موفق مطر.. أقذر وجوه الدعاية السوداء في السلطة وفتح
رام الله- الشاهد| لا يكاد يُذكر اسم موفق مطر “الأطرش” دون أن يثير جدلًا في المشهدين السياسي والإعلامي، خاصة مع مواقفه المنسجمة تمامًا مع خطاب السلطة الفلسطينية وتحريضه المتواصل على المقاومة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولمع اسم موفق وهو درزي سوري الأصل، بأوساط حركة فتح والسلطة الفلسطينبة ليس من باب الكفاءة أو النضال، بل بتوظيف الإعلام لخدمة مشروع سياسي بات يُنظر إليه بأنه “وظيفي يخدم الاحتلال أكثر مما يعارضه”.
ويشتهر عضو ثوري فتح ومقرر اللجنة السياسية بالمجلس الوطني مطر بأنه صاحب تصريحات مريبة ومواقف معادية للشعب الفلسطيني ولنضاله من خلال مسار المقاومة.
من هو موفق مطر؟
موفق تركي مطر هو كاتب سوري من مواليد مدينة حماة السورية في 11 سبتمبر عام 1954، وعمل في الإعلام الموحد لمنظمة التحرير في تونس والسودان واليمن، واشتغل بعد عودته إلى قطاع غزة إثر توقيع اتفاق أوسلو مدرسًا للإعلام بجامعات غزة، ويعمل مسؤولا لإذاعة موطني في رام الله.
يشغل منصب عضو المجلس الثوري لحركة فتح منذ المؤتمر السادس في العام 2009، ويعمل بمفوضية الإعلام التابعة لها، ويستخدم عمله لنشر تصريحات معادية لخصوم فتح تصل حد البذاءة الوطنية والأخلاقية.
ولا يجد مطر بأسا بممارسة التسحيج لرئيس السلطة محمود عباس ومنطقه السياسي القائم على استجداء الحل السياسي مع الاحتلال، وتشويه صورة المقاومة، وهو ما يمثل جليا بتصريحاته الآخيرة.
ولم يكن لمطر نشاط سياسي معروف قبل انخراطه في جهاز الإعلام الرسمي للسلطة سوى اتقانه التسحيج الفاضح ليحظى بترقية غير مفهومة داخل الأطر التنظيمية الفتحاوية، وبدأ تقديم نفسه بوصفه “محللًا سياسيًا وقياديًا فتحاويًا”، رغم غياب أي سجل نضالي أو تنظيمي حقيقي يبرر هذا اللقب.
موفق مطر ويكيبيديا
جاء تقرّب موفق مطر من السلطة الفلسطينية وحركة فتح بمرحلة حساسة، إذ كانت قيادة السلطة الفلسطينية، عقب فشل مفاوضات كامب ديفيد عام 2000، تبحث عن أصوات إعلامية تمارس وظيفة التعبئة ضد المقاومة وتدافع عن خيار التسوية فلم يتأخر مطر في لعب هذا الدور القذر.
قدّم نفسه كصوت مدافع عن “الشرعية” ومهاجم لكل من ينتقد اتفاق أوسلو أو يرفض التنسيق الأمني.
وكان حضوره الإعلامي دائمًا محكومًا بمنطق الاصطفاف مع توجهات السلطة السياسية. فكلما اشتدت الانتقادات لعباس أو ظهرت مؤشرات على اتساع التأييد الشعبي للمقاومة، كان مطر يتصدر المشهد بكتاباته وتصريحاته الحادة، متهمًا خصوم السلطة بالخيانة والعمالة وتهديد المشروع الوطني.
لم يوفر موفق مطر مناسبة دون أن يهاجم فيها فصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، مستخدمًا خطابًا تخوينيًا يحمّل المقاومة مسؤولية ما يُسمى بـ”الانقسام الفلسطيني” والانهيار السياسي والاقتصادي في غزة.
فضيحة موفق مطر
واستغل منابره الإعلامية الرسمية كـ”صحيفة الحياة الجديدة” وموقع تلفزيون فلسطين التابع للسلطة، لممارسة هذا التحريض تحت غطاء “النقد السياسي”.
