في الضفة.. المواطن بلا ذرة أمان والسلطة “أذن من طين وأذن من عجين”

في الضفة.. المواطن بلا ذرة أمان والسلطة “أذن من طين وأذن من عجين”

رام الله- الشاهد| يثير عدم اتخاذ السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية أي إجراءات حقيقية لمواجهة اعتداءات المستوطنين المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة انتقادات لاذعة في الشارع الفلسطيني.

وتجابه السلطة كل الدعوات إلى حماية المواطنين من انتهاكات المستوطنين المستمرة في الضفة بـ”أذن من طين وأذن من عجين”.

فقد كتبت الصحفية وفاء عاروري: “كل يوم قرية جديدة مستهدفة، فش أمان بالبلد، صرنا نخاف على حالنا نمشي بالشارع، نطلع على شغلنا، أو نطلع مشوار مع أولادنا ما نرجع”.

وغردت عاروري عبر حسابها في فيسبوك بدعوة السلطة الفلسطينية إلى عمل “أي خطوة حقيقية تحمي الناس”.

وأشارت إلى إطلاق مسؤولي السلطة كلاما مشابها لما يقوله المواطنون الذين لا يملكون القدرة على مواجهة المستوطنين، قائلة: “أقسم بالله نحن شعب يتيم! يعني لما كل مسؤول في البلد (يصدر) تصريحات مطابقة لحكي الناس العاديين، نحن كشعب ماذا استفدنا؟”.

وقالت: “والله نعرف أنه المستوطنين عصابات ونعرف أنهم قطعان ومافيات ومدججين بالسلاح وغير شرعيين، ويهاجمون الناس بحماية الجيش وبشراكة مع الجيش، طيب وبعدين!”.

وانتقدت عاروري اكتفاء السلطة بإحصاء الأضرار و”اللطم” وإطلاق التصريحات من قبيل “سنعوض وسنعزز” بعد وقوع “المصيبة”، مخاطبة مسؤولي السلطة: “عززوا صمود الناس مسبقا، شكلوا لجان حماية بالقرى، فعلوا قضية الحرب مع المستوطنين بالضفة بكل العالم”.

كما طالبت السلطة بتكليف سفاراتها بعرض صور “كفر مالك وسنجل والطيبة وكل القرى وهي تتعرض لهجمات المستوطنين”.

وأعربت عن تذمرها من سلوك السلطة تجاه اعتداءات المستوطنين، قائلة: “اعملوا أي شيء لكن لا تضلوا تحكوا وبس، شبعنا حكي أقسم بالله شبعنا حكي”.

وارتفعت اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية بنسبة تفوق 30% في النصف الأول من عام 2025، إذ وثق 414 اعتداء مقارنة بـ318 في الفترة نفسها من 2024.

الناشط في مقاومة الاستيطان جمال جمعة شارك عاروري ذات المشاعر والهموم بانتقاد ترك أجهزة أمن السلطة الفلسطينية المواطنين يواجهون مصيرهم لوحدهم أمام جرائم واعتداءات المستوطنين اليومية في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية.

وقال جمعة إن هجوم المستوطنين على قرية كفر مالك يؤسس لمرحلة اعتداءات أعنف من المستوطنين، وأن الرد عليها يجب أن يكون على مستوى خطورتها.

وأكد أن الخطورة بحاجة لاستراتيجية جديدة في التصدي بتنظيم المواطنين وتمكينهم من الدفاع عن أنفسهم، محملا المسؤولية إلى السلطة الفلسطينية التي نصّبت نفسها حامية للشعب الفلسطيني.

وذكر أن “اللجان الشعبية بصورتها القديمة لم تعد وسيلة ناجعة، ونحتاج لإعادة تشكيلها بما يضمن عدم ملاحقة المستوطنين وجيش الاحتلال لها”.

وتساءل جمعة: “لماذا لا توزع السلطة الفلسطينية القوى الأمنية على التجمعات الفلسطينية الأكثر عرضة للاستيطان بلباسهم المدني ليشكلوا لجان الحراسة ويدعموا أهالي القرى بصد هذه الاعتداءات؟”.

لكن، يواصل بأن التحرك الأكبر يجب أن يكون سياسيا، عبر اتخاذ موقف سياسي بقطع كل التنسيق مع الاحتلال، ومطالبة الدول العربية والدولية بالضغط على “إسرائيل” لوقف هذه الاعتداءات.

وناشد جمعة للعمل مع المجموعات والمؤسسات الدولية لمحاكمتها وملاحقتها لقيامها بجرائم حرب، ومطالبة العالم بمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها.

وختم: “هناك إمكانيات كثيرة لمواجهة هذه الاعتداءات ولكن لا توجد إرادة سياسية واضحة للخوض في أي منها من قِبَل السلطة الفلسطينية”.

إغلاق