صحة رام الله بحرب غزة.. من برود بيوقراطي إلى توظيف سياسي خبيث

رام الله-الشاهد| لا يعدو موقف وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ 19 شهرا أكثر من مراقب بيروقراطي لوزارة يفترض أنها تمثل شعبًا واحدًا يعيش تحت نكبة واحدة.
الصحة برئاسة ماجد أبو رمضان فشلت بلعب دور وطني جامع ومنصف تجاه أهالي غزة بواحدة من أقسى الكوارث الصحية التي شهدها القطاع، ووقفت تتفرج على مصابه الجلل ولم تقدم المساعدة له.
وبات رئيس السلطة محمود عباس والوزير ماجد رمضان أكثر الناس بعدًا عن الشعور بآهات أهالي قطاع غزة وأغلقوا ضمائرهم لصالح الحفاظ على امتيازاتهم الشخصية.
ولا ترقى مواقف وزارة الصحة لحجم ألم ونزف الوضع الصحي في غزة مع استمرار العدوان الإسرائيلي، ولا إلى مستوى المسؤولية الوطنية والإنسانية المطلوبة، ويصفها مراقبون بأنها سلبية للغاية.
وتعاملت الوزارة ببطء مع الاستجابة الإنسانية وتقصير في التنسيق مع غياب القيادة المركزية في التعامل مع هكذا حدث جلل ولم تبادر لتشكيل غرفة طوارئ مشتركة مع غزة أو إعلان حالة طوارئ صحية موحدة رغم الكارثة.
توظيف سياسي خبيث
ولم تستثمر العلاقة مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسات الدعم لتأمين الإمدادات الطبية العاجلة بشكل فاعل وسريع إلى قطاع غزة.
كما غابت العدالة في توزيع الموارد مع كشف تقارير متكررة عن أن الضفة تحصل على النسبة الأكبر من الأدوية والمستلزمات والموازنات، رغم أن الاحتياج الأكبر كان في غزة.
فقد تركت الكوادر الطبية في غزة تقاتل وحدها تحت النار، دون دعم كافٍ من الحكومة المركزية أو حتى تغطية إعلامية رسمية تُنصفها.
لم يقتصر دور وزارة الصحة عند هذا الحد بل لجأت للتوظيف السياسي الخبيث لمأساة غزة، كأن يُستخدم الوضع الصحي في غزة كورقة ضغط أو تفاوض، بدل أن يُعامل كقضية وطنية فوق الفصائل والانقسام.
وكان الصمت أو المواقف الرمادية في أوج المجازر الصحية في مستشفيات الشفاء والأقصى والنجاح وغيرهم عار لا يمحوه البيان الصحفي.
وتوجه اتهامات لاذعة لها بالتقصير في الدفاع الدولي عن غزة إذ لم نشهد حملة دبلوماسية صحية في رام الله لتحريك المنظمات الدولية ضد استهداف المستشفيات في غزة.
في المقابل، كانت مؤسسات دولية ومحلية غير حكومية أكثر شجاعة ومبادرة من الوزارة نفسها.
وقابلت الصحة حجم المأساة في غزة برود بيروقراطي وفي الوقت الذي كانت فيه المرضى يموتون تحت الأنقاض أو بنقص الدواء، كان صوت وزارة الصحة في رام الله خافتًا، باردًا، وبيروقراطيًا، لا يليق بحجم النكبة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=89368