الكتل الطلابية ببيرزيت: إدارة الجامعة تريد القضاء على النشاط الطلابي

الكتل الطلابية ببيرزيت: إدارة الجامعة تريد القضاء على النشاط الطلابي

رام الله – الشاهد| أكدت الكتل الطلابية في جامعة بير زيت أن إدارة الجامعة تهدف للقضاء على النشاط الطلابي داخل الجامعة، مؤكدين أن ما حدث مؤخرا يدق ناقوس الخطر بشان حظر الأنشطة الطلابية والتمهيد لمنعها بشكل نهائي.

 

وذكرت ممثلو الكتل في تصريحات نقلتها شبكة قدس أن سلوك الجامعة تغير بشكل لافت في تعاملها مع الكتل الطلابية منذ العودة للدراسة الوجاهية في أعقاب جائحة كورونا، والرغبة في تغيير الواقع القائم سابقاً والتضييق على الحركة الطلابية ككل.

 

استهداف للطلاب

بدوره، أعرب ممثل كتلة الوحدة الطلابية وليد حرازنة، عن صدمتهم في الكتل الطلابية مما حصل في أعقاب العودة للدراسة الوجاهية عبر هدم الغرف الطلابية التي تشكل إرثاً للحركة الطلابية وتغيير المجمع الطلابية الذي يمثل مكانًا رئيسياً للأنشطة الطلابية.

 

وأشار الى أنه تم تغيير المكان بشكل كامل، رغم أن أنه يورث النشاط الطلابي من جيل لآخر وهو شكل من أشكال التضييق على الحركة الطلابية في الجامعة"، لافتا الى أن هناك توجه نحو "رأسمالية" التعليم داخل الجامعة.

 

وقال: "لأصبحت مرافق الجامعة غير مجانية، وكل هذه الوسائل تعكس التضييق على الأنشطة الطلابية للبناء الهرمي في الجامعة الذي بات من الواضح أنه لا يريد حركة طلابية تحمل إرث من سبقوها وتريد حركة طلابية تسعى للجانب الخدماتي فقط"، متهمًا إدارة الجامعة بالرغبة في إخضاع الحركة الطلابية وجعلها ضعيفة.

 

وأضاف: "الذي لا تريد الجامعة استيعابه في هذه القضية، الحدث الذي سبقه بعدة ساعات اعتداء للاحتلال على الجامعة وكان الطلبة يدافعون على الجامعة حول أسوار الجامعة ومن مختلف الأطياف لمنع اقتحام حرم بيرزيت ولما قام مهرجان الكتلة كان هؤلاء الطلبة الذين شاركوا في الدفاع عن الجامعة يتعرضون للمنع".

 

وتابع: "من كسر باب لمنع مهرجان ليس مثل من يريد أن يستقبل أهالي الشهداء"، داعيًا نائب رئيس الجامعة غسان الخطيب للاعتذار وتقديم استقالته".

 

وأكد ممثل كتلة الوحدة الطلابية أن الكثير من الاعتداءات منذ بداية العام الدراسي تعرضوا لها ولم تتطرق الجامعة لها في بياناتها إلا بشكل هامشي وبعبارات إدانة، مستدركاً: "عندما جاء حدث باب قاعة كمال ناصر صورت الجامعة الأمر على أنه فعل إجرامي".

 

وتساءل حرازنة عن طبيعة الضغوطات التي تمارس على إدارة الجامعة لجعلها تتجه لهذا الاتجاه، موجهًا سؤالها لنائب رئيس الجامعة لشؤون الاتصال والتنمية: "أسال الجامعة والدكتور غسان الخطيب عن كرامتي كطالب تعرض للاعتداء على يد ملثمين فيما لم تذكرني الجامعة بسطر واحد بينما على باب زجاجي تحطم أصدرت بيان واضح".

 

ملاحقة أمنية

من جانبه، أكد إسماعيل البرغوثي ممثل الكتلة إن التغيرات الحاصلة تمثلت في التضييق على الأنشطة الطلابية تزامنً مع الملاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو السلطة الفلسطينية.

