عندما تسير السياسة عكس عقارب الأمة والوطن

رام الله – الشاهد| كتب سعيد إنجاص: خط الكاتب مقالاً تحدث فيه عن العمى السياسي الذي يلازم قيادات السلطة، حتى أصبحت عبر خطابها السياسي جزءًا من خطط نتنياهو ومخططاته.
ويضرب الكاتب مثالاً لانخراط قيادة السلطة وعلى رأسها محمود عباس في تنفيذ رؤية نتنياهو، عبر الإصرار على نزع سلاح المقاومة وإقصاءها من أي دور سياسي.
وفيما يلي نص المقال:
ليس بالضرورة ان ما يصح في العلوم الطبيعية يكون صحيحا في علم السياسة، فالسياسة لها قوانينها ومحددة بظرف الزمان والمكان والظرف الموضوعي والظرف الذاتي ايضا.
وفي العلوم الطبيعية هناك الالكترونات والنيوترنات والكواكب والطواف حول الكعبة كلها تسير عكس عقارب الساعة وهذه تعتبر من نواميس الكون و الطبيعة .
اما ان يسير السياسيون عكس عقارب الوطن فهذا شذوذ عن القاعدة وله احتمالين :اما ان يكون عن جهل في السياسة وقصر نظر في الاستراتيجيات او ان السياسي تضاربت مصالحه مع مصالح الوطن .
لقد لفت نظري بعض الاحداث والأخبار وبعد اخضاعها لعلم السياسة لم أجد الا تفسيرا واحدا.
لقد صرح الرئيس ابو مازن اكثر من مرة ان على حماس ان تسلم سلاحها للسلطة وتسليم الأسرى بدون شروط وهذه هي مطالب نتنياهو وحكومته ومطالب ترامب ايضا وهذا يحدث في ظل اقتحام مدينة نابلس والمخيمات ومدينة رام الله ومسافر يطا واستفحال الاستيطان.
والقاعدة التي تحكم التصريحات وسلوك الاحتلال هي انه كلما انسجمت القيادة مع مطالب الاحتلال كلما اوغل في القتل والتشريد والهدم في مدن ومخيمات الضفة مع العلم انه لا يوجد عندنا “اولاد كلب حسب تعبيره”.. وهذا ديدن السياسة الفلسطينية منذ ثلاثين عاما.
وكان نتنياهو صرح قبل شهر انه ينفذ رؤية ترامب بترحيل اهل القطاع واستانف الحرب بعد وقف إطلاق النار ضمن هذه الرؤية.
وبامكانه الان ان يقول بانني انفذ مطالب الرئيس ابو مازن لتسليم حماس سلاحها وإطلاق سراح الأسرى دون قيد او شرط.
ولفت انتباهي خبر مفاده ان ترامب طلب من نتنياهو ان يوقف حرب الابادة لان هذا سوف يساعده في اتمام الاتفاق مع ايران وهذا يوحي ضمناً ان وقف الحرب كان مطروحا على طاولة المفاوضات مع الجمهورية الاسلامية.
والمفارقة انه قبل اشهر خرجت مسيرة بالآلاف في مدينة الخليل وكانت تهتف عسكر فتحاوي عسكر راس الايراني كسّر وانا كفتحاوي جلست افكر ما هو السبب الذي يجعلني اتقبل تكسير راس الايراني فهو ليس لديه سفارة ولا مطبع مع الاحتلال ويدعم كل بقعة في المنطقة فيها مقاومة للمشروع الصهيوني الامريكي .
فمن المعروف ان معظم اطراف النظام السياسي الفلسطيني في حضن النظام العربي حيث دفعوا ٥ تريليونات لترامب دون اشراطها بوقف حرب الابادة على قطاع غزة وكان بامكانهم وقفها لو كانوا مجتمعين على نفس الهدف باصرار عربي واسلامي كاصرار اليمن .
ولكن بدا واضحا ان الشعوب الحية في اوروبا والعالم تسير مع عقارب الإنسانية حتى ان هناك كانت مسيرة اسرائيلية بالآلاف تسير باتجاه غزة وتطالب بوقف قتل الأطفال ووقف المجاعة وإطلاق صراح الأسرى بصفقة وليس بدون قيد أو شرط كما تطالب القيادة الفلسطينية.
فالخلاصة : ان السياسة في اوطاننا تسير عكس عقارب الوطن والعروبة وعكس مصلحة الامة ولكنها سارت في كل العالم الحر مع عقارب الإنسانية والاخلاق.
وسقط النظام السياسي العربي والفلسطيني ايضا في قراءة صيرورة الاحداث باتجاه انتصار الشعوب وكما علمنا التاريخ انه لا يوجد شعوب انهزمت.
ان البوادر السياسية والاقتصادية تشير بوضوح ان عصر الهيمنة الأمريكية على العالم والاسرائيلية على المنطقة سيولي الى غير رجعة ودقت ساعة بداية النهاية للمشروع الصهيوني الامريكي وسيجر في اذياله كل اتباعه وعبيده وانا اعتبر ان هذا الكيان انتهى
وامريكا قادمة على ايام سوداء ومصيرها الانهيار.
وكما قال الشابي :
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد أن يستجيب اقدر
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=89602