روابط القرى.. نتيجة متوقعة لانغماس السلطة في حماية أمن الاحتلال

روابط القرى.. نتيجة متوقعة لانغماس السلطة في حماية أمن الاحتلال

رام الله – الشاهد| جاء الإعلان الإسرائيلي عن البدء في ترتيبات لإنهاء وجود السلطة الفلسطينية وإقامة حكم عشائري في الضفة الغربية بعد تقسيمها لكي يؤكد انتهاء دور السلطة ككيان سياسي فلسطيني.

وجاءت هذه النتيجة الطبيعية بفعل غياب الثقل الحقيقي للسلطة، والتي بدلاً من أن تزرع امتداداً شعبياً لها في الضفة، راحت تمارس دور شرطي الحماية لأمن الاحتلال.

لكن السلطة وفي غمرة انشغالها بحفظ أمن الاحتلال وتجاهل احتياجات الشعب الفلسطيني، غفلت أو تغافلت عن حقيقة تاريخية مدعمة بالأمثلة السابقة بأن من يحمي الاحتلال لن يحظى بأي مكسب أو احترام، وسيكون مصيره الاندثار.

ولن تجدي كل نداءات وصرخات قادة السلطة التي يحاولون توجيهها للعالم، فلا أحد لديه مصلحة أو منفعة في التصدي للاحتلال نيابة عن السلطة، ويمكن القول إن الوقت قد فات أصلاً على أي تدخل لوقف مخططات الاحتلال.

ولطالما دار النقاش خلال السنوات الماضية داخل الأوساط الأمنية والحكومية الإسرائيلية حول فكرة تحويل السلطة الفلسطينية إلى “مناطق إدارية”.

وكان الاتجاه السائد هو تفكيك حكم رئيس السلطة محمود عباس في رام الله ومنح كل مدينة فلسطينية إدارة ذاتية تتعامل مباشرة مع جيش الاحتلال.

وجاء الحديث الإسرائيلي مؤخراً حول تنفيذ تجربة نموذجية في مدينة الخليل، حيث سيتم تشكيل قيادة محلية فلسطينية مكونة من العشائر لكي تتولى المسؤولية بدلاً من السلطة الفلسطينية.

وبانتظار نجاح نموذج الخليل، يتم تهيئة باقي مدن الضفة لتعميم التجربة بالعمل على تحويلها إلى كانتونات منفصلة، لا تواصل بينها، بغية تكرار تجربة روابط القرى على هيئة “روابط مدن” تتشكل فيها أُطر محلية تفتقر إلى أي صلاحيات سياسية، أو اهتمامات وطنية مشتركة.

ويرتبط مسؤولو تلك القرى بنظام الحكم الإداري العسكري الصهيوني، وتتوالى عليها الضغوط الأمنية والاقتصادية لدفع المواطنين فيها إلى الهجرة.

وبالعودة إلى وضع السلطة، فثمة إجماع كبير حتى من داخل السلطة على أنها استنزفت أغراضها، وفقدت دورها، وأصبحت سلطة بلا سلطة، على حد تعبير قادتها.

لكن السلطة الفلسطينية تتجاهل ذلك، وتعتقد أن لا علاقة لوجودها برضا شعبها، فهو رهن بإرادات إقليمية ودولية وإسرائيلية، وتظن أنها قادرة على استرضاء الاحتلال والتعايش معه، فهو بنظرها مفتاح بقائها واستمرارها، وهو لا زال بحاجة لها لتمرير مشاريعه ومخططاته.

كما لا تزال قيادات السلطة تتوهم أن الخطر الذي يحيق بها ينبع من انتقادات معارضيها في الحراكات الشعبية، أو في تيارات وازنة في ما تبقى من فصائل، بما فيها حركة فتح، متجاهلة أن من يسعى لإنهائها هو الاحتلال وحده، بعد أن فقدت دورها الوطني ومبرر وجودها السياسي.

إغلاق