آسفون يا كفر مالك
رام الله – الشاهد| كتب د. عدنان ملحم: آن الأوان للمنظومة السياسية والوطنية والأمنية الفلسطينية أن تجيب المواطنين الآمنين على أسئلتهم الملحة:
– من يحمي أرواحنا وأجسادنا من رصاص المستوطنين والمستعمرين الجدد؟ .
– من يصد عن بيوتنا وممتلكاتنا وقرانا وبلداتنا ومخيماتنا ومدننا نيرانهم وحرائقهم؟.
– من يستل أرضنا وجبالنا وسهولنا وأغوارنا ومياهنا من بين أيديهم ؟ .
▪️ لقد قتلت إسرائيل السلام على رؤوس الأشهاد، وسجنتنا في:
– زنازين جغرافية .
– بوابات وحواجز حديدية.
– معتقلات عسكرية واقتصادية ومالية .
– وحولتنا إلى مخاتير لا نملك من أمرنا شيئاً، نطالب بالسلام العادل والسلاح الواحد، بينما تعمل ليل نهار من أجل تدمير مقوماتنا السيادية والوطنية بلا رحمة ولا شفقة، ولا يعنيها القانون الدولي من قريب أو بعيد، برامج حكومتها واضحة وأفكار حليفتها الولايات المتحدة الأمريكية بشأن فلسطين لا تخفى على أحد.
▪️ واقعنا مرير:
– قواتنا مكبلة بقيود الإمكانيات والقدرات والاتفاقات والسياسات .
– فصائلنا الوطنية هبطت عن جبل أحد، لتتقاسم الغنائم والنفوذ والمال .
– نضالنا الشعبي الجماهيري السلمي في غرفة الإنعاش يلفظ أنفاسه الأخيرة .
– مؤسساتنا (نقابات، اتحادات، مجالس طلابية، مكاتب حركية، لجان ) تحولت إلى مواقع للسكون والوظائف وشراء الذمم .
– قطاع غزة يباد ويدمر عن بكرة أبيه، والضفة الغربية تهود بشكل عملي، ولا خطط فاعلة لتغيير مهام وبوصلة الحركة الوطنية الفلسطينية وهياكلها: منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، وعدم رغبة في بعث الحياة في كيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، أمل الناس وحلمهم.
▪️ فشل ذريع في امتحان الوحدة الوطنية، وعجز عن توفير لقمة العيش وهزيمة البطالة والفساد، وتقاعس عن كبح جماح هوامير المال والبنوك، وخسارة ثقة الجماهير ومحبتهم، واختزال النضال الوطني في شقه الأمني فقط، وفشل في حماية جسد المخيمات وهويتها… بعدت رام الله وأصبحت عاصمة الأغنياء والمترفين، وأصحاب النفوذ ومقر الوزراء والموظفين والمتعبين والحالمين، هي في واد والشعب في واد بعيد .
▪️ نعيد سؤال الناس:
– من يحمي الناس من بطش المستوطنين وحربهم المشتعلة في الضفة الغربية، ومن يدافع عنهم؟.
– وهل استطعنا بناء وزارات ومؤسسات ولجان حقيقية تقوم بالمهام السالفة الذكر؟ ما تسمعونه حول ذلك مجرد حبر على الورق، باستثناء همم صغيرة وفقيرة لا قدرة لها على الوقوف في وجه المشروع الاستيطاني الإحلالي الصهيوني المتخم مالاً ونفوذاً وقدرات .
▪️ معركتنا المصيرية هي توفير كل الإمكانات من أجل:
– تثبيت الناس في وطنهم.
– مقاومة البطالة والفقر والفساد.
– نشر العدالة والمساواة .
– إعادة الناس إلى الأرض والاقتصاد الوطني المقاوم.
– ووضع الخطط الاستراتيجية وتنفيذ البرامج الفاعلة من أجل كل ما سبق .
▪️ تعالوا لنعترف صراحة وبلا خجل: نحن نعيش في وطن محتل من الألف إلى الياء، ومن أعلى الرأس إلى أخمص القدم، وما زال درب الحرية والاستقلال بعيد المنال، ولنرتب أوراقنا وخططنا وخطابنا وسياساتنا وإداراتنا ووزاراتنا وإعلامنا على هذا المحور، وليكن تاريخ الانتفاضة الأولى حاضرا في الذاكرة، تعالوا لنعترف بأننا فقدنا الهم الجمعي، وكشفتنا غزوات الغاز والمحروقات والطحين والسكر والكهرباء والمياه بشكل واضح .
▪️ نحن مجرمون بحق شعبنا… وجع ودم وخوف في قرى فلسطين، وخاصة: كفر مالك، دير دبوان، أم صفا ، بروقين، كفر الديك، ترمسعيا، برقة، حوارة ، بيتا ، اللبن الشرقية، دوما، قصرة، جالود، بورين، جيت، عوريف، عصيرة القبلية، أوصرين، البيرة، مردا، برقا، دير شرف، الغور، ومخيمات: نور الشمس، وطولكرم، وجنين، والفارعة.
▪️ للشهداء الرحمة، وللجرحى الشفاء، وللأسر المكلومة والمصابة القوة والصمود، وتقبلوا منا يا شعب كفر مالك كامل الاعتذار على عجزنا وفشلنا وتيه أمرنا.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90081