ولم يقتصر هجوم مطر على الأداء السياسي أو العسكري للمقاومة، بل طال رموزها وقادتها، كما في انتقاداته العنيفة المتكررة للشهيدين القادة يحيى السنوار ومحمد الضيف، واتهاماته للمقاومة بأنها “تجر الشعب الفلسطيني إلى الخراب”، في لغة تتماهى مع رواية الاحتلال، وتتهم المقاومة بجرائم العدوان بدلًا من تحميل الاحتلال مسؤولية المجازر والدمار.
ووصلت به الوقاحة السياسية، إلى اعتبار عمليات المقاومة في الضفة الغربية “خارج الإجماع الوطني”، متغاضيًا عن حجم الدعم الشعبي لهذه العمليات، ومتجاهلًا تصاعد الاستيطان والاقتحامات اليومية في ظل التنسيق الأمني.
موفق مطر هو أحد أبرز الأصوات التي لا تخجل من الدفاع عن اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي. ففي مقالاته، يقدّم “السلام” باعتباره الخيار الوحيد، ويهاجم من يرفضه بوصفه “مغامرًا” أو “مرتبطًا بأجندات خارجية”.
جرائم موفق مطر
يكتب مطر باستمرار عن ضرورة “التمسك بالشرعية الدولية”، متغاضيًا عن فشل أكثر من 3 عقود من المفاوضات في وقف الاستيطان أو تحقيق الحد الأدنى من الحقوق الوطنية.
أما التنسيق الأمني، الذي بات يُعدّ من أكثر القضايا إثارة للغضب الشعبي، فيراه مطر “مصلحة وطنية” و”ركيزة أساسية لحماية المشروع الوطني”، وهو خطاب يكشف حجم التشوه الذي أصاب الثقافة السياسية في أوساط بعض منتسبي السلطة.
ومن اللافت أن مطر كثيرًا ما يتجاهل جرائم الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، فيكتفي بالتنديد العام، ويخصص معظم مقالاته لشيطنة الفصائل التي ترد على هذه الجرائم، وكأن الدفاع عن النفس بات عبئًا على السلطة وأبواقها الإعلامية.
*عدو المقاومة وسحيج السلطة*
ينفذ موفق مطر دورًا وظيفيًا تخطى مجرد التحليل أو الرأي السياسي، إذ يلمع سياسات السلطة ويحاول شيطنة معارضيها. ومواقفه لا تعكس اجتهادًا فرديًا بقدر ما تمثل جزءًا من ماكينة دعائية تسعى إلى إبقاء الساحة الفلسطينية أسيرة خطاب سلطوي واحد، يُحرّم الاختلاف ويُخوّن المعارضين.
ويُعد امتدادًا لنمط من الإعلاميين الذين خسروا استقلاليتهم لصالح الولاء المطلق، وتحولوا إلى أبواق تمارس الإقصاء وتستبدل المعركة مع الاحتلال بمعارك داخلية ضد كل من يرفع شعار المقاومة أو يطالب بإصلاح السلطة.
فساد موفق مطر
وخلال حرب الإبادة على غزة، نشر موفق مطر مقالات عدة تضمنت تحريضًا مباشرًا على المقاومة، خاصة حركة حماس.
ففي مقال بعنوان “سطو رؤوس حماس بالتزامن مع جرائم حرب رؤوس إسرائيل”، اتهم مطر حماس بـ”السطو على دماء الشهداء” في مخيم جنين، معتبرا أن قادتها يفتقرون إلى “الضمائر” و”المشاعر الإنسانية”، مشبهًا إياهم بـ”رؤوس الإخوان المسلمين فرع فلسطين” الذين يسعون لتوظيف معاناة الشعب الفلسطيني لصالح أجندات خارجية .
وفي مقال آخر بعنوان “دور ساسة حماس للانقلاب على عسكرها”، هاجم قادة حماس، متهمًا إياهم بتقديم “الموت على قداسة النفس وحقها في الحياة”، وأن عملية “طوفان الأقصى” منحت الاحتلال الذريعة لتدمير قطاع غزة.
