عباس أمام الأمم المتحدة.. صوت “إسرائيل” بلا منازع

عباس أمام الأمم المتحدة.. صوت “إسرائيل” بلا منازع

رام الله- الشاهد| كالعادة، جاء خطاب رئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مخيبًا للآمال بتوقيت بالغ الحساسية، يتعرض فيه قطاع غزة لحرب مدمرة منذ عامين، وتشهد الضفة الغربية اعتداءات غير مسبوقة.

ورغم أن التوقعات كانت بألا يحمل الخطاب مواقف قوية تلبي تطلعات الفلسطينيين، إلا أن مضامينه كانت صادمة وأثارت جدلًا واسعًا واعتبرت بأنها أكبر سقوط في القاع.

عباس طيلة دقائق خطابه حاول وصف عمليات المقاومة بأنها “كارثة”، بتماه مستمر مع الرواية الإسرائيلية وضاربًا بعرض الحائط تضحيات الفلسطينيين الجسيمة.

التوصيف الذي ردده عباس تجاهل السياق الذي تسبب بالتصعيد وعكس رواية الاحتلال التي تدين الفعل المقاوم بدلًا من تمجيده، ما يعد خيانة لثوابت شعبنا.

لم يتردد في تهنئة الإسرائيليين برأس السنة العبرية، وهي تشمل صراحة جنود الاحتلال الذين يواصلون قتل شعبنا.

هذا الموقف -وصفه نشطاء- بأنه تجاوز السقوط السياسي إلى انحطاط أخلاقي واستهتار بدماء الأبرياء.

الخطاب خلا من أي دعوة لوحدة وطنية أو شراكة سياسية أو حتى التلميح بضرورة إنهاء الانقسام.

وبدلًا من ذلك، أكد مجددًا رفضه إشراك فصائل كحركة حماس بالنظام السياسي ما لم تعترف بـ”إسرائيل”، متجاهلًا نتائج الانتخابات السابقة ورصيدها الشعبي.

وفي أكثر من موضع، بدا أن عباس يسعى لتقديم أوراق اعتماد جديدة للغرب بتأكيد التزامه بـ”محاربة العنف”، وتعديلات المناهج، ووقف مخصصات الشهداء والأسرى.

ويفسر توجه عباس على أنه استجابة للضغوط الخارجية ولو على حساب الثوابت الوطنية.

ولم يتطرق مباشرة إلى الجرائم اليومية للاحتلال في الضفة والقدس ولا إلى التهجير في غزة أو العدوان على المخيمات.

كما غابت مفردات مثل “الانتفاضة” أو “التحرير” أو حتى “حق العودة” ما جعل الخطاب أقرب إلى بيانات العلاقات العامة منه إلى خطاب سياسي بلحظة مفصلية.

ولم يطرح أي رؤية لكيفية استثمار اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطين سياسيًا أو التهديد بإجراءات مقابلة حال استمرار الاحتلال وكان خاليا من أي أدوات ضغط أو مبادرات جديدة.

مراقبون وصفوا خطاب عباس في الأمم المتحدة بأنه هزيل سياسيًا ومشحون بمفردات التهدئة والالتزام، بدلًا من الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكدوا أن عباس جدد التزامه في الخطاب بنهج السلطة القائم على المراهنة على المفاوضات والدعم الدولي دون مراجعة حقيقية لمسار فشل بتحقيق الحد الأدنى من تطلعات الفلسطينيين.

إغلاق