 

وأشار الى أن "إدارة الجامعة كانت في صف الحركات الطلابية لمواجهة الاحتلال والسياسات التي نتعرض لها من قبل السلطة والاعتقالات السياسية والنشاطات الكتلوية، لكن في الفترة الأخيرة هناك اعتداءات تعرضت لها الكتلة الإسلامية والقطب الطلابي والاتحاد ولم نسمع الجامعة".

 

وواصل قائلاً: "تفاجئنا في بيان إدارة الجامعة الأخير عبر ما حدث في الفعالية الأخيرة والتوعد بمن قام بهذه المظاهر في إشارة "للعسكرة" وهو أمر مستغرب".

 

وذكر البرغوثي: أنه كان هناك اتفاق بين الجامعة والحركة الطلابية بعد اعتصام 27 يوم تم توقيعه في 8 نوفمبر وتضمن البند الخامس أن هناك قاعة للنشاطات وهي قاعة الشهيد كمال ناصر يجري فيها هذه النشاطات ويتم تقديم النشاط قبل 3 أيام وقمنا بالتقديم للنشاط الأخير قبل شهر غير أن الرفض وصل قبل يومين فقط من موعد وما يطرح تساؤل عن أسباب المنع.

 

وشدد ممثل الكتلة على رفضهم لتكسير باب القاعة أو أي ممتلك عام داخل الجامعة أو خارجية، مؤكداً على أنهم الأجدر للحفاظ على هذه الممتلكات. وأضاف: "رسالتنا للجامعة أنه إذا كان هناك ضغوطات عليها لمنع أي أنشطة طلابية وطنية فنحن سنكون في الصف الأول للدفاع عنها وهذا عهد للكتل الطلابية ونحن نرفض الضغوط".

 

وشدد على أن إدارة الجامعة تضع جائحة كورونا كذريعة لتبرير عرقلة نشاطات الأطر الطلابية ومنعها في الجامعة، مستكملاً: "الأصل أننا تجاوزنا هذا العائق عبر أخذ اللقاح وغيرها من الإجراءات الصحية، خصوصًا وأننا لا نرى هذا العائق إلا عند النشاطات الطلابية".

 

واستدل ممثل الكتلة في الجامعة: "بكافتريا الجامعة التي تضج بالطلاب وهناك الكثير من النشاطات التي تقوم بعيدا عن الحركة الطلابية ويتم تنظيمها"، مستدركاً: "نحن مع إجراءات السلامة ولا نريد تجديد جائحة جديدة في الكورونا ولكن لا نرى هذا العائق إلا في الأنشطة الطلابية التي تنظمها الكتل الطلابية".

 

وعن إمكانية تأجيل الانتخابات الطلابية، علق قائلاً: "الحديث عن إمكانية تأجيلها بسبب كورونا "حجة فارطة" فالانتخابات المحلية التي جرت في الخارج تمت بعيدًا عن هذه الذريعة وجامعة بيرزيت قادرة على تنظيم الانتخابات إذ إذا تعرضت لضغوط سياسية".

 

تحجيم النشاط

في السياق ذاته، أكد محمد فقهاء ممثل القطب الطلابي في الجامعة أن ما يحدث من الجامعة هو محاولة واضحة لإنهاء الحركة الطلابية عبر عرقلة إقامة الأنشطة الطلابية.

 

وقال إن الحركة الطلابية باتت مطالبة بالتوجه لأكثر من جهة لأخذ موافقة على إقامة أي نشاط، وإغلاق قاعة كمال ناصر المخصصة لإقامة الأنشطة أو شغله يعكس محاولة إفشال الأنشطة الطلابية.

 

ولفت الى ان سلسلة من الاعتداءات والمناكفات جرت منذ بداية العام الدراسي في بيرزيت فيما لم تقم الجامعة بإصدار أي موقف أو بيان على ما يجري وظلت تماطل 4 أشهر، فيما أصدرت بيان مؤخرًا من أجل باب مبنى وتناست جميع الأحداث السابقة.

