أسلحة وتدريبات وأموال.. الاحتلال يسعى لدعم السلطة منعًا لانهيارها

أسلحة وتدريبات وأموال.. الاحتلال يسعى لدعم السلطة منعًا لانهيارها

الضفة الغربية- الشاهد| كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرس الحد من أنشطته في الضفة الغربية لمحاولة منع انهيار السلطة الفلسطينية في ضوء زيادة قوة المسلحين وضعف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

 

وتشير الصحيفة، إلى هذه الخطوة مخطط لها من قبله للإدارة الأميركية على وجه التحديد على خلفية المساعي في واشنطن لتهدئة الخواطر وضخ المزيد من الأموال لصالح السلطة.

 

ويوصي بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة، وتجنب الاحتكاكات العنيفة غير الضرورية، وفي رأيهم، هذه الخطوة الأهم لتعزيز السلطة ونشاطها.

 

ولم تستبعد إسرائيل منح تصاريح نقل أسلحة وذخائر إضافية لأجهزة السلطة، بهدف تعزيز قوتها ضد الجماعات المسلحة، كما ظهرت فكرة إنشاء قوة فلسطينية خاصة، مدربة ومجهزة بشكل أفضل، لإرسالها للتعامل مع النشطاء المسلحين من حماس والجهاد.

 

ويقولُ كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أنه لا بديل أمام إسرائيل سوى خيارين، مساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة المسؤولية الأمنية في مدن شمال الضفة الغربية، أو الوقوف متفرجين ومراقبة انهيار السلطة بطريقة قد تجبر إسرائيل على الدخول للضفة من أجل سد الفراغ الذي ينشأ.

 

وبحسب التفسير الإسرائيلي فإن ضعف حكم السلطة لا ينبع فقط من سلوك الخلايا المسلحة، ولكن أيضًا بسبب التدهور التدريجي في أداء السلطة والذي يتأثر أيضًا بموقف إسرائيل منها، والتي لم تتصرف منذ عام 2005 – 2006 بحزم لتجديد العملية السياسية، ولم تحرص على إعادة بسط سلطة السلطة الفلسطينية.

 

ووفقًا للصحيفة، فإنه خلال لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين تم تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الواقع الحالي، وطلب كبار المسؤولين في السلطة بتقليص نشاطات جيش الاحتلال في شمال الضفة والسماح لقواتها بالعمل مكانها على الأرض قريبًا، وأن هذا النموذج نجح سابقًا.

 

في المشاورات على رأس القوى الأمنية الإسرائيلية، كانت هناك أيضًا توصيات للسماح مرة أخرى للسلطة بمزيد من المجال للعمل في شمال الضفة الغربية، وتحفيزها على التحرك على أساس أن السلطة تعتبر حماس والجهاد الإسلامي، "أعداء رئيسيين" وتحاولان الاستفادة من حالة الفراغ الناشئ في الميدان للتأثير على الخلايا المسلحة المحلية للوقوف إلى جانب الحركتين، وتعزيز السيطرة على شمال الضفة الغربية. بحسب ما ذكرت الصحيفة.

 

وأشارت إلى أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، ناقشوا مؤخرًا خطوات إضافية لتحسين قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفي الآونة الأخيرة، كان هناك تدريب عسكري لأفراد الأمن الفلسطيني في الأردن، بتوجيه من الولايات المتحدة.

 

انهيار السلطة

أدت تصريحات أمين سر اللجنة التنفيذي لمنظمة التحرير حسين الشيخ بأن انهيار السلطة سيجعل وضع الفلسطينيين أسوأ حالا، الى اثارة الغضب الممزوج بالسخرية لدى المواطنين والنشطاء، حيث رأوا فيها محاولة للخداع والكذب المفضوح.

 

وأكد المواطنون في تعليقاتهم على فيسبوك أن فريق السلطة الذي يضم الشيخ هو رأس كل بلاء يلحق بالشعب الفلسطيني، مشيرين الى أن الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية هي الأسوأ على الاطلاق.

وتأتي تصريحات الشيخ في سياق تقدم نفسه كخليفة محتل لرئيس السلطة محمود عباس، حيث ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن عباس وضع الشيخ كخليفة محتمل لهن وهو أمر مقبول لدى الاحتلال، مشيرة على أن صحة عباس بعد أن بلغ 87 عامًا لم تعد كما كانت سابقًا.

 

من جانبه قال المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات أن المقاومة والتصعيد في الضفة مستمران مع اقتراب انتخابات الاحتلال الإسرائيلي.

 

وأكد أن المقاومة تشتدُ في ظل غيابِ أي أفقٍ سياسي وفقدان الثقة بمشروع "أوسلو" والقائمين عليه.

 

وندّد "عبيدات" في منشورٍ له عبر فيس بوك بالفاسدين واللصوص وتجار الوطن في إشارة إلى السلطة وقياداتها التي دمّرت الشعب الفلسطيني بقضايا الفساد والإدارة الفاشلة.

وتشهدُ الضفة حالةً من الغليان المقاوم تجاه الاحتلالِ الإسرائيلي حيث تصاعدت عملياتُ إطلاق النار تجاه قوات الاحتلال في أنحاءٍ عديدةٍ.

 

وفي الوقت الذي تتواصل فيه جرائمُ الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ما زالت السلطة تواصلُ التنسيق الأمني مع الاحتلال وتحاول كبح جماح المقاومة المتصاعدة.

إغلاق