عودة المفصولين تثير تساؤلات جمة عن المؤتمر الثامن لحركة “فتح”
رام الله – الشاهد| لا تزال ارتدادات إعلان رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس العفو عن المفصولين من الحركة خلال مؤتمر القمة الذي عقد في القاهرة الأسبوع الماضي، تحدث صداً في الأطر التنظيمية لحركة فتح.
فقد أثار كشف قيادي فتحاوي عن شروط لعودة أولئك المفصولين، تتضمن عدم إعادتهم إلى أماكنهم التي كانوا يشغلونها قبل فصلهم، جراء ملء تلك الشواغر عبر التنصيب أو من خلال الانتخابات في المؤتمر السابع، حالة من الجدل حول جدوى إعلان عباس من جانب، وقبول المفصولين العودة دون مراكز قيادية.
ودفع ما صرح به القيادي الفتحاوي إلى إعادة الحديث عن المؤتمر الثامن للحركة، والذي تم تأجيله أكثر من مرة جراء الخلافات داخل الحركة، وحالة الاستقطاب التي تتصاعد يوماً بعد آخر.
لماذا التأجيل
وكان آخر إعلان من قبل مركزية حركة فتح بشأن المؤتمر الثامن كان في أغسطس 2023، بأن يتم عقده في ديسمبر من ذات العام، وذلك على الرغم من الخلافات وعدم القيام بالتحضيرات، لتأتي الحرب المدمرة على غزة وتشكل طوق نجاة لمن يريدون عدم إنعقاده.
لكن عضو اللجنة المركزية للحركة توفيق الطيراوي كشف بعضاً من الأسباب الحقيقة لتأجيل انعقاد المؤتمر وأهمها الموافقة الإسرائيلية وتصاريح دخول لأعضاء وقيادات فتح في الخارج وقطاع غزة إلى الضفة الغربية.
وذكر الطيراوي أن ثلث أعضاء المؤتمر من قطاع غزة، والثلث الثاني من الخارج، وهناك صعوبة بالغة في إحضارهم من غزة أو من الشتات.
وأضاف: “أعضاء قطاع غزة والشتات يحتاجون لموافقة إسرائيلية وتصاريح دخول إلى الضفة الغربية، وهذا غير متوفر حالياً بسبب الظروف الحالية”.
الاستقطاب بعد عودة المفصولين
العديد من الشخصيات المتنفذة في الحركة بدأوا يخضوا صراع الولاءات في محاولة للظفر بالمناصب العليا، ومن أهم حسين الشيخ وجبريل الرجوب وماجد فرج وكذلك محمد دحلان وناصر القدوة ومروان البرغوثي، ومحمود العالول وتوفيق الطيراوي، ومحمد اشتية.
وافتتح الشيخ بازار الولاءات والتحضير للظفر بالمناصب العليا وأهمها نائب الرئيس من خلال إصراره على انعقاد المؤتمر الثامن، والذي عاد ليطالب بعقده بعد قرار العفو عن المفصولين.
الشيخ الذي بدأت تحركاته الداخلية والإقليمية للسيطرة على مناصب عدة في الحركة والسلطة ومنظمة التحرير كان أكثر الشخصيات التي ضغطت باتجاه عقد المؤتمر الثامن من أجل انتزاع منصب نائب الرئيس.
وفي الوقت نفسه، يسعى الشيخ إلى تأمين دعم إقليمي ليضع نفسه كمنافس أساسي لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد خروجه من المسرح السياسي.
ويخطط الشيخ لتوظيف الانتخابات الداخلية لإزاحة بعض منافسيه من المناصب القيادية داخل الحركة. تهدف هذه المناورة الاستراتيجية إلى تمهيد الطريق لقيادته مع تأمين الموقف الرسمي لحركة فتح في الانتخابات الرئاسية الفلسطينية.
مستقبل قاتم
الكاتب المختص بالشأن الفلسطيني محمود الفروخ، توقع أن يشهد المؤتمر الثامن لحركة فتح -في حال عقد مستقبلاً- مزيداً من التمزق والخلافات.
وقال إنه في حال تم عقد المؤتمر الثامن لحركة فتح، فان السمة الأساسية التي ستطغى عليه هي توظيف الولاءات لصالح تيار محدد داخل حركة فتح.
وأشار، الى أن الحركة تشهد سيطرة تيار القطب الواحد على مفاصلها المهمة، وهذا من شأنه تغليب المصالح الشخصية على المصالح الحركية مما يساهم أكثر في شرذمة الحركة وتعميق أزماتها الداخلية.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=84792