اشتية يذرف دموع التماسيح على شهداء نابلس.. ويده ملطخة بدمائهم

اشتية يذرف دموع التماسيح على شهداء نابلس.. ويده ملطخة بدمائهم

رام الله – الشاهد| بدلا من الاعتذار عن تورط السلطة وأجهزتها الأمنية في ملاحقة شهداء نابلس الثلاثة الذين اغتالهم الاحتلال، يستمر رئيس حكومة فتح محمد اشتية في الكذب على المواطنين عبر الزعم بأنه يريد العمل على تحرير فلسطين من الاحتلال.

 

هذه الكذب المستمر تفوه به اشتية خلال مشاركته في بيت عزاء أحد شهداء نابلس، حينما وقف امام المعزين قائلا: "إحنا هون لا عشان كرافات، ولا عشان بدلات، احنا هون عشان وطن لازم يتحرر من الاستعمار".

 

وتفاعل المواطنون والنشطاء مع حديث اشتية، حيث وصفوا ما تفوه به بأنه كذب مفضوح، وطالبوه بوقف ملاحقة المواطنين والنشطاء والمقاومين قبل ان يتحدث عن مقاومة الاحتلال، ودعوا الى اعتبار السلطة شريكا اساسيا في جريمة اغتيال شهداء نابلس.

 

وكتب المواطن أحمد محمد، ساخرا من حديث اشتية عن التحرير ومقاومة الاحتلال في حضرة الشهداء، وعلق قائلا: "سعادة الدكتور كان من الاجدر بكم ان تحموهم عندما كانو مطاردين ومهددين بالاغتيال كان ما وصلنا للعزا".

 

 

أما المواطن عماد عمرو، فأكد أن حديث اشتية لا يعفيه من المسئولية التي تقع عليه من جريمة اغتيال الشهداء، وعلق قائلا: "لن تغفر لكم هذه الزياره تورطكم يا دولة رئيس الوزراء في الجريمه الشعب اليوم على وعي كامل بمن انتم".

 

 

أما المواطن ابراهيم عاشور، فأشار الى ان أجهزة السلطة كانت تلاحق الشهداء قبل اغتيالهم، ووجه حديثه لاشتية قائلا: "عليهم رحمة الله وللعلم الشهداء كانو معتقلين بسجن أريحا يا دكتور محمد".

 

 

أما المواطن خالد ابريوش، فربط بين حديث اشتية الكاذب عن الشهداء والمقاومة وبين مسارعة قادة السلطة لعقد لقاءات مع قادة الاحتلال، وعلق قائلا: "اليوم في بيوت الشهداء وغدا في بيت وزير الحرب في إسرائيل… واسلخوا وطنية على الشعب".

 

 

أما المواطن وائل جرادات، فأكد أن تحرير فلسطين لا يمكن أن يمر عبر فريق اشتية الذي فرط في الحقوق ولاحق المقاومين، وعلق قائلا: "اذا بدنا نركن على اشكالك وحاشيتك عمرنا ما بنحلم في وطن ولا بنتحرر".

 

 

أما المواطن زياد خليل، فصب جام غضبه على اشتية واصفا إياه بأنه نجاسة لحقت بمحافظة نابلس حينما زارها، وعلق قائلا: "لعنة الله عليك نجسة محافظة نابلس بعد ما رويت وتشرفت بدماء الشهداء".

 

 

اما المواطن نضال بسيس، فوجه حديثه لاشتية بالتوقف عن ملاحق المقاوم الرابع الذي كان مستهدفا بالاغتيال، وعلق قائلا: "انتا شكلك بدور على المطلوب الرابع، السؤال الكبير من الذي قتلهم؟، هل هو الاسرائيلي أم الذي سهل له وامده بالمعلومة ونسق معه وافتخر بالتنسيق، بصراحة نحن شعب يعرف ولكنه يحرف".

 

 

أما المواطن وليد وليد ابو العبد، فوصف حديث اشتية بأنه كذب يراد منه التنفيس عن الناس والاستمرار في خدمة الاحتلال، وعلق قائلا: "كلكم كدابين، انتم هون عشان تعرفو جوعو وتسرقو الشعب وتنفد قرارات الصهيونية".

