دراسة: الدبلوماسية الرقمية للسلطة فشلت في مواجهة التطبيع العربي مع الاحتلال

دراسة: الدبلوماسية الرقمية للسلطة فشلت في مواجهة التطبيع العربي مع الاحتلال

الضفة الغربية – الشاهد| أظهرت دراسة فلسطينية جديدة صادرة عن معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية، حالة الضعف التي تمر بها الدبلوماسية الرقمية التابعة لوزارة الخارجية في حكومة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية، والتي فشلت في التصدي أو على الأقل في عرقلة تطبيع العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية.

الدراسة التي أعدها الباحث أحمد أبو عامر، أوضحت أن حالة التطبيع العربي الحاصلة مع الاحتلال الإسرائيلي لم تكن وليدة اللحظة، بل شاركت فيها عوامل مختلفة أنتجت هذه الاتفاقيات، التي ستظل محل جدلٍ فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتقاطعاتها الإسلامية والقومية والوطنية.

وأشارت إلى أن التحدي الأكبر يكمن في ضعف الدبلوماسية الرقمية التابعة للسلطة من ناحية الإمكانات وفلسفة العمل، ويلاحظ ذلك من خلال المنصات الرسمية التابعة لوزارة خارجية في حكومة اشتية.

وأوصت الدراسة بضرورة تطوير الخطاب الرسمي للسلطة والسياسة الخارجية لتواجه التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية، ومواكبة المؤسسات الرسمية الفلسطينية للتطورات التي أحدثتها التقنيات الحديثة للاستفادة منها في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، والترويج للسياسة الخارجية الفلسطينية، بالإضافة إلى إعداد دليل بحسابات وزارة الخارجية والسفراء والقناصل الفلسطينيين على المنصات الرقمية.

لتحميل وتصفح الدراسة

اضغط هنا

عباس في أحضان التطبيع

السلطة التي أظهرت انزعاجها من تطبيع بعض الدول الخليجية، سرعان من عادت إلى أحضانها، فقد زار عباس الامارات بعد انقطاع لسنوات معزياً في رئيس دولة الإمارات الراحل خليفة بن زايد في مايو الماضي.

عباس اصطحب معه آنذاك كلًا من وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، واللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات، والمستشار مجدي الخالدي، أراد استغلال وفاة خليفة بن زايد للعودة إلى أحضان دول التطبيع أملاً في الحصول على الدعم المالي.

الإمارات وجراء تلك القطعية ومهاجمة السلطة لها عبر وسائل الإعلام، أوقفت دعمها المباشرة للسلطة، فيما قلصت دول خليجية أخرى من دعمها المالي، الأمر الذي أدخل السلطة في أزمة مالية تعاني منها إلى اليوم.

واعتبر بعض المتابعين على الساحة الفلسطينية أن عباس أراد استغلال مراسم العزاء في رئيس دولة الإمارات لمحاولة إصلاح العلاقة معها والطلب منها استئناف الدعم المالي.

وسبق أن زار في أكتوبر الماضي، عدد من الشخصيات البارزة في السلطة وحركة فتح المعرض التطبيعي في الإمارات، وكان في مقدمتهم ماجد فرج وجبريل الرجوب وحسين الشيخ، والتقوا حاكم دبي محمد بن راشد.

تطبيع حلال

وفي موقف متناقض ويعكس الانتهازية والمتاجرة بالقضية الفلسطينية، اجتمعت شخصيات مقربة من رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس مع شخصيات إسرائيلية في مدينة رام الله، خلال الأشهر الماضية للتباحث في "حل الدولتين".

اللقاء الذي جاء بعد مرور عامين بالضبط على إدانة السلطة لتطبيع بعض الأنظمة الخليجية مع الاحتلال، حضره مستشارو عباس، وفي مقدمتهم محمود الهباش، ونبيل أبو ردينة ومسؤول ملف التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، بينما تكون الوفد الاسرائيلي من 15 شخصية إسرائيلية، وضم يوسي بيلين، ودوف حنين، ويونا ياهف، وطلب الصانع، وعنات ماور، وأوفير باينز.

وهاجمت السلطة آنذاك الدول الخليجية المطبعة وتخلت عن رئاسة الجامعة العربية احتجاجاً على فشل الجامعة في إصدار بيان يدين التطبيع الخليجي، إلا أنها عادت وتراجعت بعد أيام قليلة لتعيد علاقاتها مع الاحتلال وتصمت عن مهاجمة الدول الخليجية.

إغلاق