جبر رئاسة جامعة الاستقلال التابعة للأجهزة الأمنية، بعد إقالة اللواء توفيق الطيراوي، وهي الجامعة التي ترسخ العقيدة الأمنية الفاسدة لأجهزة السلطة ولعناصرها قبل نزولهم للميدان وترقيتهم في المناصب التنظيمية.

جبر شارك مع الجنرال الأمريكي “مايكل فنزل” بتطبيق خطة الأخيرة التي وضعها لتحديث العقيدة الأمنية لأجهزة السلطة وتعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وأحضر فنزل عددا من المساعدين له بتمويل مالي كبير عام 2003، بهدف إنشاء وحدة خاصة في أجهزة السلطة لإحكام القبضة على الشباب المقاوم في الضفة الغربية.

ومنذ أن عين جبر مستشارًا لعباس لشؤون المحافظات وهو ينفذ بجولات متلاحقة لقيادة الأجهزة الأمنية، للدفع قدما بتحديث العقيدة الأمنية لأجهزة السلطة وتشديد القبضة الأمنية على مقاومي الضفة الغربية وتعزيز التنسيق الأمني.

شارك بمساعدة عباس بإقالة واستبدال عديد قادة الأجهزة الأمنية، لا سيما بعد فشلهم بالقضاء على المقاومة وعناصرها شمال الضفة الغربية، واضطرار جيش الاحتلال التدخل بقواته للقيام بما عجزت عنه السلطة على أرض الواقع.

إسماعيل جبر عصا عباس

هو إسماعيل حسن عيسى أبو جبر، وهو عسكري فلسطيني ولد لأسرة من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة في 12 فبراير 1943.

كان إسماعيل جبر قائدًا للقوات المشتركة جنوب لبنان إبان حرب لبنان عام 1982، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في الضفة الغربية بين عامي 1994 و2005.

ويشغل حاليًا منصب مساعد القائد الأعلى لقوى الأمن، ومستشار عباس لشؤون المحافظات، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة فتح منذ عام 2016.

في عام 2006، عُين قائدًا عامًا على الأجهزة الأمنية كافة، وفي 10 أبريل 2008، مُنح صفة وزير.

وفي 10 سبتمبر 2008 عين عضوًا في لجنة إعادة هيكلية إدارة التوجيه السياسي والوطني وتقييم عملها في السابق ودورها المستقبلي.

وفي 1 ديسمبر 2009، عُين مستشارًا لرئيس السلطة الفلسطينية لشؤون المحافظات.

وفي 8 أغسطس 2022، أعاد عباس تشكيل مجلس أمناء جامعة الاستقلال وعيّنه عضوًا فيه وفي 10 أغسطس 2022، انتخبه أعضاء المجلس الجديد رئيسًا له.

إغلاق