لماذا حديث الهباش عن سلاح المقاومة خطير وأثار جدلًا واسعًا؟
رام الله – الشاهد | قال الكاتب والمحلل السياسي علاء عواد إن تصريحات محمود الهباش المستشار الديني لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن “أي سلاح خارج منظمة التحرير ودولة فلسطين هو سلاح مشبوه وغير وطني” أثارت جدلًا واسعًا.
وأوضح عواد في مقال إن موقف الهباش يأتي بظل تعقيدات المشهد الفلسطيني، مع استمرار الانقسام السياسي، وتباين الرؤى حول سبل مقاومة الاحتلال الإسرائيلي
وبين أن تصريحات الهباش تأتي في وقت حساس، إذ يشهد الشارع الفلسطيني توتراً متصاعداً بين السلطة الفلسطينية، التي تقودها حركة فتح ضمن إطار منظمة التحرير، وبين قوى المقاومة المسلحة، وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي، اللتان تعتبران أن خيار المقاومة المسلحة لا يزال مشروعاً ومطلوباً بظل الاحتلال، بل هو واجب وطني وديني
ونبه إلى أنه حين يصف الهباش السلاح الخارج عن إطار منظمة التحرير بـ”المشبوه وغير الوطني”، فهو لا يكتفي بنزع الشرعية السياسية عنه، بل يضعه بخانة الاتهام الضمني بالخيانة أو العمالة، وهذا موقف يحمل أبعاداً خطيرة. فبموجب هذا المنطق، فإن فصائل المقاومة بغزة – التي تخوض مواجهات مستمرة مع الاحتلال – تندرج ضمن هذه الصيغة، ما يعمّق الشرخ الوطني القائم
وتساءل: “هل يمكن فعلاً اعتبار سلاح مقاومة الاحتلال مشبوها لأنه لا ينتمي لمنظمة التحرير؟ أليست شرعية المقاومة نابعة من واقع الاحتلال ذاته؟ وهل يمكن تجاهل أن الكثير من العمليات الفدائية التي نالت احترام الشارع الفلسطيني وكانت خارج إطار المنظمة؟ وهل تُقاس الوطنية بالانتماء السياسي أم بالفعل المقاوم؟”.
وأشار عواد إلى أنه في وقت يحتاج فيه الفلسطينيون لتعزيز وحدتهم السياسية والميدانية، خصوصاً في ظل التحديات الإسرائيلية المتصاعدة، تأتي مثل هذه التصريحات لتزيد الانقسام حدة. فبدلاً من فتح حوار وطني جامع يشمل الكل الفلسطيني، يجري تأطير المقاومة ضمن قوالب ضيقة تشرعن طرفاً وتُقصي آخر
ورأى أن “تصريح الهباش يعكس موقف السلطة الفلسطينية من العمل المقاوم غير الرسمي، لكنه يسلط الضوء على عمق الأزمة الوطنية الفلسطينية: غياب التوافق، وتضارب المرجعيات، وانقسام أدوات النضال. وإذا لم يُعالج هذا التباين بمسؤولية وطنية عالية، فإن الشعب الفلسطيني سيظل عالقاً بين سلطة تدير أزمة، ومقاومة تواجه الاحتلال لكنها تفتقر إلى غطاء سياسي موحد”.
وختم: إن “الحديث عن “سلاح وطني” لا يمكن فصله عن الحديث عن مشروع وطني جامع، تُشارك فيه كل القوى الفلسطينية، على قاعدة الشراكة لا الإقصاء، والمقاومة لا الانبطاح”.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=88756