إضراب الضفة نصرة لغزة.. حق تُريد السلطة به باطل

إضراب الضفة نصرة لغزة.. حق تُريد السلطة به باطل

رام الله – الشاهد| تكشف الوقائع الميدانية من الضفة الغربية أن ما تنفذه السلطة الفلسطينية من تضامن مع قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ أيام، عبارة عن “حق يراد به باطل”.

ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى، عمل جهاز المخابرات العامة برئاسة ماجد فرج على تنفيذ إضرابات شاملة في الضفة الغربية ومنع دوام المدارس وأمر الجامعات بتحويل الدوام إلى الكتروني.

وسعت السلطة من خلال أذرعها المختلفة إلى تبريد حالة الغضب الشعبي الكبير في صفوف المواطنين جراء الاحتلال وعملت كحارس أمني لأهدافه ومواقعه ومستوطنيه الذين يقتلون أبناء شعبنا ليل نهار.

الصحفي جعفر صدقة كتب أن الإضراب المقرون بشل تام للمواصلات العامة في الضفة الغربية هو عبارة عن “كلمة حق يراد بها باطل”.

وكتب صدفة عبر “فيسبوك” أن الإضراب ليس له إلا هدف واحد: حبس الناس في بيوتهم وشل فعلهم وكبت غضبهم . ومن يعترض يقال له “أوف أنت ما بدك نتضامن مع غزة؟”.

وقال: “علي النعمة اللي فكر بهيك تخريجة انجس من اللي سرق الفتلة من السراج”.

نجاسة متكررة

وضعت السلطة الفلسطينية نفسها مع بدء المقاومة في قطاع غزة عملية “طوفان الأقصى” فجر يوم السبت الماضي في خندق “إسرائيل” ومارست دورها كحارس شخصي لحمايتها، رغم تلوم قادتها أمام الإعلام ودعمهم لمقاومة شعبنا.

رأس الهرم في السلطة وجد نفسه في ورطة كبرى مع انطلاق أكبر عملية ضد “إسرائيل” منذ حرب أكتوبر عام 2023، وبدء خطة متدرجة لتكبيل مواطني الضفة الغربية عن أي فعل فدائي مساند.

وراح لتبريد أي فعاليات شعبية ضد الاحتلال بإعلان إضراب هدفها إماتة أي هبة أو ثورة متوقعة وأغلق المدارس الحكومية و”أونروا” وحول دوام الجامعات للإلكتروني لتنفذ ما نص عليه اتفاق أوسلو

قيادة السلطة التي تتفاخر بالتنسيق الأمني واعتقال المقاومين لم تكتف بخذلان غزة والصمت على جرائم الاحتلال بالضفة والقدس، بل راحت تقمع بكل قوة من يشارك في دعم غزة أو ينصر حرائر الأقصى.

لكن هذه الإجراءات والخطط قوبلت برفض شعبي كبير بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، ووضعت الشارع على صفيح ساخن يغلي ضد السلطة التي تكره تحقيق أي إنجاز للمقاومة والتي تصفنها كعدو والاحتلال كصديق.

آخر مواقف السلطة المخزية، هو محاولة منع أي مسيرة داعمة لغزة وتفريقها بالقوة ومثالا الاعتداء على مسيرة دعت إليها مجموعات عرين الأسود في نابلس للخروج بأول أيام حرب “طوفان الأقصى” لقطع الطرق على جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه.

أجهزة السلطة فرقت بالقوة المسيرة، في مشهد عبثي يؤكد أنه لا أمل فيها؛ بعدما استحوذ عليها الشيطان ودفع بها إلى الفحشاء مع الاحتلال؛ لدرجة أنها باتت وكيلا عنه لقمع الفلسطينيين واعتقال المقاومين!.

لكن العجيب أن عدوان أجهزة السلطة وإجراءاتها تزامنت مع حديث رئيس السلطة محمود عباس أن من حق الشعب الفلسطيني الدفاع عن نفسه، لكن الشعب حين تحرك وجد أجهزة السلطة تقمعه!.

ورويدا رويدا وعلى مدار السنوات التي تلت أوسلو تحولت السلطة إلى سمسار؛ وتتعامل مع القضية الوطنية بمنطق التجار لا بقيم المقاومين.

كسر قيود السلطة

 ورغم كل ذلك نجح شباب الضفة بكسر قيود السلطة وأجهزتها الأمنية لمنع أي ثورة إسنادًا لأي ثورة ضد “إسرائيل” بتنفيذ سلسلة عمليات متتابعة ضد أهداف عسكرية لها.