 

 

اما المواطنة الهام ام داهود، فاتهمت السلطة بأنها ترعى العملاء والجواسيس بدلا من مواجهة الاحتلال، وعلقت قائلة: "وين الامان وين السلطة وين السهر على امن المواطن ولك افهم زرعتواا العملاء بينا".

 

ملاحقة الشهداء

وكانت عائلات شهداء نابلس محمد الدخيل وأدهم مبروكة، قالت إن أجهزة السلطة شاركت في ملاحقة أبنائهم الشهداء قبل اغتيالهم، حيث تمثلت الملاحقة في الاعتقال والتعذيب بشكل وحشي.

 

 وأكد المواطن رائد الدخيل والد الشهيد محمد أن نجله لما ملاحقا من جيش الاحتلال فحسب، بل لاحقته أجهزة السلطة منذ نحو عامين عندما اعتقل لديها بتهمة إلقاء عبوة ناسفة باتجاه برج عسكري إسرائيلي في جبل جرزيم بمدينة نابلس. حينها، تعرض الدخيل للضرب والشبْح (أي وقوف أو جلوس المعتقل في أوضاع مؤلمة لفترة طويلة).

 

وأشار الى أن نجله وبعد خروجه، ازداد إصراره على مقاومة الاحتلال، حيث انضم إلى ما بات يعرف بخلية نابلس التي ضمت شباناً في مقتبل العمر، كانوا يحاولون إحياء "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح المسلح لحركة "فتح"، التي أعلنت السلطة الفلسطينية عن حلّها وتسليم عناصرها أسلحتهم في عام 2007.

 

وكانت خلايا مقاومة عدة قد ظهرت في نابلس وجنين والخليل، ونفذت عمليات مسلحة ضد أهداف لجيش الاحتلال والمستوطنين، ما جعلها في دائرة الاستهداف الإسرائيلي الذي تمكن من قتل واعتقال أفرادها، فيما اعتقلت السلطة آخرين، لا يزالون في سجونها منذ سنوات.

 

وبرغم أن شهداء نابلس الثلاثة محمد الدخيل وادهم مبروكة واشرف المبسلط كانوا ينتمون ظاهرياً إلى "فتح"، إلا أنهم تعارضوا معها فكرياً، خصوصاً في ما يتعلق بالعمل المقاوم ضد الاحتلال، مما جعلهم عرضة للملاحقة من أجهزة السلطة التي اعتقلت الدخيل ومبروكة، الذي أمضى نحو عامين في سجون السلطة، وتعرض هو أيضاً للتعذيب الشديد.

 

ويأتي هذا الاغتيال في وقت أكدت فيه مصادر محلية مقربة من الشهيدين الدخيل ومبروكة، بأنهما لم يتلقيا أي دعم أو حماية من أي جهة، وأن محمد الدخيل باع بندقيته مرّة، واشترى أخرى بثمن أقل، ليوفر بعض المال للخلية التي ينتمي إليها.

 

وكان الشهيدان دخلا في صدام مع أجهزة السلطة التي اعتدت على جنازة الشهيد جميل الكيّال، الذي اغتالته قوات الاحتلال في نابلس يوم 13 ديسمبر الماضي، فقام افراد السلطة بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز باتجاه المشيّعين، فرد المسلحون على ذلك، ما زاد من الهوة بين الطرفين.

 

الاعتقال والملاحقة نالت أيضا من الشهيد مبروكة، لكن بصورة أشد، خصوصاً على صعيد ملاحقته واعتقاله لدى أجهزة السلطة بتهمة حيازة السلاح غير المرخص ومعاداة سياسات السلطة. وبعد الإفراج عنه من قبل أجهزة السلطة، لاحقه الاحتلال الإسرائيلي، واعتقله أيضاً لاحقاً.

 

وحول ذلك، تقول والدة الشهيد مبروكة إن نجلها تأذى كثيراً من السلطة، حيث حبسوه وعذبوه، رغم أنه لم يكن يعتبرهم أعداء له، وكان يقول لها دائماً إن عدوه هو الاحتلال، وبالفعل فقد وجه نيرانه باتجاهه.

 

وتشير العائلة الى أن نجلها الشهيد أمضى ثلاث سنوات في سجون الاحتلال، ومثلها في سجون السلطة، وعاش بكتف مخلوعة نتيجة التعذيب الى ان تم اغتياله مع رفيقيه في حي المخفية في نابلس قبل أيام.

إغلاق