التنسيق الأمني.. فيروس حل بالسلطة فأحالها خادمة للاحتلال وسيفا على رقبة المقاومة

التنسيق الأمني.. فيروس حل بالسلطة فأحالها خادمة للاحتلال وسيفا على رقبة المقاومة

رام الله – الشاهد| مع اندلاع انتفاضة الأقصى مطلع الالفية الجديدة، كانت الضفة الغربية تمثل خزان الثورة الكبير الذي تستند اليه القضية الفلسطينية في معاقبة الاحتلال على جرائمه، لكنها اليوم تئن تحت وطأة التنسيق الأمني الذي حرمها من مصدر قوتها وهي المقاومة.

 

ومنذ ان اجتاح الاحتلال الضفة في العام 2002، تأكد لقادته ان السيطرة على شباب الضفة لن يكون ممكنا عبر الاقتحام المتكرر وحده، ولكن من خلال تنصيب أجهزة امنية تدين بالولاء للاحتلال وتئد أي محاولة لإحياء المقاومة في مهدها.

 

واليوم، تعيش القضية الفلسطينية مرحلة دقيقة وخطيرة، بعد ان استراح الاحتلال من مئونة ملاحقة المقاومة بالضفة وأسندها للسلطة، تكاد حلقات التنسيق المني الضيقة جدا على رقبة الضفة تخنقها، رغم وجود اشارت بأنه يمكن استعادة النفس المقاوم بشرط كنس السلطة وأجهزتها الامنية.

 

وجاء العدوان على غزة لكي يشكل اختبارا لدى امكانية تحرر الضفة من اغلال التنسيق لامني، فتخرج المسيرات في الشوارع، ويتظاهر الطلاب في جامعاتهم، وبين لحظة واخرى تحدث عمليات إطلاق نار تجاه الاحتلال.

 

وكتب الناشط زياد ابحيص، معلقا على ما يجري من أحداث وإمكانية استنهاض المقاومة بالضفة، وعلق قائلا: "هذه المواجهة تأتي في سياق منع تأسيس معادلة ردع جديدة تقوم على مراكز مقاومة تفلت من قبضة التنسيق الأمني في مخيم جنين والبلدة القديمة لنابلس؛ ومنع تصفية هذه المراكز من خلال التهديد بالاشتباك من قلعة المقاومة في قطاع غزة".

 

أما الخبير القانوني ورئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي، فدعا السلطة الى نبذ التنسيق الأمني والالتفات لمصالح الشعب الفلسطيني في تعظيم المقاومة ومواجهة الاحتلال.

 

وكتب معلقا: "على السلطة ان تتخذ ردا سياسي وان كان غير مأمول بدون ضغط شعبي في الضفة وكافة التجمعات، وذلك عبر التحلل من كل التزامات أوسلو وقف التنسيق الأمني وكل العلاقات مع دولة الاحتلال وسحب الاعتراف بها".

 

وأضاف: "كما يجب استعادة الوحدة وإعادة بناء كل مؤسسات النظام السياسي وخاصة منظمة التحرير على أسس الشراكة والديمقراطية، وتدويل الصراع وتفعيل مسارات المحاسبة والمقاطعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وتعظيم الاشتباك الشعبي والقانوني والدبلوماسي والاعلامي في كل الساحات مع الاحتلال الذي لا يدرك إلا لغة انتزاع الحقوق".

 

أما الناشط محمود بهيج، فأكد أن إصرار السلطة على التنسيق هو أصل كل المصائب، وعلق قائلا: "لولا التنسيق الأمني المقدس، لأنشغل العدو بحرب العصابات في الضفة، ولا استطاع أن يستفرد بغزة، وتقوم السلطة بتزويد العدو في هذه اللحظات بمعلومات عن المقاومين في الضفة، وعلى أصوات القصف في غزة، هذه سلطة لحد ليس إلا".

 

مطالبات شعبية

هذه المطالبات للسلطة امتدت الى فعاليات شعبية، حيث نظمت الحركة الطلابية في جامعة بيرزيت، اليوم السبت 6/8/2022، وقفة مناصرة للمقاومة في غزة، وذلك تزامناً مع عدوان الاحتلال المتواصل، حيث طالبوا السلطة ببذل موقف حقيقي لإسناد غزة في محنتها.

وشهد الوقفة مشاركة حاشدة من الطلبة، الذين عبّروا عن غضبهم تجاه جرائم الاحتلال المتكررة بحق الشعب الفلسطينية، مشددين على تضامنهم المطلق مع المقاومة بكل أذرعها وفي جميع أماكن تواجدها ورفضهم لتقاعس السلطة ودوائرها الرسمية عن مساندة غزة.

 

وتوجه المشاركون في الوقفة إلى نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، تلبيةً لدعوات بضرورة إشعال المواجهة مع الاحتلال بالضفة لإسناد غزة ونصرتها.

 

وطالبوا بدعم المقاومة في كافة ساحات فلسطين، وذلك في أعقاب عدوان الاحتلال على غزة، والذي أدى إلى استشهاد 12 فلسطينياً في غارات جوية متفرقة على القطاع.

 

إغلاق