ولم تمنع الخطة التي يطبقها مدير المخابرات العامة ماجد فرج بتعليمات من رأس الهرم في السلطة، الشباب من الانتفاض ضد حواجز الاحتلال العسكرية واقتحامها ومحاولة دهس عدد منهم.

ومنذ يوم أمس، لم تتوقف العمليات ضد أهداف الاحتلال بالضفة وخاصة إطلاق النار دعمًا وإسنادا لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي هجمي منذ 3 أيام وانتصار لحرائر المسجد الأقصى.

وكان آخر هذه العمليات، هو دخول فدائي من الخليل بجرافة كبيرة على حاجز عسكري قرب مستوطنة كريات أربع في مدينة الخليل ومحاولة دهس الجنود الإسرائيليين.

وقدمت الضفة الغربية 13 شهيدًا وأكثر من 80 جريحًا خلال مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال على كافة محاورها وطرقها وشوارعها.

خطة ماجد فرج

وتواجه الأجهزة الأمنية للسلطة صعوبات كبيرة في منع أي حراك أو هبة إسنادًا لقطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي، ونصرة للمسجد الأقصى، إذ أن الشارع بالضفة على صفيح ساخن.

وكشفت مصادر أمنية لموقع “الشاهد” عن أن رئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج أبلغ رأس الهرم في السلطة أن صعوبات بالغة تواجههم في قمع أي حراك أو هبة نصرة لغزة.

وأشارت إلى أن هناك آلاف المعلومات وصلت المخابرات عن فعاليات شعبية ونية شبان تنفيذ عمليات فدائية فردية ضد أهداف إسرائيلية على طرق ومفترقات وحواجز الضفة.

وذكرت المصادر أن فرج وصلته قرارات صارمة ومعه وزير الداخلية زياد هب الريح لفض أي تجمع قد ينتج عنه أي حراك مناصر لغزة واستخدام القوة ضدها.

وبينت أن السلطة تدرجت بتنفيذ خطتها عبر استباق أي خطوة من الشارع الفلسطيني وقواه وفصائله دعمًا لغزة ونصرة للأقصى وانتقامًا لحرائره اللائي تعرضن لانتهاكات جسيمة.

وأشارت المصادر إلى أمرت بإضراب عام يشمل المدراس كافة حدادًا على شهداء غزة لمنع أي تحرك في شوارع الضفة، ثم وجهت الجامعات لتحويل الدوام إلى الكتروني.

وأوضحت أن هذه الخطة التي جاءت بتعليمات وأوامر أمريكية تلقاها رئيس السلطة محمود عباس، تهدف لإماتة أي حراك في الشارع ضد الاحتلال الإسرائيلي ومواقعه العسكرية.

ونبهت المصادر إلى أن الشارع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين يغلي على صفيح ساخن مع تصاعد جرائم الاحتلال وبطولات المقاومة في غزة ويتوق لمهاجمة الاحتلال ومستوطنيه.

أوامر أمريكية

وقبل ساعات، تلقى عباس أوامرًا أمريكية لمنع أي تحركات ميدانية بالضفة قد تشكل خطرًا على جيش الاحتلال ومستوطنيه.

الأوامر كانت من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اتصال هاتفي بينهما، مع دعوات متصاعدة لجماهير الضفة بالتحرك والاشتباك مع جيش الاحتلال بكل نقاط المواجهة.

ودعا بلينكن في مكالمته مع عباس لإدانة عملية طوفان الأقصى، وطالبه بمواصلة وتعزيز الخطوات لاستعادة الهدوء في الضفة الغربية.

يشار إلى أن الدعوات الشبابية والفصائلية للمواطنين تصاعدت للمشاركة في إشعال نقاط المواجهة مع جيش الاحتلال على طول الضفة الغربية.

تتزامن مع تصاعد العدوان على قطاع غزة، الذي يخوض معركة “طوفان الأقصى” لليوم الثاني على التوالي.

وكذلك على وقع دعوات لتشكيل لجان حماية في القرى القريبة من مستوطنات الاحتلال، التي شهدت خلال الساعات الماضية هجمات للمستوطنين.

مواقف هزيلة

عباس ذاته ظهر في موقف هزيل وضعيف وقال إن التصعيد الذي تشهده المنطقة اليوم سببه الرئيس هو انسداد الأفق السياسي.

وأضاف رغم مرور ساعات طويلة على العدوان: “أشدد على ضرورة توفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا الأعزل الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي دموي”.

واعتاد عباس على تجاهل أي عدوان على شعبنا في حين يعزي باستمرار عائلة أي قتيل إسرائيلي.

 

إغلاق