كما نشر مطر مقالًا بعنوان “لا نحارب بالوكالة”، هاجم فيه فصائل المقاومة التي تمتلك السلاح وتستخدمه –وفق مزاعمه- بحروب تخدم أجندات خارجية، متجاهلا كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عدوان شامل.
وأبانت المقالات أن موفق مطر يلجأ لمنصاته الإعلامية كأداة تحريض ضد المقاومة، وتوظيف معاناة الشعب لصالح أجندات حزبية، فيما يُبرر مواقف السلطة الفلسطينية وخياراتها السياسية بما بذلك العمالة للاحتلال.
تسحيج موفق مطر
ولا يمثل موفق مطر حالة فردية بقدر ما يجسّد ظاهرة بالمشهد الفلسطيني، عنوانها الإعلام الموجّه والمبرمج لخدمة نهج سياسي مفلس. فهو ليس صحفيًا حرًا ولا محللًا مستقلاً، بل موظف دعائي يكرر رواية السلطة ويجتهد في معاداة المقاومة أكثر من اجتهاده في مواجهة الاحتلال.
وفيما يتصل بالصراع الداخلي الذي يعصف بحركة فتح، فقد برع مطر في توزيع الاتهامات بالخيانة والفساد على خصوم عباس، رغم أنهم بذات نفس الاتجاه السياسي المفرط في حقوق الفلسطينيين، لكن افتراق المصالح جعل من مطر لسانا مسلطا عليهم.
وجاء في تصريح عن القياديين المفصولين من فتح محمد دحلان وناصر القدوة: “من فصلناهم خونة وعملاء وفاسدين ومجرمين، ولأن رئيسنا وقائدنا العام محمود عباس طاهر لا يمكن إلا أن تكون فتح طاهرة”.
كما ساق مطر اتهامات لدحلان حملت معاني الإهانة له، بوصفه “خادم لدى أمير عربي في الإمارات، ورجل تستخدمه دول عربية وإقليمية”.
ولم يقف مطر عند هذا الحد، بل امتدت قذاراته للنيل من صواريخ المقامة خلال العدوان على غزة في العام 2021، بوصف صاروخ أصاب منزلًا في تل أبيب المحتلة ودمره بالكامل بـ”اللقيط”، ليكون بذلك قد استعار لسان جيش الاحتلال وأصبح بوقا ناطقا باسمه.
موفق مطر بوق للاحتلال
كما يبرر جرائم أجهزة أمن السلطة بحق المواطنين، وخاصة قمع الحريات والملاحقة السياسية وتعداه الى تبرير جريمة اغتيال المعارض السياسي نزار بنات وتمجيد سلوك الأجهزة الأمنية التي ارتكبت هذه الجريمة البشعة.
وقال مطر في تصريح إن: “الرئيس والنظام والأجهزة الأمنية مش ملطشة، وهناك من يستغل الأحداث لأجندته، والتخوين والفوضى والعبث بالنظام ليس تعبيراً ولا حرية رأي”.
الجمهور الفلسطيني يرد في كل مرة على بذاءات موفق مطر، ومنها ما قال إن “تدمير الدولة الوطنية في الوطن العربي بدأ في فلسطين عندما ساعد أرئيل شارون حركة حماس في السيطرة على غزة”.
وكانت التعليقات تمثل بمجملها درسًا قاسيًا في الوطنية قدم لمطر الذي اعتبره البعض أنه لا يفقه شيئاً في السياسة وأن ما يحركه الأحقاد السياسية والفشل الذي تعيشه فتح ومنظمة التحرير منذ سنوات طويلة.
وفي ظل تنامي الغضب الشعبي من أداء السلطة، فإن مواقف مطر تبدو أكثر عزلة من أي وقت مضى، ويظل اسمه شاهدًا على ارتهان بعض الأقلام الفلسطينية لصالح مشروع التسوية والانبطاح، في وقت يواصل فيه الشعب الفلسطيني تقديم التضحيات دفاعًا عن الأرض والكرامة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90403