عباس والإمارات.. قفز بين المواقف حسب المصلحة الشخصية وليس القضية الفلسطينية
رام الله – الشاهد| لم يكن هجوم قيادة السلطة الفلسطينية على د. مصطفى البرغوثي بسبب حديثه عن تآمر الإمارات ضد الشعب الفلسطيني سوى ترجمة لمهارة الرقص بين المواقف، والتي تبرع فيها السلطة.
وشن الناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة هجومًا عنيفًا على الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي بسبب تصريحاته عن الإمارات.
ووصف ابو ردينة البرغوثي “بالمدعو” وأن تصريحاته “لا تمثل موقف دولة فلسطين وشعبها، وأننا لن نسمح بالمساس برموز أية دولة عربية شقيقة أو صديقة او قياداتها”، ووصف تصريحاته بأنها مرتهنة “لأجندات لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني”.
لكن بالعودة قليلاً للوراء، نجد أن رئيس السلطة محمود عباس هاجم الإمارات بشكل عنيف في مارس من العام 2020، واصفاً سلوكها بأنه “طعنة” في ظهر القضية الفلسطينية
كان عباس يعلق في حينه على اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، حيث انتقد عباس بشدة الإمارات مؤكداً أن “الفلسطينيين وحدهم فقط من يتحدثون باسم القضية الفلسطينية ويوقعون على أي حل باسمها”.
كما اتهمهم عباس في حينه بأنهم “يوهمون العالم أن الإمارات جاءت لنا بإنجاز عظيم هو رفض الضم وكأن القضية الفلسطينية هي فقط مسألة الضم، وهذه مخادعة وهذا أمر مرفوض كل الرفض ونعتبره طعنة في ظهر القضية الفلسطينية”.
كما أن المثير في الأمر هو أن دفاع رئاسة السلطة عن الإمارات وهجومها على د. مصطفى البرغوثي لا يتعلق بأي تغيير في سياسة الإمارات تجاه التطبيع، بل على العكس، فإن سلوك حكام الإمارات بات أكثر اتساقا مع الاحتلال، وأصبحت هذه الدويلة جزءا من الحرب على الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة.
وعلق الناشط اياد الرجوب على تبدل موقف عباس بتساؤله عن سبب غضب فتح وعباس، وكتب قائلا: “ما الذي قاله د. البرغوثي غير ما تقوله القيادة الفلسطينية وأبناء شعبنا حتى تتم مهاجمته بهذه الحدية”.
وأضاف: “نبيل ابو ردينة نفسه وباسم القيادة الفلسطينية يرفض ما قامت به الامارات من تطبيع في حينه، ويعتبره خيانة للمقدسات والقدس والقضية الفلسطينية، ويصفه بالاعلان الثلاثي الغاشم”.
ويمكن بسهولة فهم دوافع عباس لمهاجمة الإمارات في حينه في كونها راعية لخصمه السياسي وغريمه في قيادة فتح، والمقصود بذلك القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان.
لكن ومع تطورات الوضع الفتحاوي الداخلي والضغوط الغربية بضرورة استيعاب المفصولين وتوحيد فتح، يبدو أن عباس يريد إعادة ترميم العلاقة مع الإمارات عبر بوابة الدفاع عنها.
واستنتاجا لخلاصة ما جرى، يمكن القول أن عباس يرهن مواقف سلطته لمصالحه الشخصية، بعيداً عن مصلحة الشعب الفلسطيني، وهي سياسة استخدمها حتى مع الاحتلال غير تمتين العلاقة معه من ناحية، وتوتيرها في الداخل الفلسطيني وخاصة مع فصائل المقاومة.
الرابط المختصر https://shahed.cc/?p=86402