حلقات تحفيظ القرآن.. ضحية تغول السلطة على المواطنين
رام الله – الشاهد| بحزن وأسف شديد، يراقب ابو محمد وهو آذن لأحد مساجد قلقيلية صحن المسجد وهو خال من حلقات تحفيظ القرآن، على الرغم من دخول شهر رمضان وما يعنيه ذلك من إقبال على تلك الحلقات.
لكن ابو محمد الذي رفض الإفصاح عن اسمه كاملاً كي لا يتعرض لملاحقة أمنية يشير بوضوح إلى السبب الحقيقي وراء اختفاء تلك الأنشطة القرآنية، وهي القبضة الأمنية التي تتعامل بها أجهزة أمن السلطة مع أي مواطن يريد أن يتكفل بتنفيذها.
وأوضح أبو محمد أنه تعرض شخصياً التوبيخ من إدارة الأوقاف في المحافظة بسبب تشجيعه لبعض الشبان في وقت سابق على جميع الفتية وتحفيظهم القرآن الكريم.
ويمثل شهر رمضان المبارك بالنسبة للمسلمين فرصة للعبادة والاستزادة منها، وخاصة تلاوة القران الكريم، لكن هذه العبادة ممنوعة في مساجد الضفة الغربية بأمر من أجهزة أمن السلطة.
ولطالما حاربت السلطة بضراوة شديدة حلقات تحفيظ القران في المساجد، واعتقلت القائمين عليها، وأغلقت عشرات الحلقات التي كانت تحتضن الأطفال والناشئة.
ول وامتدت يد أمن السلطة لكي تمنع تحفيظ القرآن في المنازل، حيث استدعت واعتقلت في أكثر من مرة مواطنين ومواطنات كانوا يُدرسون القرآن في منازلهم.
وكثيرا ما يتم الاستناد في قرارات المنع على قرار صدر في العام 2010 عن وزارة الأوقاف التابعة للسلطة، ويقضي بمنع أي دروس أو إنشاء مراكز تحفيظ للقرآن في المساجد إلا بعد اخذ أذن مسبق من وزارة الأوقاف.
وتسيطر أجهزة أمن السلطة على منع تنظيم الحلقات استناداً إلى حملات من الترهيب والتخويف للقائمين عليها، واستخدام تهم باطلة لا تستند إلى جريمة أو مخالفة حقيقية.
ويمكن بسهولة فهم دوافع قرار السلطة بمحاربة القران الكريم وأهله، وذلك بهدف إماتة الشعور الديني لدى المجتمع وخاصة الفئات صغيرة السن التي تشكل غالبية رواد تلك الحلقات.
كما تأتي سلوكيات أجهزة السلطة بمنع تحفيظ القران أو تلاوته في سياق محاربة نشر تعاليم الدين الإسلامي، ومواجهة أي محاولة لتعزيز القيم والأخلاق.
وشنت أجهزة أمن السلطة وعلى مدار سنوات طوال حرباً مفتوحة على مساجد الضفة الغربية، حتى باتت مسرحاً للانتهاكات والتجاوزات القانونية والإنسانية.
فمراقبة أجهزة أمن السلطة مساجد الضفة ووضعها تحت عين الرقيب، جعل من تلك المساجد أبنية للصلاة فقط، دون أن يكون لها دور في بناء الإنسان الفلسطيني.
ويأتي سلوك أجهزة السلطة في سياق ملاحقة واستهداف الدعاة والنشطاء في القضايا الاجتماعية وتحفيظ القرآن الكريم، بحجة العمل خارج المؤسسات المرخصة.
ووثقت مجموعات حقوقية عشرات الحالات التي استهدفت بها أجهزة أمن السلطة ووزارة الأوقاف، من يقومون على تحفيظ القران وتعليم تلاوته.
وتتعمد السلطة زيادة حدة القمع ضد القائمين على حلقات التحفيظ في سياق التضييق على المساجد وروادها، في مسعى منها للسيطرة عليها ومنع أي صوت معارض لها.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84543