أكبر من قطاع غزة.. السلطة تخرس عن ابتلاع المستوطنين لمساحات شاسعة من الضفة

أكبر من قطاع غزة.. السلطة تخرس عن ابتلاع المستوطنين لمساحات شاسعة من الضفة

رام الله – الشاهد| بينما تملأ السلطة وإعلامها الساقط الدنيا صياحاً بتحميل المقاومة مسؤولية جرائم الاحتلال، تبتلع السلطة لسانها ويخرس إعلامها عن الحديث حول ضياع مساحات شاسعة من الضفة في براثن الاستيطان.

ويتباهى أحد قادة المستوطنين المسؤولين عن الاستيلاء على الأراضي في الضفة الغربية ومهاجمة العائلات الفلسطينية بجرائم المصادرة والتهويد فيغرد قائلاً: “المعقل المعادي الذي سقط هذا الأسبوع كشف حجم الإنجاز الذي حققته التلال”.

ويشير المستوطن الإرهابي إلى أنه نحو 381,000 دونم – أكثر من مساحة قطاع غزة بأكمله – تم الاستيلاء عليهم عبر مجموعات فتية التلال الإرهابية.

وهذه المساحة المصادرة يعتبرها المستوطنون بأنها الامتداد الإقليمي اليهودي الذي أنشأته التلال والمزارع على طول حدود الصحراء في شرق الضفة والأغوار.

ويزيد المستوطن في تفاخره بالقول إن التلال أثبتت ولأول مرة أنه ليس بالإمكان فقط الحفاظ على أجزاء واسعة من أرض الوطن من السيطرة العربية، بل يمكن أيضا طرد الفلسطينيين الذين يصفهم بأنهم “العدو” من مناطق كان قد غزاها بالفعل.

وتمر هذه الأخبار مرور الكرام على السلطة ومسؤوليها وإعلامها الساقط، بينما لا تتوقف السلطة عن ترديد اسطوانة سد الذرائع المشروخة.

هذا الحرص الكاذب من السلطة على غزة في مقابل تجاهل الضفة يعني أنها لم تعد عاجزة عن مواجهة الاحتلال، بل انتقلت إلى خانة التواطؤ مع الاحتلال، وكأنها أصبحت جزءا من خطط التهويد والاستيلاء على الضفة.

كما يمكن فهم بواعث سلوك السلطة على أنها محاولة لتشتيت وامتصاص الغضب الشعبي، حينما توحي للجمهور الفلسطيني في الضفة أن ما يجري في غزة هو نتاج سلوك المقاومة، وبالتالي ليس من مصلحة سكان الضفة أن يقاوموا الاحتلال.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي عرفات الحج أن استمرار السلطة في التمسك بسياسة “سد الذرائع” يعكس قراءة غير دقيقة للواقع، ويضعف القدرة على حشد مقاومة شعبية فاعلة قادرة على مواجهة الاستيطان كخطر وجودي.

وشدد على أن التجارب التاريخية أثبتت أن الانتفاضات الشعبية كانت عامل ضغط على الاحتلال لتقييد أنشطته وليس العكس. وبدليل أنه لولا الانتفاضة الأولى لما كان هناك “سلطة وطنية فلسطينية”.

 

إغلاق