قتل القتيل ومشى بجنازتو..عباس: نفد صبرنا وسنرد الصاع صاعين

قتل القتيل ومشى بجنازتو..عباس: نفد صبرنا وسنرد الصاع صاعين

الضفة الغربية- الشاهد| "قتل القتل ومشى بجنازته" هكذا ردّ النشطاءُ والمتفاعلون على حديث رئيس السلطة محمود عباس حول شهداء نابلس خلال مكالمةٍ هاتفية في عزائهم، قائلًا بأنها جريمة لا يمكن السكوت عليها إطلاقا.

وزعم زعيم المقاطعة "صبرنا 73 عامة ولن نصبر أكثر من هذا وسنرد لهم الصاع صاعين" وعلى ما يبدو أن ردّ عباس على الجريمةِ سيكون بمزيدٍ من التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية.

ولاقى حديث "عباس" سخرية وتهكمًا واسعًا وسط صفوف النشطاء عبر منصات التواصل، الذين نددوا بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

التنسيق الأمني

تواصل أجهزة السلطة في الضفة الغربية، مطاردة المقاومين وتسليم معلومات ثمينة للاحتلال الإسرائيلي عن أماكن تواجدهم ونشاطاتهم العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وتوجهت عائلات شهداء نابلس الثلاثة الذين اغتالتهم القوات الخاصة الإسرائيلية في نابلس قبل يومين، إلى أجهزة السلطة لتقديم الحماية لهم خلال مطاردة قوات الاحتلال لهم، إلا أن السلطة قد رفضت.

وبالنظر إلى أهداف السلطة في الضفة الغربية، يبدو الأمر طبيعيًا كونها تخدم أجندة الاحتلال الإسرائيلي، عبر التنسيق الأمني والاعتقال السياسي والباب الدوار وقمع الاحتجاجات ضد الاحتلال وغيرها.

تعذيب في سجون السلطة

وقال أحمد مبروكة، إن شقيقه أدهم (24 عاما)، أسير محرر اعتقل لثلاث سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي كان آخرها عام 2016، ومثلها في سجون السلطة الفلسطينية.

 وأشار أنه وخلال اعتقاله لدى السلطة في سجن أريحا تعرض لكسر في الكتف خلال التحقيق، وأجرى ثلاث عمليات بسبب التعذيب، وكان حتى تاريخ استشهاده، غير قادر على تحريك كتفه بشكل طبيعي.

وأشار، إلى أن آخر محاكمة لشقيقه لدى محاكم السلطة كانت قبل 20 يوما من استشهاده، حيث رفض حضورها.

وبحسب مبروكه فإن ثلاثتهم، "عملوا لوجه الله ولم يعملوا لأي فصيل، ولم يتلقوا أي دعم من أحد".

تأكيدًا على المؤكد، وعلى سياسة السلطة وأجهزتها الأمنية المتناسقة تمامًا مع أجهزة الاحتلال وأهدافه، بل هي جزءٌ من منظومتها الأمنية ضد المقاومة والمقاومين في الضفة الغربية.

حيث قال والد الشهيد محمد الدخيل وهو أحد شهداء عملية الاغتيال الجبانة في نابلس قبل يومين، بأن نجله قد تعرض لعملية اعتقال لمدة أربعة شهور لدى أجهزة الوقائي في نابلس على خلفية تفجيره عبوة في برج إسرائيلي.

وكشف أن مخابرات الاحتلال قد استدعته على خلفية مشاركة نجله في أعمال مقاومة بالضفة، في دليل واضح وفاضح للأجهزة الأمنية للسلطة التي تقف جنبًا إلى جنب مع مخابرات الاحتلال في وأد الانتفاضة وملاحقة المقاومين.

تنسيق أمني عالٍ

وبعد أن وصل التنسيق الأمني لأعلى مستوياته اعتبر إيلان لوتان الضابط الكبير السابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" العملية الأولى منذ نحو عقد ونصف التي يتم فيها تصفية خلية فلسطينية بهذا الشكل وفي وضح النهار.

ولم تبدِ أجهزة السلطة أي ردة فعل إزاء القوة الخاصة التي دخلت لنابلس في وضح النهار، الأمر الذي دفع العديدين لاعتبار الأمر تنسيقًا عاليًا بينهما، واتفاق مسبق، إضافة لتقديم السلطة معلوماتٍ للاحتلال عن أماكن تواجدهم.

وزعم "لوتان" أن ما جرى ببساطة عملية لإحباط هجوم جديد من قبل خلية نفذت 5 عمليات إطلاق نار ولم توقع إصابات وكانت في طريقها إلى هجوم آخر.

ملاحقون من السلطة والاحتلال

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس، إن شهداء نابلس الثلاثة، كانوا ملاحقين حتى اللحظة الأخيرة للسلطة والاحتلال معًا.

 وأشار الى أنه "قبل أسبوع كنا في بيت عزاء لعائلة أحد الشهداء، وأكدت عائلته أن السلطة والاحتلال يلاحقانه ورفاقه".

 وكانت قوات الاحتلال اغتالت، أمس، ثلاثة فلسطينيين بمنطقة "المخفية" في نابلس.

السلطة مشغولة بالاعتقال السياسي

 وأعلنت وزارة الصحة عن استشهاد المواطنين الثلاثة، في ظل غياب تام للأجهزة الأمنية المشغولة بالاعتقال السياسي وتأجيج الفلتان الأمني في الضفة ولا سيما الخليل، في عملية ممنهجة لإلهاء الناس عن مظاهر الغلاء والضرائب والفساد.

 وأعلنت قناة كان العبرية أن قوات الاحتلال اغتالتهم بعد تنفيذهم عدة عمليات إطلاق نار في الأسبوعين الأخيرين.

 وتعيش السلطة رفقة الاحتلال أزهى عصور التنسيق الأمني المتبادل، يتضمن تقديم معلومات وافية وكافة عن المناضلين والأحرار والمشاركة في قمعهم واعتقالهم عبر "الباب الدوار".

 وجاءت عملية الاغتيال تتويجًا لتصريح رئيس السابق للشعبة السياسية والعسكرية في وزارة جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط، عاموس غلعاد الذي أشاد بالتعاون الأمني بين السلطة و"إسرائيل"، معتبرًا إياها كنزًا استراتيجيًا بالنسبة لـ "إسرائيل".

 وشدد في تصريح لإذاعة جيش الاحتلال أنه في الوقت عينه على أنّه يجب المحافظة عليه.

 

 

إغلاق