رسائل شعبية قاسية من إهانة الهباش بمسجد برام الله.. هل تتعظ السلطة؟

رام الله – الشاهد| رأى سياسيون وناشطون أن خروج المصلين من مسجد في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، عقب اعتلاء، مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الدينية، محمود الهباش، المنبر، لإلقاء خطبة الجمعة، “رد مسؤول وإهانة واجبة لشخصه ولمواقفه والسلطة الفلسطينية”.

ورأى هؤلاء في منشورات منفصلة أنها “استفتاء واضح ومباشر رافض لكل ما تمثله السلطة، وداعم لكل ما تمثله المقاومة”.

الباحث السياسي حازم عياد أكد أن “خروج المصلين، يعد استفتاء مباشرا من الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، على أداء السلطة وموقفها من العداون على غزة”، ويدلل على “انهيار شعبيتها”.

وعده “ردا مباشرا على كل الشبهات التي تحاول تحميل المقاومة مسؤولية ما يجري”، مضيفا: “بل على العكس.. هذا دليل على أن شعبية المقاومة تزاد وحاضنتها الشعبية تتسع، مقابل رفض واسع لمشاريع السلطة ونهج (أوسلو) وما يمثله من تنسيق أمني مع الاحتلال، ورفض لأي مشاريع سياسية محتملة بعد العدوان”، وفق “عياد”.

وتابع: “الهباش، معروف أنه جزء من السلطة وأحد أدواتها الأساسية، في الترويج لسرديتها وخطابها السياسي.. وانسحاب المصلين تأكيد أن خطاب السلطة لم يعد مقبولا لدى الشعب الفلسطيني، بل لم يقدم الحد الأدنى المقبول لدى الفلسطينيين”.

وأظهر مقطع مصور، تداوله ناشطون على مواقع التواصل لحظة خروج المصلين من مسجد “عين منجد” في رام الله، بعد اعتلاء الهباش، للمنبر.

ووجه نائب رئيس المجلس التشريعي حسن خريشة، “التحية” للمصلين الذين خرجوا، بعد أن صعد الهباش على المنبر، وقال: “شعبنا يعرف طريق المحاسبة الصحيحة بحق اولئك الذي يتلفظون بما لا يجوز.. وهذه رسالته لأئمة السلاطين والمترزقين منهم.. إذا ما تجرأ أي منكم بالتنمر على صناع النصر”.

وأشار خريشة إلى أن “التيار الجارف اليوم والذي يشكل الحاضنة الشعبية للمقاومة لن يتهاون في الدفاع عنها بشتى السبل، وما خروج المصلين اليوم إلا محاسبة جدية لأمثال هؤلاء”.

الناشط السياسي عرب منصور، أن “ما فعله المصلون اليوم هو أقل القليل ورسالة للهباش وأمثاله، أن المقاومة خط أحمر، لا يسمح لكم بالاقتراب منها”.

وأضاف: “مهما حاول الهباش، وقبله عضو مركزية فتح حسين الشيخ، التلاعب بالالفاظ والكلمات وسحب تصريحاتهم، والقول أنها حرفت عن مسارها، فإن الشعب الفلسطيني قد علم نواياهم الخبيثة, ويرد عليها في كل يوم وفي كل ساعة”، وفق تعبيره.

وأوضح أن “الناس تقارن اليوم وتنحاز إلى من يدافع عنها ويلحق بالعدو الخسائر الفادحة، لا من ينسق أمنيا مع الاحتلال ويرسل لأمريكا وإسرائيل رسائل لاعتماده بديلا جاهزا لملاحقة المقاومين والشرفاء”.

والاثنين الماضي، اتهم “الهباش” حركة حماس بأنها “تغامر بمصالح ووحدة الشعب، وستكون هناك محاسبة قاسية، بعد الحرب”، وفق زعمه.

ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، عن الهباش، قوله إن “عباس أدان حركة حماس في كل مكالمة واجتماع عقده مع قادة العالم” منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، لكنه “لن يفعل ذلك علنا بينما الحرب مستمرة في غزة”.

وأضاف الهباش، أن “السلطة الفلسطينية مستعدة لتحمل المسؤولية الكاملة في غزة، شرط أن يكون ذلك جنبا إلى جنب مع الضفة الغربية، وليس كمقاول لحساب إسرائيل” على حد زعمه.

وزعم الهباش، أن “أمن السلطة الفلسطينية قادر على ضبط الأوضاع في غزة مثل الضفة الغربية، لكنه تحدث عن فترة انتقالية مدتها 6 أشهر على الأقل حتى تتمكن السلطة من إعادة التأهيل قبل أن تتمكن من العودة إلى حكم القطاع”.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.​​​​​​​

الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=67097