الأسعار ملتهبة والرواتب منقوصة.. الموظفون يعيشون أزمة تخنق حياتهم

الأسعار ملتهبة والرواتب منقوصة.. الموظفون يعيشون أزمة تخنق حياتهم

رام الله – الشاهد| يوما بعد يوم يزداد التضخم وارتفاع الأسعار التي تلهب ظهر المواطنين، ومعها تزداد رواتب الموظفين انخفاضا في قيمتها، وهو الأمر الذي وضعهم في دوامة لتحصيل لقمة عيش كريمة.

وحاول الموظفون من خلال الاضرابات أن يضغطوا على الحكومة لتحسين أوضاعهم المعيشية، في ظل صرف رواتبهم منقوصة وغلاء واضح في معظم أسعار المواد الأساسية، لكن مساعيهم لم تفلح حتى اللحظة في تحقيق تقدم واضح، وبات واضحا أنهم بانتظار صعوبات جديدة على صعيد الأوضاع المالية.

وكشفت دراسة ميدانية حول الرواتب ومدى قدرتها على سد الاحتياجات وحول متوسط إنفاق الأسرة الفلسطينية وخطوط الفقر، أن معدلات المصاريف الشهرية للمواطنين تحتاج في المتوسط إلى 5 آلاف شيكل في الشهر لتغطية الاحتياجات الأساسية.

ويشار الى أن متوسط إنفاق الأسرة الفلسطينية شهريا قبل 6 سنوات كان يصل فقط الى نحو935 ديناراً، بينما كان أن متوسط الرقم في العام 2010 يصل لقرابة 2000 شيكل لسد الاحتياجات الشهرية الأساسية.

وقد جاءت هذه الأرقام ومعدلات الصرف الشهرية للأسر في ظل الارتفاعات المتتالية على أسعار المواد الغذائية والمحروقات في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب الشكوى من ارتفاع تكاليف المواصلات العمومية في الضفة الغربية، فضلا عن ارتفاع إيجارات المنازل خصوصا في رام الله والبيرة.

وتفاعل المواطنون مع قضية انخفاض القيمة الشرائية للرواتب، حيث تنوعت التعليقات بين استعراض للواقع الصعب الذي يحياه المواطنون، وبين السخرية من وعود التنمية التي تلقتها السلطة بين الحين والآخر.

وكتب المواطن محمد الخطيب، ساخرا من انهيار قيمة الرواتب التي تصرفها الحكومة، وعلق قائلا: “الخير كتير ..بس النفس الي تصرف…المهم الحكومة تكون مرتاحة ههه”.

أما المواطنة رشا عماد، فأشارت الى أن الرواتب لم تعد تكفي للحاجات الاساسية، وعلقت بالقول: “من اول يوم بروح وطول الشهر مديونية. الحمد الله رب العالمين”.

أما المواطنة سوزان أبو رموز، فخرت من سؤال حول ما يتبقى من راتبها، وعلقت قائلة: “الباقي.. عيب هاد السؤال أصلا.. احنا اللي بناخده باليمين بندفعه بالشمال بنفس يوم الراتب”.

أما المواطن اياد بيطار، فأشار الى أن الرواتب لا تكاد تكفي نصف الشهر، وعلق قائلا: “الحمدلله على كل حال بشرفك كنك بتمزح ليش بعد ١٥ الشهر بكون ضايل اشي كنك بتقيسنا عاى اولي الامر له عدة مصادر للدخل”.

أما المواطن وسيم ابو مرعي، فعبر عن غضبه من استمرار حكومة محمد اشتية في صرف رواتب الموظفين منقوصة، وعلق قائلا: “الشكوى ل غير الله مذله يا عالم حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم اللي كانوا سبب في اقتصاص الراتب”.

أما المواطن علاء جواريش، فأكد أن انخفاض قيمة الرواتب أصبح أداة ضغط كبيرة على حياة المواطنين، وعلق قائلا: “ما في حد مكفيه راتبه في ظل هالغلاء الفاحش وليعلم ذلك جماعة الدمار الاجتماعي”.

أما المواطنة آيات عجارمة، فاشتكت من صعوبات الحياة في ظل الأزمات المالية للجميع بما يهم الموظفين، وعلقت بقولها: “كل الناس عايفة حالها هالايام خصوصاً موظف حكومي.. بسسس اللي بده يعيش بده يتعب ويشتغل ويطلع طول الاسبوع من بيته شغل وتنين.. الحياة صعبة وبدها يلي بيقدر يدير اموره ما يكون موظف حكومي بقضي هالست ساعات وبتروح تنام بدارك وتقضيها تعيط طول الشهر هاد الراتب زمان كان يكفي هلا مستحيل.. واهم شي ربنا يطرح البركة”.

ارتفاع الأسعار

وترتفع بشكل مستمر أسعار المواد الأساسية، أظهرت بيانات رسمية صادرة عن جهاز الإحصاء الفلسطيني أن الرقم القياسي العام لأسعار المنتج سجل ارتفاعاً نسبته 1.95% خلال شهر آب 2023 مقارنة مع شهر تموز 2023، حيث بلغ الرقم القياسي العام 109.64 خلال شهر آب 2023 مقارنة بـ 107.55 خلال شهر تموز 2023 مقارنة بسنة الأساس 2019.

ونتيجة لغياب الرقابة وضعف الاقتصاد، سجل الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المستهلكة محلياً من الإنتاج المحلي ارتفاعاً نسبته 2.04%، حيث بلغ الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المستهلكة محلياً 109.69 خلال شهر آب 2023 مقارنة ﺒ 107.50 خلال شهر تموز 2023.

كما سجل الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المصدرة من الإنتاج المحلي ارتفاعاً نسبته 1.07%، حيث بلغ الرقم القياسي لأسعار المنتج للسلع المصدرة من الإنتاج المحلي 109.17 خلال شهر آب 2023 مقارنة بـ 108.01 خلال شهر تموز 2023 (سنة الأساس 2019 = 100).

وسجلت أسعار منتجات صناعة التعدين واستغلال المحاجر ارتفاعاً نسبته 9.45% خلال شهر آب 2023 مقارنة بشهر تموز 2023، والتي تشكل أهميتها النسبية 1.41% من سلة المنتج.

إغلاق