حمزة المصري أحدهم.. الذباب الإلكتروني لـ”فتح” له نصيب من مكرمة أهالي الشهداء في الحج

رام الله – الشاهد| حالة الغضب في أوساط أهالي الشهداء والأسرى تتواصل منذ أيام طويلة في أعقاب حالة الفساد التي تملأ ملف مكرمة الحج لأهالي الشهداء والأسرى كل عام، والتي زادت عن حدها هذا العام.
فبعد أن تم حرمان الكثير من أهالي الشهداء والأسرى من أداء فريضة الحج ضمن المكرمة، برزت أسماء جديدة مع وصول الحجاج إلى أرض مكة المكرمة، والتي لا تنطبق عليها بالمطلق شروط المكرمة.
ويعد الناشط في الذباب الإلكتروني لحركة فتح أحد الذين أخذوا حق أهالي الشهداء في مكرمة الحج، على الرغم أنه ليس له أحد شهيد أو أسير درجة أولى في عائلته ويعيش متنقلاً بين أوروبا وتركيا.
ولكن المصري وبعد أن شن حملة على محمود الهباش المستشار الديني لرئيس السلطة والمحتكر لقضية المكرمة وكذلك العاملين في سفارة السلطة بالقاهرة، العام الماضي، وعد بأن يكون له نصيب في مكرمة العام الجاري.
ونشر المصري على حسابه على فيسبوك قائلاً: “بسم الله الرحمن الرحيم.. وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق””.
وأضاف: “بتوفيق الله تعالى ودعاء الوالدين ودعائكم سأتوجه إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج، أسالكم براءة الذمة والعفو والمعذرة وأن تسامحوني إن كنت أخطأت أو أسات لأحد بقصد أو دون قصد، امتثالاً لحديث الرسول: “إن الله عز وجل عفو يجب العفو”.
تهديد المواطنين
الغريب في الأمر أن المصري وقبل ساعات فقط هدد أحد المواطنين، ونشر المواطن والكاتب رامي أبو زبيدة من مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة منشوراً على فيسبوك مدعماً بصور من رسائل التهديدات التي وصلته من قبل حمزة المصري شخصياً وحسابات تابعة للذباب الإلكتروني لحركة فتح.
وقال أبو زبيدة في منشوره: ” بيان توضيحي ورد على التهديدات؛ بعد منشورنا يوم أمس الذي فضحنا فيه سلوكيات وأسلوب أحد مديري صفحة “مدينة حمد” والذي يقيم خارج قطاع غزة، بدأت تصلني رسائل تهديد من أرقام مجهولة في الجزائر وتركيا، ومن المدعو “حمزة المصري” شخصياً، في محاولة بائسة لإسكات صوت الحقيقة”.
وأضاف: “ومن بين هذه الرسائل: “ابعد عن فادي أفضل لك، تحياتي”، وتهديدات أخرى تقول: “المنشور اللي نزل على صفحتك من مجموعات واتس حمد حينزل مقابله مليون منشور على جميع الصفحات المشهورة اللي حتتوقعها واللي مش حتتوقعها”، بل وتمادت بعض الرسائل إلى تهديدي بابني “بهاء”، ومحاولة ابتزازي بنشر أكاذيب ملفقة عني متعلقة بمرحلة أَسري لدى الاحتلال”.
وتابع: “هنا أقول بكل وضوح: كل من جُرِّد من أخلاقه وسقط في مستنقع التهديد والابتزاز، إنما يعبر عن نفسه، ويفضح ولاءه وأساليبه القذرة. لقد مررنا بتجارب الأسر والضغط والابتزاز داخل سجون الاحتلال، ونعلم تمامًا أدواتهم ومن يُشغِّلها. وأنا لم أخرج من الأسر إلا مرفوع الرأس، بكرامتي، وبفضل رجال المقاومة الذين كانوا ولا زالوا أهلًا للشرف والتضحية، وليس بشهادة جيوش الواتساب والفبركات الإلكترونية”.
واستطرد: “تهديدي بنشر “اعترافات” مختلقة أو المساس بعائلتي، لن يزيدني إلا إصرارًا على المضي في فضح كل من باع نفسه لتشويه الآخرين، والاحتماء خلف الشاشات. أنا باقٍ على العهد، وسأواصل الكتابة والتحقيق والقول الصادق، مدعومًا بثقة الشرفاء، لا تهزّني رسائل مرسلة من وراء الشاشات، ولا ابتزازات الجبناء”.
مطالبات بالتحقيق
هذا وطالب تجمع عوائل الشهداء في قطاع غزة بفتح تحقيق رسمي من جهات مختصة ونزيهة في الفساد الذي يشوب مكرمة الحج، والذي فاق كل تصور هذا العام.
وقال التجمع في بيان له وصل “الشاهد” نسخة عنه: “يتابع تجمع عوائل الشهداء ببالغ القلق والاستنكار ما جرى هذا العام من تجاوزات صارخة في ملف مكرمة الحج لأسر الشهداء، والتي من المفترض أن تكون تكريماً لأرواح من قدموا دماءهم فداءً للوطن، لا ساحة لتصفية الحسابات الحزبية وشراء الولاءات”.
وأضاف: “لقد تبين بعد التحري والمتابعة الميدانية أن الكشوفات الخاصة بالمكرمة قد تم إخفاؤها بشكل متعمد من قبل الجهات الرسمية، في محاولة لتمرير أسماء لا تمت لعوائل الشهداء بصلة ومن بين الأسماء المُدرجة؛ أشخاص سبق أن أدّوا فريضة الحج العام الماضي!، عدد كبير من المحسوبين على تيار سياسي معين، دون أن يكون لهم شهداء!، أشخاص عاملين في إدارة هذا الكشف يظهر اسمهم سنوياً وبعضهم يُضيف أسماء من عائلته!”.
وتابع: “كل هذا الفساد يجري على حساب الحق الأصيل لعوائل الشهداء الحقيقيين، الذين تم تجاهلهم بشكل متعمد، ومنهم عشرات العوائل المقيمة حالياً في القاهرة وفي دول أخرى في المنطقة، والتي لم تتمكن من إدراج أسمائها ضمن المكرمة”.
وشدد التجمع على أن ما جرى في هذا الملف ليس حدثاً عابراً، بل هو امتداد لسياسات الإقصاء والتهميش التي تتعرض لها عوائل الشهداء في قطاع غزة خصوصاً، من قطع للرواتب، ورفض اعتماد مخصصات شهداء ما بعد الانقسام، والتجاهل التام من قبل السلطة الفلسطينية لاحتياجات هذه العائلات.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=89220