تغييب السلطة لإدارة الجامعات فاقم ظاهرة العنف وينذر بتدميرها

تغييب السلطة لإدارة الجامعات فاقم ظاهرة العنف وينذر بتدميرها

الضفة الغربية-الشاهد| غيب تغول أجهزة السلطة في الجامعات بالضفة الغربية دور مجلس الجامعات وإداراتها في فرض سيطرتها على أروقة هذه الجامعات، مما أدى إلى استفحال ظاهرة العنف داخلها.

وأدى تدخل أجهزة السلطة في الجامعات إلى حالة من الانفلات تطورت إلى حالة من العنف الذي تتصدر مشهده حركة الشبيبة الفتحاوية التي بسبب تواطؤ هذه الأجهزة التي تدعمها لسيطرة فتح على الجامعات ضد الأطر الطلابية المنافسة.

وتسود حالة من الاستياء مما آلت عليه الأمور داخل الجامعات، خاصة بعد مقتل الطالب مهران خليلية (21 عامًا) أمس السبت، أمام الجامعة الأمريكية بجنين، الأمر الذي ينذر بتدمير العملية التعليمية برمتها.

وتصاعدت في الآونة الأخير ظاهرة الفلتان وانتشار المشاجرات في جامعات الضفة الغربية، والتي تتزامن مع حملة تشنها أجهزة السلطة تستهدف العمل الطلابي الوطني وفعاليات الأطر الطلابية التي تخدم طلبة الجامعات.

وكشف تقرير صدر في يونيو الماضي، أن معدل جريمة القتل ارتفع في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، بنسبة 69٪، فيما ارتفعت الجريمة ومظاهر العنف بنسبة 40 ٪ منذ بداية عام 2021 حتى يونيو/ حزيران مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2020.

تغول المؤسسة الأمنية

ويقول عضو الهيئة الإدارية لنقابة موظفي جامعة بيرزيت، سامح أبو عواد، إن ما يحدث في الجامعات وما حدث أمس من قتل طالب جامعي في محيط الجامعة العربية الأمريكية هو نتيجة طبيعية لتغول المؤسسة الأمنية في المجتمع وعلى كل مناحي الحياة.

أشار أبو عواد إلى أن الأزمة قد بدأت لديهم في جامعة بيرزيت بعد قضية اغتيال الشهيد نزار بنات، والمواقف التي بنيت على ذلك من الكتل الطلابية.

 وطالب أبو عواد بوقف هذا المسلسل وبشكل عاجل، وكف أيدي التدخلات الخارجية سواء فصائلية أو أمنية أو أي جهة كانت عن الحركة الطلابية والأطر الطلابية والتدخل في شؤون الجامعات، وترك الأطر الطلابية أخذ شؤونها بيدها بناءً على مصلحة جامعاتها.

انحراف الحركة الطلابية

ونبه أبو عواد إلى أن الحركة الطلابية هي امتداد للفصائل، وكانت في السابق هي من توجه البوصلة الوطنية، وتقود المجتمع والقضية الفلسطينية.

وأوضح أن الحركة الطلابية الواعية تدفع الثمن اعتقالا ومواجهة واستهدافا وإصابة واستشهادا، ويراد لها أن تنحرف عن دورها الوطني.

وحول اتهام إدارة الجامعات بالصمت حيال الأحداث فيها، أشار سامح أبو عواد إلى وجود إدارات تعطي حصانة لبعض الأطراف بسبب وجود داعمين سياسيين لهم، وبالتالي ترفض المحاسبة بالرغم من وجود إثباتات، ما جعل البعض يستمر في انتهاك القوانين والأنظمة.

وطالب بإنزال أقصى العقوبات لكل من يخالف مواثيق الشرف في الجامعات ويقود خطاب الكراهية والاعتداءات على بقية الأطراف في الجامعات.

عربدة مستمرة

وتكررت ممارسات عربدة الشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابية لحركة فتح، في جامعات الضفة الغربية، بسبب خلافات داخلية أو إشكاليات بين عناصرها، أو بين أطر طلابية أخرى، الأمر الذي ينذر بالقضاء على العملية التعليمية برمتها.

وتعددت أسباب هذه العربدة التي تمارسها الشبيبة، بين مشاكل أخلاقية، أو مسائل شخصية، أو خلافات مالية، تتعداها لتصل لخلافات تنظيمية بين أطر طلابية مخالفة لنهج فتح.

وتعاني الجامعات من فوضى أمنية جراء استمرار هذه الممارسات، وتغول الأجهزة الأمنية على الحركة الطلابية من الجهة الأخرى، وهو ما ينذر بأزمات متلاحقة ستقضي على العملية التعليمية برمتها.

وتركن الشبيبة في عربدتها إلى مساندة أجهزة السلطة لها، أو مشاركتها بطرق ما في هذه الممارسات، التي لفظها شعبنا وعافها على مدى سنوات طويلة.

إشكاليات متعاقبة

وتعاقبت الإشكاليات في جامعات الضفة مؤخراً وارتفعت بشكل ملحوظ في ظل التواطؤ الأمني مع عناصر الشبيبة، مما جعل الأمور تتطور من شجارات بالأيدي إلى استخدام الأسلحة.

وتسببت آخر هذه الممارسات في مقتل طالب بشجار وقع اليوم السبت، في الجامعة العربية الأمريكية في جنين، وإصابة ثلاثة آخرين، أحدهم في حلة الخطر الشديد.

وكشفت مصادر للشاهد عن أن مرتكب جريمة القتل هو نضال أبو الرٌب منسق الشبيبة في الجامعة. وأوضح المصدر أن الشجار وقع بين عناصر للشبيبة على خلفية مناطقية –شبيبة جبع- وشبيبة قباطية.

كما تسببت عربدة شبيبة حركة فتح وتطاولها على الأطر الطلابية في جامعة بيرزيت قبل يومين في إعلان الجامعة تعطيل الدوام في حرم الجامعة اليوم السبت وتحويل الدوام للنظام الإلكتروني، مشيرة إلى أن التعليم سيكون عن بعد بالكامل، وبأنه لن تعقد أي نشاطات للطلبة داخل الجامعة.
 

إغلاق