12:58 pm 14 سبتمبر 2022

الأخبار انتهاكات السلطة

هذا هو دور السلطة الجديد بالضفة والذي يتعدّى التنسيق الأمني مع الاحتلال

هذا هو دور السلطة الجديد بالضفة والذي يتعدّى التنسيق الأمني مع الاحتلال

الضفة الغربية- الشاهد| قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ماجد العاروري إن التصريحات الاسرائيلية المتلاحقة بشأن تصاعد الاحداث في شمال الضفة الغربية تدفع باتجاه دور جديد للسلطة الفلسطينية يتعدى قواعد لعبة التنسيق الامني المتعارف عليها بين الطرفين منذ عام ١٩٩٣.

 

وعن الدور الجديد أكد أن الاحتلال يدفع السلطة الى مواجهة مباشرة مع الناس والناشطين في شمال الضفة، ينقل الصراع كاملا الى الطرف الفلسطيني، وذلك تحت شعار تمكين وتقوية السلطة لدفعها لخوض المعركة نيابة عن الاحتلال.

 

وأضاف "العاروري" خلال منشورٍ له عبر "فيس بوك" " وهذا فيه تهديد حقيقي لوظائف السلطة واي دور وطني تقوم به، ويحولها الى حركة انعزالية على غرار حركة الانعزاليين في لبنان خلال وجود الثورة الفلسطينية في لبنان".

 

وطالب السلطة بإبداء موقفًا واضحًا وعلنيًا تجاه الدوري الجديد داعيًا إياها للعودة إلى أحضان الشعب من خلال انتخاباتٍ عامة تفرز قيادة سياسية جديدة ملتحمة مع الناس وقادرة على حل قضاياهم الداخلية.

 

وتابع "العاروري" " فالتحريض الآن على اوجه لتغيير دور السلطة، وبالمناسبة سينجم عن الدور الجديد المرسوم لها تغيير في بنيتها القيادية وفي مقدمة ذلك انهاء الحياة السياسية للرئيس عباس، واستبداله بقياده جديده قادرة على تقمص الدور الجديد المطلوب من السلطة".

 

التنسيق الأمني.. أداةٌ لحمايةِ الاحتلالِ

قال الناشط والكاتب السياسي د. غسان حمدان إن التنسيق الأمني الذي ارتفعت وتيرته في الفترة الراهنة مثّل جوهر الاتفاقية والقضية الأساسية حيث تحولت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، أداة لحماية أمن الاحتلال وأصبحت "بلا قرار".

 

وأكد "حمدان" في تصريحاتٍ صحفيةٍ، أن التنسيق الأمني قيّد قدرة القوى والفصائل الوطنية على مقاومة الاحتلال بشتى الطرق، عدا عن أنه أوقف الحركة الوطنية وأدى لحدوث الانقسام السياسي الفلسطيني، مضيفًا "أصبحنا في وضع حرج والمجتمع منقسم وهذا أضعف قدرتنا على مواجهة الاحتلال".

وشدد "حمدان"  إلى أن "التأثيرات التي أنتجتها "أوسلو" قاتلة للقضية الفلسطينية وتطورها وحقوق الشعب الفلسطيني، إذ إن (إسرائيل) أصبحت لا تلتزم إلا بما يتوافق مع مصالحها".

 

ويعتقد أن وجود السلطة هي مصلحة عربية ودولية وإسرائيلية، ولا أحد يُعنى بانهيارها، متابعًا "طبيعة وجود ودور السلطة في الوقت الراهن هو بحاجة إلى نقاش عميق وتفاهمات من كل القوى الوطنية والسياسية".

 

أسلحة وأموال وتدريبات

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يدرس الحد من أنشطته في الضفة الغربية لمحاولة منع انهيار السلطة الفلسطينية في ضوء زيادة قوة المسلحين وضعف الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.

 

وتشير الصحيفة، إلى هذه الخطوة مخطط لها من قبله للإدارة الأميركية على وجه التحديد على خلفية المساعي في واشنطن لتهدئة الخواطر وضخ المزيد من الأموال لصالح السلطة.

 

ويوصي بعض المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين بتعزيز التنسيق الأمني مع السلطة، وتجنب الاحتكاكات العنيفة غير الضرورية، وفي رأيهم، هذه الخطوة الأهم لتعزيز السلطة ونشاطها.

ولم تستبعد إسرائيل منح تصاريح نقل أسلحة وذخائر إضافية لأجهزة السلطة، بهدف تعزيز قوتها ضد الجماعات المسلحة، كما ظهرت فكرة إنشاء قوة فلسطينية خاصة، مدربة ومجهزة بشكل أفضل، لإرسالها للتعامل مع النشطاء المسلحين من حماس والجهاد.

 

ويقولُ كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، أنه لا بديل أمام إسرائيل سوى خيارين، مساعدة السلطة الفلسطينية على استعادة المسؤولية الأمنية في مدن شمال الضفة الغربية، أو الوقوف متفرجين ومراقبة انهيار السلطة بطريقة قد تجبر إسرائيل على الدخول للضفة من أجل سد الفراغ الذي ينشأ.

 

وبحسب التفسير الإسرائيلي فإن ضعف حكم السلطة لا ينبع فقط من سلوك الخلايا المسلحة، ولكن أيضًا بسبب التدهور التدريجي في أداء السلطة والذي يتأثر أيضًا بموقف إسرائيل منها، والتي لم تتصرف منذ عام 2005 - 2006 بحزم لتجديد العملية السياسية، ولم تحرص على إعادة بسط سلطة السلطة الفلسطينية.

 

ووفقًا للصحيفة، فإنه خلال لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين تم تبادل الاتهامات بالمسؤولية عن الواقع الحالي، وطلب كبار المسؤولين في السلطة بتقليص نشاطات جيش الاحتلال في شمال الضفة والسماح لقواتها بالعمل مكانها على الأرض قريبًا، وأن هذا النموذج نجح سابقًا.

 

في المشاورات على رأس القوى الأمنية الإسرائيلية، كانت هناك أيضًا توصيات للسماح مرة أخرى للسلطة بمزيد من المجال للعمل في شمال الضفة الغربية، وتحفيزها على التحرك على أساس أن السلطة تعتبر حماس والجهاد الإسلامي، "أعداء رئيسيين" وتحاولان الاستفادة من حالة الفراغ الناشئ في الميدان للتأثير على الخلايا المسلحة المحلية للوقوف إلى جانب الحركتين، وتعزيز السيطرة على شمال الضفة الغربية. بحسب ما ذكرت الصحيفة.

 

وأشارت إلى أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والولايات المتحدة، ناقشوا مؤخرًا خطوات إضافية لتحسين قدرة الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفي الآونة الأخيرة، كان هناك تدريب عسكري لأفراد الأمن الفلسطيني في الأردن، بتوجيه من الولايات المتحدة.

 

وتشهدُ الضفة حالةً من الغليان المقاوم تجاه الاحتلالِ الإسرائيلي حيث تصاعدت عملياتُ إطلاق النار تجاه قوات الاحتلال في أنحاءٍ عديدةٍ.

 

وفي الوقت الذي تتواصل فيه جرائمُ الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ما زالت السلطة تواصلُ التنسيق الأمني مع الاحتلال وتحاول كبح جماح المقاومة المتصاعدة.

مواضيع ذات صلة