انتصار أبو عمارة.. رئيسة دولة الفساد في السلطة الفلسطينية

انتصار أبو عمارة.. رئيسة دولة الفساد في السلطة الفلسطينية

رام الله-الشاهد| لا يمكن اعتبار ديوان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكأنه مؤسسة تنظم شؤون الرئاسة، بل هو وكر للفساد والتخريب تقف على رأسه انتصار أبو عمارة ، فمن هي هذه المرأة التي تهيمن على الديوان.

توصف انتصار وليد علي أبو عمارة (67 عامًا) بأنها الحاكم الفعلي للسلطة الفلسطينية، ورغم ذلك فإن اسمها نادرا ما يذكر في الإعلام أو يعرفه المواطن الفلسطيني.

ولدت أبو عمارة في قطاع غزة بتاريخ 20 مايو 1958، وانتمت إلى حركة فتح، وتطورت بالمواقع الوظيفية والصلاحيات في مكتب الرئيس خلال 15 عاما فقط لتصل إلى موقع الحاكم الفعلي للسلطة.

من هي انتصار أبو عمارة؟

بدأت سلسلة من الترقيات السريعة منذ تولى عباس منصبه كرئيس للسلطة عام 2005.

بتاريخ 7 يوليو 2005م عينت انتصار بمنصب مدير عام لمكتب رئيس السلطة بدرجة (A3)، ثم حصلت بتاريخ 1/1/2008 على ترقية لوكيل مساعد بدرجة (A2)، وبعد عامين أي بتاريخ 1/1/2010 تم ترقيتها الى وكيل بدرجة (A1).

عام 2015 تولت منصب قائم بأعمال رئيس ديوان الرئاسة، قبل أن تتولى رئاسة ديوان الرئاسة بتاريخ 4/8/2018 بدرجة وزير وما زالت في منصبها حتى الآن.

مسؤولون كبار في السلطة وحركة فتح وصفوا أبو عمارة بأنها كاتمة سر محمود عباس، والمتحكمة بالكثير من القرارات المؤثرة في مسار السلطة.

تورطت انتصار أبو عمارة في سرقات بالملايين من ميزانية الرئاسة التي تفوق بكثير ميزانية وزارات السلطة.

انتصار أبو عمارة ويكيبيديا 

تعد أحد 3 أشخاص يديرون عمليات سرقة أموال التبرعات ومن صناديق منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لحسابات شخصية.

ورغم ذلك، فإن القليل من حجم الفساد الخاص بأبو عمارة ذكر إعلاميا كتعيينها لزوج ابنتها للعمل في سفارة السلطة بكندا، مع العلم أن ابنتها تعمل في نفس السفارة.

يعرف عن انتصار أبو عمارة ابتزازها لرجال أعمال وأصحاب مصالح تجارية كبيرة في الضفة الغربية لقاء تسهيل قرارات لصالحهم في السلطة، واستخدامها لميزانية الرئاسة لشراء ممتلكات شخصية، بالتعاون مع المدير المالي للرئاسة محمود سلامة.

عائلة أبو عمارة ثبتت نفسها خلال وقت قياسي في مفاصل السلطة، عبر سلسلة وظائف لعدد من أفراد العائلة، بمشهد يكشف حجم الفساد والمحسوبية التي تضرب السلطة.

فقد استغلت انتصار أبو عمارة مديرة ديوان رئاسة السلطة منصبها وقربها من عباس لتوظيف أفراد عائلتها في مناصب مهمة.

فساد انتصار أبو عمارة

الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد عين سعيد أبو عمارة زوج انتصار في منصب محافظ برتبة وزير، بعد سنوات طويلة قضاها في السلك الدبلوماسي.

كما وظفت انتصار ابنتها منى برتبة مستشار أول في سفارة السلطة بنقوسيا عاصمة قبرص، وتمتعت بنفوذ وصلاحيات واسعة، قبل نقلها إلى كندا للعمل هناك ووظفت زوج منى؛ طارق شديد في السفارة.

واستخدمت أبو عمارة جهاز المخابرات العامة برئاسة ماجد فرج للترويج لابنتها منى، إذ نشطت صفحات وقنوات إعلامية لمخابرات السلطة للترويج لبطولات موهومة للسفيرة أبو عمارة.

وذهبت دعاية المخابرات للقول إن أبو عمارة تتعرض لملاحقة من جهاز الموساد الإسرائيلي لنشاطها وصوتها المؤثر ضد الاحتلال!.

انتصار أبو عمارة السيرة الذاتية

أبو عمارة تمتلك سجلاً حافلاً بالصراع مع شخصيات داخل فتح، وبعد استمالة القيادي المفصول من فتح محمد دحلان لياسر جاد الله مدير الدائرة السياسية بديوان الرئاسة، كشف الأخير بعض الخبايا المتعلقة بانتصار أبو عمارة.

وقال جاد الله إن كل الأموال الموجودة في وزارة المالية تحت مسمى دعم من الاتحاد الأوروبي والدول العربية يحول معظمها لديوان الرئاسة ثم لحسابات سرية لا يطلع عليها إلا ثلاثة أشخاص، هم عباس نفسه، وانتصار أبو عمارة، ومحمود سلامة”.

