محلل: السلطة في طريق الهاوية ونهج المفاوضات ألحق أفدح الأضرار بشعبنا

محلل: السلطة في طريق الهاوية ونهج المفاوضات ألحق أفدح الأضرار بشعبنا

رام الله – الشاهد | قال الكاتب والمحلل السياسي جمال زقوت إن إصرار قيادة السلطة على الانفراد بالمصير الوطني وإدارة الظهر للحاجة الوجودية لمراجعة مسار المفاوضات وتحصين البيت الداخلي ما زال يلحق أفدح الأضرار به.

وأوضح زقوت في مقال أن قيادة السلطة فتحت بنهجها المزيد من شهية الاحتلال على المضي بمشاريع التوسع الاستيطاني والضم، وتفعيل مخططات التصفية الشاملة لحقوق شعبنا الوطنية.

وأشار إلى أنه ومن غير الطبيعي أن يصل التباين بشأن انفجار 7 أكتوبر 2023 إلى درجة تحميل الضحية مسؤولية هذه الجرائم، أو أن تخرج علينا بعض الأصوات التي تدعو فعلياً للاستسلام كونها الوسيلة الوحيدة لوقف الحرب.

وبين زقوت أن هذه الدعوات تأتي لإعفاء مثل هذه الأصوات ومن يمثلها من مسؤولية التقصير ازاء دورها في حشد جدي للجهد العربي والدولي لإلزام حكومة الاحتلال بوقف حربها، وما يستدعيه ذلك من معالجة وطنية جادة لأسباب الوهن الذاتي الذي تستثمره “إسرائيل” للمضي بمخططاتها.

وتساءل: “إذا كانت بعض المظاهر الاستعراضية المسلحة يمكن أن تشكل خطرا على السلم الأهلي أفليس اللجوء للقوة المسلحة كوسيلة وحيدة لمعالجتها، قد يشكل انزلاقًا لما هو أخطر بما لا يقاس معها؟!”.

وأكد الكاتب أنه ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أو الاجتهاد أن استمرار إدارة الظهر لارادة الإجماع الشعبي والوطني بترتيب البيت الداخلي، وسد ثغرات الحالة الفلسطينية هو الذي شجع وما زال حكومة الاحتلال على المضي بحرب الإبادة، وبمخططات الضم.

وشدد على أن المضي على قاعدة “عنزة ولو طارت” والإحجام عن مجرد الاستماع لمبادرات الشخصيات العامة والمؤسسات الأهلية والمجتمع المحلي، بما فيها جنين، ورأي الأغلبية الساحقة الحريصة على قدسية الدم الفلسطيني، والاستمرار بسياسة ركوب الرأس لمجرد إثبات القدرة، ليست سوى طريق الهاوية.

ونبه زقوت إلى أن حكومة نتنياهو تعمل على توريطنا فيها، ودفع شعبنا وقضيته للانتحار في براثنها.

وأوضح أن فرض الأمن والسلم الأهلى والعدالة الاجتماعية ضرورة وطنية لتعزيز قدرة شعبنا على الصمود، لكنها معادلة متكاملة لا يمكن ترسيخها دون شعور الناس بالعدالة والثقة بالمستقبل، وما يستدعيه ذلك من التوافق على رؤية وأدوات ومؤسسات وطنية جامعة، تتطلب التنفيذ الفوري لما ورد في إعلان بكين.

وختم: “الوحدة هي الوسيلة الوحيدة لرفع الغطاء عن كل من يعبث بالسلم الأهلي أو ينفرد بالمصير الوطني على حد سواء”.

إغلاق