وسط صمت أصحاب مشروع أوسلو.. هل نحن أمام مجزرة وشيكة بالضفة؟

رام الله – الشاهد| ما يجري في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر ليس مجرد تصعيد عابر، بل هو مقدمة لمجزرة محتملة بحق المواطنين الفلسطينيين. المستوطنون، تحت حماية جيش الاحتلال، ينفذون هجمات منظمة تمتد من شمال الضفة إلى جنوبها، دون أي اعتبار لتصنيفات المناطق (أ، ب، ج). لم تعد هناك “مناطق محرّمة” أمامهم، وكل الأرض الفلسطينية أصبحت مستباحة.
الأمر يعيد إلى الأذهان ما جرى عام 1948، حين بدأت العصابات الصهيونية بتنفيذ عمليات تطهير عرقي بحق الفلسطينيين، وهي ذات الأنماط التي نراها اليوم تتكرر في الضفة الغربية، لكن هذه المرة تحت غطاء “شرعي” يوفره الاحتلال.
ما يثير الدهشة ليس فقط حجم الجرائم، بل صمت أصحاب مشروع أوسلو، الذين يكتفون ببيانات الشجب والاستنكار، وكأنهم خارج الزمن، لا يمتلكون الإرادة أو القدرة على حماية شعبهم. هذه البيانات لا تُطعم جائعًا، ولا تُوقف مستوطنًا، ولا تُعيد شهيدًا.
للأسف، كل المؤشرات تدل على أن هناك برنامجًا مدروسًا للترحيل القسري لسكان الضفة، خاصة في المناطق التي تمثل رموزًا للمقاومة مثل مخيم جنين وطولكرم، واللافت أنهما أصبحا خارج أولويات السلطة الفلسطينية سياسيًا وأمنيًا.
المستوطنون اليوم لا يكتفون بالهجوم على الفلسطينيين، بل باتوا يهاجمون شرطة الاحتلال نفسها، ما يدل على أنهم تحولوا إلى قوة منفلتة، تنفذ أجندة واضحة لتفريغ الأرض من أصحابها الأصليين.
ما جرى في بلدة كفر مالك مؤخرًا هو رسالة واضحة. من لا يقرأها، أو يتجاهلها، فهو إما غافل أو متواطئ. أعداد المستوطنين التي كانت بالعشرات، باتت تُقاس بالمئات في كل هجوم، يُحرقون، ينهبون، ويقتلون دون خوف من محاسبة.
بصراحة، أتمنى أن أكون مخطئًا في تقديري، لكن ما يجري اليوم هو إشارة خطيرة على ما قد يكون تمهيدًا لنكبة جديدة في الضفة الغربية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=90423