اعتداء السلطة على ابن الزبيدي.. مخيم جنين الهدف

اعتداء السلطة على ابن الزبيدي.. مخيم جنين الهدف

الضفة الغربية-الشاهد| حملة أمنية بدأتها أجهزة السلطة في جنين ومخيمها، تنفيذا لتعليمات الاحتلال الذي يمثل المخيم شوكة في حلقه، خاصة مع زيادة نشاط المسلحين من الفصائل المختلفة.

وتحاول السلطة وأجهزتها بوأد هذا النشاط المتزايد باستهداف النشطاء بالاعتقال والملاحقة، والجديد فإن السلطة تتبع نهجاً جديداً بالمس برموز المخيم ونهجهم كما حدث مؤخراً مع نجل الأسير زكريا الزبيدي مساء أمس بالاعتداء عليه رغم رمزية والده.

هذا الاستهداف يعتبر وإن كان عنوانه نجل الأسير الزبيدي الذي كان أحد أبطال عملية نفق الحرية وانتزاع الحرية المؤقت من سجن جلبوع، إلا أن الهدف منه هو المخيم وجنين بشكل عام.

لكن المخيم أبى أن يكون لقمة سائغة في فم السلطة، التي أعطاها درساً وقلب السحر على الساحر باستهداف مقر المقاطعة في جنين منذ لحظة اعتقال ابن الزبيدي وأرضختها بالإفراج عنه.

تتويج للعنف

ومنذ حادثة مقتل الناشط نزار بنات والضفة الغربية على فوهة بركان، لا تهدأ، ما يجعل المشهد منقسما على نفسه مفرزا آلاف المشاهد، وكلها يتوجها العنف والقلوب المليئة بالضغينة على تصرفات السلطة التي فاقت الحد المعقول والتوقع.

وكانت السلطة وقادة أجهزتها الأمنية أصدرت قراراً بنقل ضابط المخابرات سيء السمعة عدنان أبو عيشة من الخليل إلى مدينة جنين، في خطوة تهدف منها لملاحقة عناصر المقاومة من جانب وإشغال المواطنين في الخلافات والفوضى من جانب آخر.

واتهم أهالي الخليل الضابط أبو عيشة بأنه المحرك الرئيسي للفتان والفوضى في المدينة، والتي خسرت عدد كبير من أبنائها جراء ذلك الفتان، فيما تصدرت المدينة قائمة المدن الفلسطينية في حالات القتل والفوضى.

وحذر أهالي مخيم جنين أبو عيشة في رسالة موحدة نشرتها العديد من الصفحات على منصات التواصل الاجتماعي: "يجب أن يعلم عدنان أبو عيشة ابن جهاز المخابرات أن أبناء مخيم جنين لن يرحموك ولن يتركوك تعيث في المخيم فساداً".

انتهاك للحريات

الكاتب والمحلل السياسي فتحي بوزيه يقول "إن ما يجري اليوم هو امتهان لكرامة الفلسطيني ولا يصلح الحال إلا بأن يسمح للجميع بالتعبير عن وجهة نظره دون عنف أو ضرب، وهذا الحادث الذي حصل بالأمس مدان بكل لغات الدنيا ونحن كفلسطينيين كسرت عظامنا على الصخر بالصخر فيجب أن يخرج من تفكيرنا وعقلنا وأخلاقنا هذا النوع من العدوان والاعتداء الوحشي على أي شبل أو طفل من أبناء شعبنا".

http://shahed.cc/news/5661

ويلفت بوزيه إلى أن الضفة اليوم تعيش واقع تحت احتلال، ولا يمكن القبول أن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة دولة بوليسية، ويجب أن تكون دولة تحترم الرأي الأخر وحرية الفرد وحقوق الانسان لكيلا يتم هدم الشاب الفلسطيني القوي الذي كان قادرا على المواجهة والاستمرار والمقاومة طوال السنوات الماضية.

في جنين تحديدا هناك توترات فرضها المشهد منذ هروب زكريا الزبيدي ثم اعتقاله ووصولا لجنازة الشيخ وصفي قبها، وما حدث من أعمال عنف تعرض لها المشيعون على يد قوات الأمن التابعة للسلطة.

وفي الفترة ذاتها، أجرت قيادة أجهزة السلطة حركة تنقّلات لقادة الأجهزة الأمنية في محافظة جنين، في محاولة للسيطرة على حالة المقاومة في المدينة، وتخوفا من عاصفة تأت من مخيم جنين كالمعتاد، حيث القلوب والعقول التي يصعب تغيرها وكسرها.

فقدان السيطرة

وحول ما يدور في جنين أوضح الصحفي عماد أبو عواد يقول:" القصة ليست قصة ابن زكريا وانما نهج زكريا الزبيدي، والسلطة تسعى إلى إعادة ضبط المخيم وتحويله لما يجب أن يكون من وجهة نظرها، وهي تغير في قياداتها الأمنية في جنين بين الوقت والآخر لأن كل قيادة يصعب عليها ضبط أهالي جنين بما يتناسب مع أهداف السلطة.

ويرى أبو عواد أن المشهد يقول إن السلطة تريد قمع كل حراك يقترب من المقاومة ويمس بأمن إسرائيل، وهو الذي جعل السلطة تفقد السيطرة على تصرفاتها وتنتهج نهجا على غرار ما فعلته مع محمد الزبيدي.

http://shahed.cc/news/4657

هذا الخوف الذي يظهر في سلوك السلطة أفقدها السيطرة على طريقة تصرفها كما يقول أبو عواد، وخوف أخر من الضغط الإسرائيلي، وهي تقع في المنتصف بين خوفين، مضيفا:" لذلك بتنا نرى بوضوح أن السلطة ذاهبة بعيدا في هذا الملف وتحمل نوايا سيئة تجاه جنين تحديداً".

ويرى أبو عواد أن القادم أسوأ، وبأن الأوضاع منذ مقتل نزار بنات تتفجر تدريجيا بسبب سلسلة سلوكيات من السلطة سوف تقود إلى مواجه بين السلطة وبين تيارات مقاومة تحديدا من فتح، وهذا يمكنه أن يؤدي إلى فلتان كبير بطريقة أو بأخرى.

ويشير إلى أن السلطة وصلت إلى مرحلة الدفاع عن مشروع شخصي أو اقتصادي، وليس مشروعا وطنيا ويقود هذا المشروع بعض المستنفعين الذين لم يعد لهم ارتباط بأي حزب مقاوم أو أي حركة، وإنما لديهم فقط أهداف اقتصادية فردية تواجه صراع مع فتح واليسار ومع حماس.

ويختم أبو عواد قائلا:" إن من يقود المواجهات اليوم في برقة وفي مناطق الضفة المتأججة هم أبناء فتح الذين خرجوا قبل أيام يهتفوا لمحمد الضيف، وهذا مؤشر خطير على السلطة أن تستوعبه، لأن معارضتها الأولى هي من داخل فتح.

إغلاق