المتخابر “ياسر أبو شباب”.. مطية الاحتلال في غزة.. من هو وكيف ظهر على الساحة؟

المتخابر “ياسر أبو شباب”.. مطية الاحتلال في غزة.. من هو وكيف ظهر على الساحة؟

رام الله – الشاهد| شكلت حرب الإبادة التي تشن على قطاع غزة منذ أكثر من 600 يوم ساحة خصبة لظهور بعض الشخصيات المتخابرة مع المحتل بشكل علني، لمحاولة الانتقام من الحكومة في قطاع غزة وأجهزة أمن مقاومتها بعد ملاحقتها لهم خلال السنوات الماضية على تهم التخابر والمخدرات والقضايا الأخلاقية.

ويعد ياسر أبو شباب أبرز تلك الشخصيات، الذي عرض نفسه على الاحتلال ليعمل “جاسوساً” وأداة بيده ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته، أملاً في أن يكون له نصيب في ما يسمى بـ”اليوم التالي” للحرب حال نجح الاحتلال في القضاء على المقاومة في قطاع غزة.

من هو “أبو شباب”؟

يبلغ من العمر نحو ٣٢ عامًا، فقد ولد في ١٩ ديسمبر ١٩٩٣، وهو من سكان مدينة رفح الفلسطينية، من أصل بدوى، وتحديدًا قبيلة “الترابين”.

لا يجيد “أبو شباب” القراءة أو الكتابة، فقد ترك الدراسة في سن مبكرة، وبدأ بالعمل فى تجارة المخدرات، خاصة “الحشيش” والحبوب النفسية، حسب شهادة أحد مقربيه، التي نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.

وكشفت مصادر فلسطينية عن أن “أبو شباب” اُعتقل من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة قبل اندلاع الحرب الجارية في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بتهمة السرقة وتجارة المخدرات، قبل أن يهرب من السجن بعد قصف جوى إسرائيلي على مقر الأمن الذي كان يحتجز فيه.

التخابر مع الاحتلال

بعد هروبه، أسس مجموعة مسلحة تعمل بالتنسيق مع الاحتلال في مناطق السيطرة العسكرية، خاصة شرق رفح الفلسطينية قرب معبر كرم أبو سالم.

ويتبع “أبو شباب” نحو 100 شخص بعضهم هاربون من سجون الأمن الفلسطيني بعد القصف الإسرائيلي الذى استهدفها، ويستفيد من الحماية التي يوفرها وجود جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة، وذلك بتجنب تنفيذ أي ضربات جوية هناك.

وفى نوفمبر ٢٠٢٤، نجا “أبو شباب” من محاولة تصفية في المستشفى الأوروبي بخان يونس، بينما قتل اثنان من شركائه، شقيقه فتحى أبو شباب وماجد أبو دكار، على يد عناصر الأمن الفلسطيني.

ومنذ دخول جيش الاحتلال الإسرائيلي رفح الفلسطينية، في مايو الماضي، بدأ نجم “أبو شباب”، ومجموعته المسلحة، في الصعود، خاصة بعدما نهبوا شاحنات المساعدات، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بينهم وبين الأجهزة الأمنية.

بعدها، بدأت المجموعة المسلحة في تفتيش أحياء رفح التي يسيطر عليها الاحتلال، وجرت تلك العمليات تحت رعاية القوات الإسرائيلية، وفق موقع “كيكار هاشابات” الإسرائيلي.

وفى وقت لاحق، عملت مجموعة “أبو شباب” في تأمين شاحنات المساعدات الإنسانية التى كان يتم إدخالها إلى غزة، ومن ثم استغلت ذلك في سرقة البضائع. لذا ليس غريبًا أن يُذكر اسم “أبو شباب” في مذكرة داخلية للأمم المتحدة كمسئول عن نهب ممنهج للمساعدات الإنسانية.

الحصول على السلاح

وكشفت مصادر أمنية إسرائيلية أن أحد الأسباب الرئيسية لتسليح مجموعة “أبو شباب” من قبل الجيش الإسرائيلي هو الرغبة في إيجاد جسم بديل للحكومة الفلسطينية وللمقاومة في قطاع غزة.

وخلال الأشهر الأولى من هذا العام، تورطت مجموعة “أبو شباب” في عمليات سطو ممنهجة على قوافل المساعدات الإنسانية في غزة، خاصةً في منطقة رفح، وبالقرب من معبر كرم أبو سالم.

وحول ياسر أبو شباب هذه السرقة إلى تجارة مربحة للغاية، بعدما فرض مسلحوه “رسوم عبور” بلغت نحو ٤٠٠٠ دولار أمريكي لكل شاحنة مساعدات، مع قتل وإصابة أي سائق يرفض التعاون، وفق ما ذكرته القناة 12 العبرية.

وكشفت مصادر إسرائيلية عن أن جهاز الأمن العام “الشاباك” هو من تولى مهمة تسليح مجموعة “أبو شباب”، بالتعاون مع قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رفح الفلسطينية.

وقال مسئولون أمنيون إسرائيليون، في تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن المبادرة انطلقت من جهاز “الشاباك”، لأنه تربطه علاقات طويلة الأمد بالمجموعة المسلحة المتمركزة في رفح.

وأوضح المسئولون الأمنيون أن جهاز الأمن العام نفذ عملية سرية لتسليح ميليشيا فلسطينية منافسة في غزة، خلال الأشهر الأخيرة، بموافقة مباشرة من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، وذلك بهدف تحدى “حماس” في جنوب غزة، من خلال تعزيز “جماعة بدوية” مقرها رفح.

وأضافوا: “توجه نتنياهو لتسليح مجموعات محلية في غزة جرت مناقشته في إحدى اللجان السرية داخل الكنيست”، مؤكدين من جديد أن “عملية تسليح ياسر أبو شباب ومجموعته، بادر إليها بل قادها جهاز (الشاباك)”.

وواصلت المصادر الإسرائيلية: “عملية تسليح مجموعة (أبو شباب) تمت بموافقة المستوى السياسي، وكان من بين المطلعين على الأمر، إلى جانب نتنياهو: رون ديرمر، وزير الشئون الاستراتيجية، وإيال زامير، رئيس الأركان، ويسرائيل كاتس، وزير الحرب”.

وعن تفاصيل تسليح المجموعة، تقول تقديرات إسرائيلية إنه تم إمدادها بكميات كبيرة من الأسلحة، على رأسها: بنادق هجومية، من بينها طراز «AK-47»، وأسلحة خفيفة، ومئات المسدسات التي نُقلت إلى “أبو شباب” بالتعاون بين قوات الجيش الإسرائيلي و”الشاباك”.

ونقلت “يديعوت أحرونوت” عن مسئول أمنى إسرائيلي أن “التركيز الأساسي لتلك المجموعة ينصب على التهريب والدعارة والابتزاز، وليس على القضية الفلسطينية”.

إغلاق