إبادة غزة لم تحرك ضمير السلطة المتماهي مع مصالح الاحتلال

إبادة غزة لم تحرك ضمير السلطة المتماهي مع مصالح الاحتلال

رام الله – الشاهد| في الوقت الذي يشن فيه الاحتلال عدواناً دموياً على قطاع غزة، تبدو السلطة الفلسطينية وكأنها تعيش في عالم موازٍ وبعيد لا علاقة له بما يحدث.

وكان يمكن تفهم هذا الأمر نسبياً وعلى افتراض عدم قدرة السلطة على فعل شيء بإسناد غزة، لولا أنها تساوقت مع خطط الاحتلال لقهر وتهجير أهالي غزة.

وبدا واضحاً أن السلطة تتشارك المسؤولية مع الاحتلال في جرائم الإبادة الجماعية التي يقترفها في غزة، ففي الوقت الذي يشهد فيه القطاع واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، تلتزم السلطة الفلسطينية الصمت المطبق.

ولم تقدم السلطة أي خطوة مساندة لغزة، وأقلها إعلان القطاع منطقة منكوبة أو منطقة مجاعة، وتمضي الشهور وتزداد معاناة الغزيين، حتى أكلهم الجوع وأنهكهم الحصار دون أن تخجل السلطة من عارها وتسارع لإدخال رغيف خبز، واكتفت بتصريحات سمجة مضللة ساوت فيها بين الضحية والجلاد.

ولا يمكن اعتبار ما تقوم به السلطة سلوكاً عارضًا، بل خطة ممنهجة، فمع توقف المخابز، وانقطاع المساعدات، وانهيار القطاع الصحي، تمتنع السلطة عمداً عن إغاثة الغزيين المنكوبين.

ورغم الأرقام الصادمة والمفزعة التي تخرج يومياً من غزة حول الشهداء والجرحى والجائعين والنازحين، لكن ضمير السلطة لم يتحرك أو يهتز.

وتغط دبلوماسية السلطة الفلسطينية حول العالم في سبات عميق وغيبوبة وطنية منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية، رغم ما تنفقه من مصاريف ضخمة من جيوب الفلسطينيين.

ورغم مشاهد الأشلاء والدماء والدمار في قطاع غزة إلا أن 94 بعثة تشمل سفارات وقنصليات لم تحرك ساكنًا في ضميرهم أو قلوبهم أو يدفع ممثليها لرفع الحرج عنهم بنشر الرواية الفلسطينية.

وينشغل هؤلاء في التحريض على المقاومة في غزة من جانب ومن جانب آخر يتورط البعض في قضايا فساد وتهريب ودعارة وتخابر مع الاحتلال.

وعلى الارض، تتعامل السلطة مع الحركات الجماهيرية المسانندة لغزة عبر عصا القمع الغليظة التي ألهبت ظهر المواطنين الذين تحركوا جماهيرياً لمساندة غزة خلال العدوان.

كما تجرأت السلطة على الدم الفلسطيني خلال قمع تلك التظاهرات، فقتلت وأصابت واعتقلت، وهي في غضون ذلك كله تتبجح بشعارات كاذبة خاطئة حول الحفاظ على الدم الفلسطيني.

وتخرج فعاليات متنوعة في أنحاء الضفة الغربية بشكل يومي نصرة لغزة، لكنها تُقابَل بقمع من أجهزة السلطة الفلسطينية التي تلاحق النشطاء المساندين لغزة.

هذا السلوك المخزي للسلطة لا يمكن فهمه أو وضعه في أي سياق طبيعي، سوى أن تكون السلطة مجرد بيدق بيد الاحتلال، يضرب به على أي نبض حي في الضفة، إذ أن انسلاخ السلطة عم قضية الشعب الفلسطيني وصلت دركات غير مسبوقة في الخيانة والعار، والذي لن تمحوه كل مساحيق الكذب، التي تضعها السلطة على وجهها المشؤوم.

إغلاق