بعد أن أصابته بالشلل.. الجريح “عبد الفتاح”: السلطة نكث وعدها لي بالعلاج

بعد أن أصابته بالشلل.. الجريح “عبد الفتاح”: السلطة نكث وعدها لي بالعلاج

رام الله – الشاهد| قبل ثلاث سنوات، لم يكن الشاب أنس عبد الفتاح من مدينة نابلس يدرك أن لحظة واحدة ستغيّر مجرى حياته إلى الأبد، حين أصيب برصاص أجهزة الأمن الفلسطينية خلال أحداث شهدتها المدينة إثر اعتقال الأخيرة للمطارد مصعب اشتيه وما رافق ذلك من أحداث احتجاجية عمت المدينة.

منذ ذلك الحين، يخوض أنس رحلة طويلة مع الألم والعجز، بين مستشفيات ووعودٍ رسميةٍ لم تجد طريقها إلى التنفيذ. واليوم، بعد مرور أعوام على إصابته، لا يزال جسده يئن تحت وطأة الجراح، فيما تتبدد وعود العلاج والتكفل بحالته في دهاليز النسيان، ليبقى مثالًا صارخًا على معاناة الجرحى الذين تُركوا بلا رعاية ولا إنصاف.

صعوبة حالة أنس الصحية أجبرته ولأول مرة للخروج عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك لتوجيه مناشدة إلى أصحاب القرار والضامنين بضرورة الوفاء بوعودهم التكفل بعلاجه كاملا.

وقال عبد الفتاح في رسالة المناشدة التي أطلقها:” لم أعتد أن أُظهر ضعفي أو ألمي للعامة، فقد علمتني التجارب أن الصبر هو سلاح الجريح، وأن الكرامة لا تُشترى، ولكنني اليوم، وبعد ثلاث سنوات من الألم والمعاناة، أجد نفسي مضطرًا أن أضع الحقيقة أمام الجميع.

ويسرد عبد الفتاح تفاصيل الواقعة التي الزمته الفراش منذ ثلاثة أعوام قائلاً:” قبل ثلاث سنوات، تعرضت لإصابة مباشرة ومتعمدة برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية، ما أدى إلى شلل نصفي، وكانت إصابتي بالغة الخطورة، استعدت نقلي للعلاج في المشافي التركية، وخضعت منذ ذلك الوقت لأكثر من ستٍ وعشرين عملية جراحية تركت في جسدي ونفسي ندوبًا عميقة لا تمحى.

وذكر عبد الفتاح بان السلطة تعهدت ومعها وجهاء من البلد – بالتكفل بعلاجي الكامل، إلا أن هذا الوعد لم يُنفذ، وغادرت فلسطين بسبب ضعف الإمكانيات الطبية بحثًا عن علاج في الخارج، لكنني تفاجأت برفض السلطة تحمل مسؤوليتها، بل قامت بمنع معاش الجريح عني الذي يُصرف عادةً لكل مصاب.

وأردف: “ورغم أن بعض الأيادي البيضاء امتدت لمساعدتي، إلا أن ظروفي الصحية الصعبة وتكاليف العلاج الباهظة جعلت الاستمرار في ذلك صعبا حاولت في الأردن إيجاد كفلاء لعلاجي، وقد وُجدوا بالفعل، لكنهم انسحبوا بعد أيام قليلة تحت التهديد المباشر من قبل السلطة، حيث قيل لهم صراحة: أنس لازم يضل يعاني”.

وكشف عبد الفتاح عن حاجته إلى عدة عمليات جراحية عاجلة لإنقاذ حياته، لكنه عاجزا عن تحمل تكاليفها أو إيجاد جهة تتبناها في ظل المنع والتضييق المفروض عليه على حد قوله.

إغلاق