 

وأشار الى أن الكثير من الأمور والنشاطات يتم عرقلتها تحت ادعاءات وحجج الكورونا أو الخلافات بين الأطر الطلابية، موضحا أن الخلافات هي شيء دائم داخل الجامعة وعادة ما تنتهي بحلها عبر التوافق.

 

واستغرب ممثل القطب الطلابي من توجيه الجامعة في بيانها قبل الأخير تهديدًا باتخاذ أقسى العقوبات بحق من يحملون السلاح أو مجسمات تحمل بعدًا وطنياً، معتبرًا أن ما يجري يندرج في إطار تحجيم الأنشطة الطلابية داخل الجامعة.

 

خضوع للأمن

وكان رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة الغربية خليل عساف، أكد أن إدارات الجامعات أصبحت رهينة لأجهزة السلطة، مشيراً إلى أن هناك حالة استقواء على إدارات تلك الجامعات حتى من قبل بعض الطلبة المدعومين من قبل تلك الأجهزة.

وقال عساف في تعقيبه على ما جرى خلال الفترة الأخيرة من جرائم وفوضى ضربت تلك الجامعات وأسفرت مؤخراً عن قتل مسؤول الشبيبة الفتحاوية لأحد الطلبة في الجامعة العربية الأمريكية بجنين، الأسبوع الماضي، "قبل فترة قام أحد الطلبة خلال المحاضرة بضرب زميل له وشتمه دون اتخاذ أي إجراء ضده لأن الطالب المعتدي استقوى بمجموعته التي حالت دون معاقبته".

 

وأوضح أن لكل جامعة في الضفة الغربية خصوصيتها، منوهاً إلى أن جامعة بيرزيت ما زالت تحمل بعض القيم والمعاني غير الموجودة في باقي الجامعات، في المقابل فإن الجامعة الأمريكية على سبيل المثال اضطرت إلى نقل الكثير من مقراتها إلى رام الله لأنها محكومة للمناطقية والجماعات.

 

وأضاف: لم تعد هناك حالة وطنية حقيقية، في ظل وجود تيار يتبع لأشخاص وقرى ومراكز قوى يتحكم بالجامعة، يستند إلى التعصبية والجهوية، ولو لم يكن ذلك حقيقيا لما شهدنا رئيس مجلس طلبة يقتل شريكا له من نفس التيار.

 

واعتبر عساف أن عدم وجود رادع أو عقوبة، أمر يشجع على العنف والخطأ، مشدداً على ضرورة وجود معالجة للحالة الوطنية بشكل عام، خاصة وأنه لم يعد لباقي الجامعات صوت بسبب الملاحقة الأمنية.

 

وكشف عساف أن هناك تهديدات كانت تصل إلى أكاديميين من قبل طلبة محسوبين على تيار سياسي معين (يقصد فتح)، وقريبين من أجهزة السلطة، لافتاً إلى أنه لا توجد مواجهة سوى التضحية برفع الصوت عاليا والمطالبة بتجديد الشرعيات وإجراء الانتخابات والاحتكام لسيادة القانون.

 

عربدة مستمرة

وتكررت ممارسات عربدة الشبيبة الفتحاوية الذراع الطلابية لحركة فتح، في جامعات الضفة الغربية، بسبب خلافات داخلية أو إشكاليات بين عناصرها، أو بين أطر طلابية أخرى، الأمر الذي ينذر بالقضاء على العملية التعليمية برمتها.

وتعددت أسباب هذه العربدة التي تمارسها الشبيبة، بين مشاكل أخلاقية، أو مسائل شخصية، أو خلافات مالية، تتعداها لتصل لخلافات تنظيمية بين أطر طلابية مخالفة لنهج فتح.

 

وتعاني الجامعات من فوضى أمنية جراء استمرار هذه الممارسات، وتغول الأجهزة الأمنية على الحركة الطلابية من الجهة الأخرى، وهو ما ينذر بأزمات متلاحقة ستقضي على العملية التعليمية برمتها.

 

وتركن الشبيبة في عربدتها إلى مساندة أجهزة السلطة لها، أو مشاركتها بطرق ما في هذه الممارسات، التي لفظها شعبنا وعافها على مدى سنوات طويلة.

إغلاق