ميدل ايست: المقاومة بمخيم جنين كابوس للاحتلال والسلطة ويعملان معا لإنهائه

ميدل ايست: المقاومة بمخيم جنين كابوس للاحتلال والسلطة ويعملان معا لإنهائه

رام الله – الشاهد| قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن وجود المقاومين المسلحين في مخيم جنين يشكل كابوسا للاحتلال وأجهزة السلطة على حد سواء، لافتا الى أن الطرفان يعملان بكل قوة من أجل إنهاء أي مظاهر مسلحة داخل المخيم.

 

وقال الموقع في تقرير أعده من داخل المخيم، إن "حالة من التوتر سادت المخيم مؤخرا نجمت عن حملة التفتيش المشتركة التي نفتها إسرائيل والسلطة الفلسطينية؛ بحثا عما يتراوح ما بين خمسة وعشرين وثلاثين شاباً شاركوا في عمليات المقاومة".

 

وأجرى الموقع مقابلة مع أحد المسلحين المطلوبين للاحتلال والسلطة من مخيم جنين، وهو شاب في أوائل العشرينيات من العمر، ولم يغادر المخيم منذ أن داهمت وحدة من القوات الخاصة الإسرائيلية مقر عمله على مشارف المدينة بحثا عنه في العام الماضي.

 

وتنقل عنه أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من ضباط مخابرات الاحتلال قبل ستة شهور هددوه فيه إذا لم يسلم نفسه، ويقول: "تعلم المخابرات أنني لن أسلم نفسي وأنني لن أستسلم. كما أنني لن أمنحهم الفرصة لإلقاء القبض علي، ولهذا فقد حصرت نفسي داخل المخيم ولم أغادره منذ ذلك الوقت".

 

وأشار الى المسلحين يتحصنون داخل المخيم، بينما تتكثف جهود السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" لمطاردتهم وإلقاء القبض عليهم، بينما يتزايد الإحباط من السلطة الفلسطينية التي يتهمها أهل المخيم باستخدام القوة المفرطة وسوء المعاملة لإحكام قبضتها على المخيم وإبقائه تحت السيطرة.

 

عمل مشترك

ويؤكد المسلح كما نقل عنه الموقع ان الاحتلال يطلق على المقاومة داخل المخيم وصف عش الدبابير، بينما وصفتها السلطة الفلسطينية بالفوضى والفلتان، ولا شيء أكثر من خارجين على القانون ويرى أن هذا الخطاب المقصود منه هو مطاردة وتصيد المقاتلين داخل المخيم وقتلهم.

 

ونبه التقرير إلى تصريحات رئيس أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، قبل أسابيع، التي زعم فيها أن "إسرائيل كانت على وشك شن عملية واسعة النطاق في جنين قبل ثلاثة أشهر، ولكنهم استدعوا السلطة الفلسطينية للعمل".

 

وأشار الى أن أجهزة السلطة نفذت بالفعل عمليات قمع أمنية خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، وشملت إجراءاتها إلقاء القبض على عدد من سكان المخيم وتوجيه التهديدات والاستدعاءات لآخرين، وهذا زاد من سخط سكان المخيم ومحافظة جنين تجاه السلطة الفلسطينية.

 

وينقل الموقع عن مسلح آخر قوله إن المقاتلين، مازالوا مطاردين، وهذا ما يعزز الاعتقاد لديهم بأن اجتياحا إسرائيليا كبيرا بات وشيكا، بالنظر إلى إخفاق السلطة الفلسطينية في فرض السيطرة على المخيم حتى الآن.

 

ويشير الى أن الضغوط على المقاومين تزداد لتسليم أسلحتهم، لكنهم لا يثقون بأن حياتهم لن تكون في خطر، أو أنهم لن يتعرضوا للتعذيب فيما لو تعاونوا مع قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية".

 

وينقل الموقع عن القيادي في حركة الجهاد بسام السعدي، قوله إن إسرائيل تستخدم السلطة الفلسطينية لإخماد المقاومة في جنين، وهي تستهدف إحداث صراع داخلي وسفكا للدماء

 

كما يشير التقرير الى أن وتيرة السخط ضد السلطة الفلسطينية ارتفعت منذ تشرين الثاني الماضي، بعد أن أثارت جنازة حاشدة لزعيم حماس وصفي قبها، الذي توفي بسبب تداعيات الإصابة بفيروس كورونا، حفيظة السلطة في رام الله، بدا كما لو أن إعادة تشكيل في صفوف الأجهزة الأمنية أفضى إلى قمع المشاركين في الجنازة، وخاصة أولئك الذين جاؤوا مسلحين.

 

تعاون مع السلطة

وكشفت القناة "12" العبرية، النقاب عن كواليس الحملة الأمنية التي شنتها أجهزة السلطة على مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية قبل عدة أسابيع.

 

وقالت القناة "12" نقلاً عن رئيس أركان جيش الاحتلال "أفيف كوخافي" خلال أحاديث في الغرف المغلقة، إن الجيش تراجع عن شن حملة عسكرية واسعة النطاق على جنين قبل عدة أسابيع.

 

وكشف "كوخافي" أن جيش الاحتلال كان على وشك تنفيذ عملية عسكرية ضد المسلحين في جنين إلا أن الأمن الفلسطيني تعهد بتنفيذ هكذا حملة.

 

وأضاف كوخافي أن جيش الاحتلال حرّض الأمن الفلسطيني للقيام بحملة عسكرية داخل مدينة جنين ومخيمها مع ازدياد المظاهر المسلحة حيث قامت تلك الأجهزة بحملة واسعة النطاق في جنين واعتقلت نشطاء وصادرت أسلحة.

 

فيما اعتبر "كوخافي" ما حصل أحد ثمار التنسيق الأمني الوثيق بين الجانبين في الآونة الأخيرة والتي توجت بلقاء رئيس السلطة محمود عباس، ووزير الجيش بيني غانتس في منزل الأخير قبل أيام.

 

وتنقل القناة عن "كوخافي" قوله إنّ إسرائيل "حفّزت أجهزة السلطة الأمنية، عبر التنسيق الأمني المستمرّ، وهم في نهاية المطاف من دخل إلى جنين وعملوا ضد "المنظمات الإرهابية" هناك. صادروا وسائل قتالية، واعتقلوا ناشطين كثيرين".

 

إغلاق