وأشار إلى أنه “عندما تدخل هذه الأموال لحسابات ديوان الرئاسة، تختفي فجأة وتذهب لحسابات سرية بأسماء وهمية، بينها أسماء أحفاد عباس”.

وقال: “عندما تريد أبو عمارة أو سلامة قطع المال عن ماجد فرج وزياد هب الريح، سيذهب الاثنان ليقبّلوا ايدين انتصار أبو عمارة وليس عباس، لأنه سيوافق على ما تقوله انتصار ومحمود أبو سلامة”.

وذكر جاد الله أن الفتنة في فلسطين تصدر من مكتب عباس، فمن يتلاعب بماجد فرج، وهب الريح، وزكريا مصلح، ونضال أبو دخان، وحازم عطا الله، هم انتصار ومحمود سلامة.

وقال: “ها هو توفيق الطيراوي يسمعني، أتحدى إذا كان أحدهم يستطيع أن يقول لانتصار أبو عمارة لا، أو يزعل محمود سلامة”.

جرائم انتصار أبو عمارة

ورفض القول إن عباس خرفن أو غير واعٍ لما يقوم بفعله.. يسرق على عين الشعب الفلسطيني.. هو يعرف أن الشعب منهك وضعيف.

وغادر جاد الله رام الله إلى بروكسل، وطلب اللجوء السياسي في بلجيكا وهي إحدى دول الاتحاد الأوروبي.

كما اتهمت سهى عرفات أرملة الرئيس الراحل ياسر عرفات، انتصار أبو عمارة بالوقوف خلف حملة التشويه التي طالتها عقب اعتذارها للإمارات عن احراق أعلامها في مسيرات غاضبة بالضفة الغربية.

فضيحة انتصار أبو عمارة

وقالت عرفات: “السلطة الفلسطينية شرعت بمضايقة أفراد عائلتي، وتم استدعاء شقيقها -السفير الفلسطيني في قبرص- للاستجواب في رام الله، بعد رفضه تنظيم أنشطة مناهضة للإمارات في مجمع السفارة”.

وبينت: “هل يريدون تدمير أسرة ياسر عرفات.. نحن أقوى منهم!”.

وحذرت أرملة عرفات “من أنه إذا واصل كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية حملتهم ضدها، فإنها ستعلن ما تعرفه عنهم من مذكرات عرفات. قائلة: “سأفتح أبواب الجحيم. يكفي أن انشر قليلا مما أعرفه، وسأحرقهم أمام الفلسطينيين”.

وقالت: “إن من تقود حملة التشهير ضدها هي مديرة مكتب عباس، انتصار أبو عمارة، التي أعطت التعليمات لتقديمها للناس على أنها خائنة”.

فضائح انتصار ابو عمارة

تقريرٌ آخر كشف عن أن موظفين في ديوان عباس الذي تتزعمه انتصار أبو عمارة ابتزُّوا أحد كبار المستثمرين للاستيلاء على أملاكه.

وأفادَ تقرير ائتلاف “أمان” بأنّ قضية تبييض تمور المستوطنات المستمرة منذ 3 سنوات، أخذت بالعام (2022) منحى تبدو فيه تصفية حسابات واستيلاء على أملاك أحد كبار المستثمرين بقطاع زراعة التمور وتسويقها”.

وشملت محاولات الاستيلاء على أراضٍ تصلح لزراعة التمور امتدت ابتزاز أحد كبار الملّاك الخاصين، وتهديده بجريمة تبييض تمور المستوطنات من أطراف نافذة لصالح شركة خاصة للتطوير العقاري، مملوكة لأشخاص نافذين مقرّبين من أشخاص بمكتب الرئيس بقيادة انتصار أبو عمارة.

وتم تعيين موظفين بديوان الرئاسة كخبراء ومدراء لجرد وإدارة أموال أحد كبار الملّاك، وهم مفوضون بالتوقيع عن شركة حاولت الاستحواذ على مصنعه بالتفاوض سابقًا.

انتصار ابو عمارة الدولة العميقة

وكشف مستشار مجلس إدارة ائتلاف “أمان”، عزمي الشعيبي، أن رئيسة ديوان الرئاسة انتصار أبو عمارة، هي من رفعت دعوى قضائية ضدهم، عقب نشرهم تحقيق “تبييض تمور المستوطنات”.

وأوضح الشعيبي أن السبب برفع أبو عمارة الدعوى اعتراضات سبق أن تقدم بها ائتلاف “أمان” ضد ترقيات حصلت عليها انتصار أبو عمارة.

وأشار الشعيبي أن السلطة لا تريد لأحد أن يفتح فمه، وذلك في تعليقه على استدعائه للتحقيق معه بقضية كشف فساد تمور المستوطنات والتي تورطت بها شخصيات في مكتب عباس.

وقال الشعيبي: “نحن مستعدون لتحمل مسؤولية ما كتبناه حول الفساد؛ لأننا نعمل وفق القانون، ويجدر بالجهات المختصة أن تشكرنا وليس أن تحقق معنا”

هذا بعض مما تكشف من فساد ابو عمارة، وهذا قضايا تستوجب المحاسبة الفورية، لكن وفي حال كحال السلطة التي يقف على رأسها كبير الفسدة محمود عباس، فإن الامل بالمحاسبة لا محل له من الإعراب، وحتى يتغير هذا الوضع فإن الفساد سينمو ويزدهر.

إغلاق