رواتب الموظفين.. حلم يصدم بواقع فشل السلطة وفسادها

رام الله – الشاهد| يعيش موظفو السلطة شعوراً بالظلم الممزوج بالحزن على ما آلت إليه أوضاعهم الاقتصادية، فحتى الرواتب التي كانت منقوصة باتت حلماً بعيد المنال، والسبب في ذلك كذب وفشل السلطة في القيام بدورها.
وقبيل عبد الأضحى، صرفت السلطة نحو ثلث الرواتب للموظفين، مع تعهدات بصرف. لقيتها بعد العيد، وها هو الاسبوع الرابع بعد انقضاء العيد ولا معلومات حول استكمال صرف الرواتب.
لكن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الفلسطينية هي أعمق وأخطر من مسألة تأخر الراتب أو عدم قدرة الحكومة على تقديم الراتب قبل العيد إذ أن المسألة في البعد الاستراتيجي هي أزمة تعبر عما هو أعمق، وتحديدا في طبيعة الحكم والإدارة والصراع مع الاحتلال.
ووفق الواقع الراهن فإن القرار النهائي لتاريخ ومبلغ رواتب موظفي السلطة الفلسطينية تقرره سلطات الاحتلال وليس السلطة الفلسطينية.
وفي الوقت الذي بالكاد تدفع الحكومة نسبة من رواتب موظفيها نتيجة لفشلها في تأمين فاتورة الرواتب كاملة، فقد كانت مستمرة في إنكار حاجتها لثورة إصلاح إداري ومالي في جانب التعيينات وإدارة الموظفين.
واستهجن الناشط برهان السعدي، غياب الحلول لدى السلطة تجاه أزمة الرواتب، وكتب معلقاً: “ماذا تعمل الحكومة امام ازمة الرواتب؟؟! إلى أين تريد إيصال مواطنيها وموظفيها؟؟.. لا شيء مقنع في إحراءاتكم.. هل هناك شيء تحت الجمر؟؟! .. هل تنتظرون ام تخططون؟؟؟!!! وماذا أو لماذا؟؟!!”.
وأضاف: “إن كانت سياسة احتلال أوقفوها وإن كانت سياستكم فلن تحصلوا غير الهلاك.. ونجد من يقول: لو اقتصرت الأزمة على الرواتب لاستوعبنا لكن فتحوا الباب مشرعا امام القوارض والأعاصير”.
أما الناشط مجدي حمامرة، فأشار إلى وجود حل سريع يوفر أموالاً تهدرها السلطة دون فائدة، وعلق بالقول: “اشوية تقليصات مالية من النثريات والممثليات والبعثات الدبلوماسية ؛ بتنحل نص أزمة الرواتب”.
أما الشاعر محمد داود، فرأى أن الأزمة تطال صغار الموظفين فقط، وعلق بالقول: “قضية الرواتب تقتصر على فئة الموظفين البسطاء والأسرى والشهداء ولكن أصحاب النفوذ والنثريات والسيارات الحكومية فهؤلاء يغردون خارج السرب الشعبي” .
ومنذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2021 تدفع السلطة رواتب منقوصة لموظفيها بذريعة وجود أزمة مالية، بينما تستمر في سياسة التوظيف في المستويات العليا، وآخرها توظيف عدد من السفراء ووكلاء الوزارات بعبء مالي إضافي.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90203